الاثنين، 12 نوفمبر 2018

بلون عينيه


إستيقظت فى سخط غير مبرر هذا الصباح ... لعله يكون مبرراً و لم تُرد أن تعترف لنفسها
أرادت أن تفعل شيئاً جديدا اليوم يُمحى مرارة الخبر التعيس الذى وصلها عبر الشاشة المُضيئة فى البريد الإلكترونى.
هو سيتأخر هذة المرة و لن يأتى لرؤيتها ليحدد موعد زفافهما
لكم كان هذا صعباً ( يوووه , يوووه بقى )
أطاحت بوسادتها جانباً حتى ألقتها على الأرض وهى تزمجر
نهضت من الفراش أخيراً لتجد الرزنامة تشير إلى أن اليوم يوم مولدها
" كيف نسيت هذا؟ "
قررت أن تحاول جعل اليوم سعيداً بدونه ... بدونهم
لا شئ أجمل من الحمام الساخن وكوب الشيكولاتة الدافئ فى ديسمبر
وبينما هى جالسة تشاهد التلفاز وتصفف شعرها وتحتسى أخر قطرات المشروب الدافئ الذى حاول جاهداً أن يدفئ قلبها .. دق الباب
لم تكن تنتظر احداً لذلك قامت بخطوات بطيئة وشعرها الأسود الطويل ينساب وراءها
فتحت الباب لتجد أحد عمال توصيل الطرود فى إنتظارها
- " هذا لكِ يا آنسه "
نظرت بتمعن لتجد باقة ورود زرقاء وعلبة بيضاء صغيرة
- " مِن مَن ؟"
لم يكن سؤالاً مناسباً لأنه بالطبع منه... لقد تذكر عيد ميلادها!!
إستلمت الطرد والورود و نظرت للعلبة لوهله بثبات قبل أن تفتحها
أزالت الشريط الأزرق اللامع الذى يغلف العلبة وفتحتها لتجد سلسلة دقيقة الصُنع تنتهى بقلب فضى من النوع الذى يفتح ويغلق
إبتسمت إبتسامة دافئة وفتحت القلب لتجد أخر صورة تم إلتقاطها لهما معاً مقصوصة بعناية وتم لصقها داخل القلب
تناولت العلبة مُسرعة لتجد بداخلها صورة أخرى لهما بحجم كبير وهما يرتديان معاطف سوداء و وشاح أبيض من خيوط التريكو وهما ينظران لبعضهما ويضحكان بشدة
وبجانبها ورقة كُتب فيها بخط منمق " لم أستطع المجئ اليوم بسبب العمل ولكنى أرسلت لكِ قلبى ، فهل هذا كافِ الآن؟ ... كل عام وصغيرتى بخير"
شعرت بفرحة عارمة تجتاحها، تركت كل شئ وفتحت النافذة لتستقبل هواء ديسمبر البارد
شعرت أن الطيور تغنى معها والأشجار تميل مع قفزاتها المجنونة
إرتدت معطفها الأزرق الطويل وعقصت شعرها للخلف وذهبت إلى محل الخردوات المقابل للمنزل وتفحصت كل إطارات الصور بعناية
-" أتبحثين عن إطار معين للصورة؟" سألت بائعة المحل
- نعم أريد هذا الإطار البنى ، وأشارت إلى إطار بنى مميز بألوان داكنة و مزخرف على حوافه بنجوم فضية بحجم صورتهما 
- " اوه ، أخشى أنه يجب أن تستبدليه بالأسود لأن هذا الإطار مكسور جزء منه عن الحافة اليسرى"
- " لا ، اريده كما هو بالكسر الموجود على الحافة!!"
وهكذا دفعت ثمنه وخرجت تركض من المحل وسط دهشة البائعة
عادت إلى المنزل وقد حان وقت غروب الشمس ، وضعت الصورة داخل الإطار ووضعت الإطار بجانب سريرها
- " إنه رائع " قالت إمها عندما دخلت الغرفة ورأته " ولكن ألم تنظرى إلى هذا الكسر عند الحافة؟ ، أظن أنه عليك تبديله بآخر "
- " لا أظن ذلك إنه مناسب تماماً!!! ، الإطار بلون عينيه وهذا الكسر لن أصلحه حتى أقابله ، ألا ترين يا أمى إنه الإطار الأمثل؟!"
إلتفتت إلى الرزنامة على الحائط وقطعت كل الأوراق المتبقية وتركت ورقة بتاريخ ٣١ ديسمبر فى يوم عودته
فى المساء غفت فى سريرها وهى ممسكة بالإطار والصورة وما إن شاهدتها أمها حتى وضعت الإطار جانبها وقامت بتغطيتها وقالت لنفسها هامسة " أعرف أنه اليوم الأجمل فى حياتها ، لا مزيد من ركل الوسائد الآن ... لا مزيد! "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق