الاثنين، 12 نوفمبر 2018

مذكرات شخصية - الجزء الأول (رسالة لن تصل إليه)



لم تتذكر متى ولا كيف أصبحت غاضبة هكذا

كانت الساعة التاسعة مساءاً حينما أدركت أنها غاضبة بالفعل ونافذة الصبر كما لم تكن من قبل
حاولت تذكر كيف ومتى حدث هذا ، ولكنها لم تجد فى أحداث اليوم ما يثير غضبتها
عندما عادت للمنزل بعد يوم عمل طويل قررت الكتابة من أجل شعور أفضل ، فقد إعتادت على الكتابة فى أكثر لحظات حياتها فرحة و حزناً و غضباً.
جلست أمام مكتبها الصغير فى تلك الغرفة الزرقاء وأخرجت بعض الأوراق و قلماً و بدأت تفكر عن أى شئ تريد أن تكتب بالضبط؟ ، لأول مرة تستعد لكتابة شئ لا تدرى كنهه بعد
تنهدت ونظرت للأوراق ناصعة البياض أمامها و بادلتها الورقة النظر فى تحدى كأنما تعرف أنها حائرة لا تعرف ماذا ستكتب
حينها فقط قررت وصف مشاعرها كما تشعر بها بالضبط وبدأت بالكتابة :
(( لا أعرف لماذا أشعر بالغضب اليوم !
لا اعرف حتى هل أنا غاضبة منك أم من نفسى أم لما آلت إليه الأمور!
تذكرت هذا الصباح أنه فى مثل هذا اليوم منذ عام لأول مرة كنا فى ذلك المطعم المبنى على الطراز القديم ، لطالما شعرت بالدفئ فى هذا المكان و بالخشب الذى يكسو الجدران مع الملصقات متعددة الألوان عن مأكولات يقدمها المطعم لم تسمع بها من قبل.
دائما ما كنا محاطين بشاشات التلفاز التى تعرض أغانى الجاز الأجنبية والتى لم أنتبه لها يوماً.
بعد ذلك تكررت زيارتنا لنفس المكان و دائماً كنا نختار نفس الطاولة . تارة برفقة اصدقائنا وتارة بمفردنا.
لقد كان قلبى يخفق من شدة السعادة فى كل مرة أراك ، كنت أسارع بطلب مشروبك المفضل قبل أن تصل للمطعم
حتى أن أحد اصدقائنا لاحظ فى مرة أننى لم أطلب لك المشروب الذى أعتدت طلبه لك ، أتذكر أننى قلت ( هو مش هيكون له مزاج يشربه النهاردة هو هيحب يشرب شيكولاتة )
أندهش الجميع حينما وصلت يومها وقلت أنك ترغب فى مشروب الشيكولاتة اليوم على غير العادة !
نعم أتذكر مرات و مرات من اللقاءات فى نفس المكان
أتذكر حينما ألتقينا هناك وحدنا وكنت تحدثنى عن أحلامك و ما تود تحقيقه ، حينما لمعت عيناى بتلك الأحلام ووددت لو أننى أستطيع أن أحققها هنا والآن وأجلبها لك فى حقيبة وردية قائلة أنك الشخص الأفضل فى العالم وأنا .. أنا بالفعل أحبك.
ولكن لأننى لم يكن فى إستطاعتى تحقيق أحلامك ، أكتفيت بالنظر لك فى حنان وقلت أننى سوف أكون معك تحت أى ظرف وسأتبعك حتى فى الظلام لنهاية العالم ))
عدلت من جلستها على المكتب و نظرت فى الفراغ أمامها إلى اللاشئ وخفق قلبها بشدة و راحت تكمل :
(( الآن أحاول أن أتذكر أكثر عن لقائاتنا فى ذلك المطعم ، كان ذلك اللقاء الأخير بيننا منذ أربعة أشهر تقريباً
فى ذلك اليوم أرتديت ملابس مريحة وواسعة و صففت شعرى بعناية وإنتظرتك أن تقول شيئاً فقد بدوت لى صامتاً جداً ولم أدرِ ما أقول أنا.
حتى تشجعت وبدأت الكلام قائلاً أنك لن تكون فتى أحلامى بعد اليوم و أنه لا يجب أن تستمر الأمور بيننا على هذا النحو ، أتذكر ما شعرت به فى هذة اللحظة ولكننى لا أستطيع كتابته هنا على هذة الأوراق ، ويكتفى القول أننى شعرت بنفس الشعور مجدداً هذا الصباح ومن المؤكد أن هذا ما أغضبنى.
فى مساء يوم لقائنا الأخير كنت أفكر فى أى خطأ إرتكبته حتى يحدث لى هذا؟ هل أنا السبب؟ هل هناك فتاه أخرى؟
توصلت إلى أنه فى الغالب هناك فتاه أخرى و على الأرجح كانت موجودة هناك قبلى
لا أدرى من هى ولا كيف تبدو ولكنها بالتأكيد فتاه مرحة ولا تلقى النكات السمجة ولا تبدو مثل الأطفال .. لا تبدو مثلى أبداً.
هل تعلم أننى بدأت الكتابة منذ ذلك اليوم؟
هذة الحمم البركانية التى تثير رهبة وإعجاب الناس لم تظهر إلا بعد إنفجار البركان نفسه
قررت أننى لن أبالى بك بعد اليوم فكل شئ يحدث لسبب وبسبب ولكن هل سمحت بالتوقف عن زيارة قلبى؟ ))
إنتهت من الكتابة الآن و شعرت بشعور أفضل
قامت بطى الورقة على هيئة طائرة لعبة وفتحت النافذة و دعتها للهواء يرسلها إلى اللامكان
فمن المؤكد انها لا تريده أن يقرأ شيئاً كهذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق