الاثنين، 12 نوفمبر 2018

إزاى بدلت طريقى؟



النهاردة حابة أحكى تجربة شخصية صعبة جدا مريت بيها لأن فى ناس كتير بتمر بظروف مشابهه و يمكن كلامى فعلا يعمل فرق مع حد

من أصعب القرارات اللى قررتها فى حياتى أدخل أنهى كلية؟
فى البداية أنا كنت حابة أدرس اللغة الألمانية بس كل محاولاتى منجحتش لثلاثة أسباب :
أولا : مجبتش المجموع المناسب عشان أدخل كلية الألسن قسم اللغة الألمانية
ثانيا : كلية الآداب قسم اللغة الألمانية كانت شروطها كلها مناسبة ليا ماعدا المكان الجغرافى وبالتالى مقدمتش فيها
ثالثا : مكنتش حابة أدرس فى جامعة خاصة
و بالتالى ملقتش قدامى إختيارات كتير و أخترت كلية الآداب وبالأخص قسم علم النفس
على عكس بعض الناس اللى كانت حابة القسم وحاسة أنها هتدرس شئ مميز , أنا مكنتش أعرف عنه كتير و لكن أعتقدت إنى هستفاد و بالفعل أتقبلت فى القسم و أكتشفت بعدها أنه كان حلم ناس تانية و متحققش !!
خلال سنوات دراستى بالجامعة وعدت نفسى إنى هكون إنسانة ناجحة تحت أى ظروف و مع الوقت عرفت مجالات العمل فى علم النفس شكلها إيه بعد التخرج و إتحمست بشكل كبير و حسيت لفترة طويلة إنى لقيت حلمى اللى بدور عليه 
و مع ذلك لم أتخلى عن دراسة اللغة الألمانية و درستها ووصلت لمرحلة عالية فيها خليتنى أخد المركز الأول فيها وسط مجموعة دارسين اللغة اللى معايا فى الصف و حسيت بفخر كبير و أنى بنجز شئ مهم فعلا
كانت حياتى ماشية بشكل رائع لحد ما وصلت للسنة الرابعة فى الكلية و إتصدمت صدمة وصلتنى للإكتئاب حرفيا وهى أنى مستحيل أكمل حياتى المهنية فى علم النفس مهما كان 
المشكلة فى نقاط بسيطة :
- أقتنعت بفكرة إنى نفسيا مش مؤهلة للتعامل مع مرضى نفسيين لأنى سريعة التأثر و ده خطأ فادح هيأثر عليا
- مستحيل أقضى وقت طويل فى مستشفى نفسى أعالج مرضى
- مستحيل إنى أكمل دراسة الماجستير و الدكتوراه رغم إن مجموع درجاتى كان يسمح لكن أنا مش حابة مهنة التدريس 
- كنت واثقة أنى بعد الدكتوراه مش هكون باحثة بالمعنى الحرفى للكلمة لأن ده محتاج دعم كبير مش موجود فى بلدى
و معرفش ليه محسبتش كل ده من قبل كدة و كنت فرحانة بس بكلمة دكتورة لحد ما سألنى صديق عزيز فى يوم من الأيام إنتى فعلا بتحبى علم النفس و الغريب أنى بعد كل ده رديت : لأ !!!!
مريت بفترة إكتئاب مش سهلة أبدا بعد التخرج و كدت أجن من التفكير فى مستقبلى اللى مبقتش عارفة أعمل ايه بالضبط فيه!!
كنت بعانى فى كل وقت وفى كل مكان , يعنى بعد كل ده موصلتش لحاجة و كنت رافضة حتى أنى أروح لدكتور نفسى لأنى عارفة أنى مش هوصل لجديد بما إنى فاهمة اللى بيحصل كله
لحد ما فى يوم قررت إنى لازم أقاوم كل ده ولازم أرجع الإنسانة اللى أنا اعرفها , و بعترف أن الأمر مكنش سهل و أخد منى سنة ونص لحد ما بدأت أفوق , بدأت أحب نفسى و أحب حياتى و أدور على شئ فعلى أعمله لحد ما قررت إن أساعد أمى فى شغلها فى مجال تصميم ملابس الأطفال اللى عمرى ما فكرت فيه على سبيل التسالى فى الأول لحد ما حبيت الشغل فعلا 
كنت فى البداية عصبية جدا و كل ما أعمل أى خطأ فى الشغل أسيب كل حاجة و أقول مش هعمل حاجة بس كنت مصممة أحارب الصدمة اللى مريت بيها لحد ما بدأت أصمم بنفسى أفكار للأزياء و كانت المفاجأة إنى نجحت!! بل و الناس بدأت تطلب شغلى و هبدأ يبقى ليا إسم فى المستقبل و بقيت بشكل مبدأى مصممة ملابس أطفال
فى اللحظة دى بس حسيت يعنى إيه أكون قوية و أنتصر على أى صعاب و مصممة أكمل و أنا الإنسانة اللى عرفتها من غير إحباط , صممت ومصممة أكمل و أنا هالة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق