الاثنين، 12 نوفمبر 2018

قوة الصور



من فترة مش طويلة إبتديت زى أى بنت فى سنى أعمل حساب على أكتر من موقع من مواقع التواصل الإجتماعى واللى بتشتهر بكم هائل من الصور و الفيديوهات الجميلة عن مختلف مجالات الحياه ( رياضة / أزياء / روتين يومى / أخبار المشاهير ....)

و علشان أكون صادقة أنبهرت من كم الصور اللى بشوفها يوميا على كل المواقع وكل صورة بتحكى حكاية و بتوصف حاجة وكذلك كل أنواع الفيديو
واللى أشهرها فيديو بيحكى عن علب هدايا قيمة جدا فيها كم غير عادى من الهدايا الأقيم و مثلا صور لأماكن رائعة فى العالم و بيوت أكثر من رائعة , و بالنسبة للبنات الصور الأكثر جاذبية هى صور كل أدوات التجميل بألوانها البراقة و صور أنواع الشيكولاتة الأغلى فى العالم و حتى التكنولوجيا كان لها نصيب كبير من الصور فبنلاقى صور لأحدث أنواع الهواتف الذكية و الحاسوب النقال.
و اللى ساعد على إنتشار كل الصور دى متابعتنا لصفحات المشاهير على وسائل التواصل الإجتماعية بأنواعها و إزاى بينبهروا بإستخدامهم لكل ما سبق ذكره
لحد أما جه يوم كانت أمى بتتناقش معى على بعض المشاكل الإجتماعية اللى بتسمع عنها من المقربين ليها , و كانت بتفكر ليه الناس مستوى الرضا عن حياتها قل لدرجة مخيفة وأصبح معدوم كمان عند بعض الناس!!!
بدون سبب واضح فى الوقت ده فكرت فى كل الصور اللى تابعتها فى الفترة السابقة لحديثى مع أمى و قلت فجأة و بدون مقدمات بسبب الصور!!!
صور إيه؟!
كل الصور اللى سبق الحديث عنها ليها قوة كبيرة جدا و أصبحت صناعة صورة مميزة و معقدة مهنة فى حد ذاتها و تجارة مربحة و مطلوبة و كل ده إنعكس بشكل أو بآخر على حياه الناس العادية اللى مش من وسط المشاهير
فى رأيى الشخصى اللى حابة أوضحه أن الصور دى بتعكس كمال للحياه مستحيل يتواجد فى الحياه الحقيقية ( البيت المثالى, السيارة المثالية, أفضل ماركات أدوات التجميل والشيكولاتة و كل شئ ) فالناس فعلا سقف طموحتها على أكبر بكتير من إمكانيتها المادية الحالية ومن هنا و بالتدريج بدأ السخط على كل شئ تقريبا زى المسكن و الملابس و حتى الهدايا المقدمة ليهم !!
للأسف الناس بدأت تبص لكل المنتجات اللى بيتعملوها أنها لازم لا تقل عن مستوى معين عشان بس مظهرهم قدام الناس
و علشان كدة لازم الناس تدرك قبل ما السخط الحقيقى يتسلسل لحياتهم أن الصور دى مدروسة بشكل لا يوصف و تم إعادة إلتقاطها بزوايا عديدة و أكتر من مرة مع إستخدام تقنيات إضاءة ومصممين ملابس و متخصصين فى التجميل و حتى الأماكن الفاخرة قد لا يملكها الشخص اللى فى الصورة نفسه ولكن هو مجرد شخص يعمل لصالح شركة ما عشان تعلن عن بضاعة معينة و حاول يروج ليها من خلال الصورة , يعنى بإختصار الصورة لا تعبر عن الواقع
أكيد الصور مش السبب الرئيسى لسخط الناس عن حياتهم لكن ليها أثر كبير سلبى إذا بصينا ليها من زاوية ( أنا عايزة حياتى تتغير كلها زى الصورة دى )
أما بالنسبة للأسباب التانية اللى ليها أثر سلبى فى حياه الناس وعدم رضاهم عن نفسهم هتكلم عنها فى مقال تانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق