الثلاثاء، 1 أكتوبر 2019

لا تظلموا الروايات !


ملحوظة : المقال مكتوب باللهجة العامية

عمرى ما توقعت إنى أكتب مقال بعنوان (لا تظلموا الروايات) !
قبل ما أكتب المقال حابة أعترف بإعتراف غريب جداً
أما كنت صغيرة فى سنوات إبتدائى و إعدادى فى المدرسة ، كنت بميل بشكل كبير جداً للكتب العلمية!
كنت مثلاً اقرأ كتب العلوم الخاصة بالمدرسة و المجلات العلمية للأطفال و الشباب زى ناشونال جيوجرافيك و أى كتاب علمى مناسب لسنى من معرض الكتاب اللى كنت بزوره بإنتظام كل سنة.

و كنت دايماً أقول لصحابى أن الكتب دى هى اللى بتبنى دماغنا و أن العلم هو اللى بيوسع مداركنا ، و أى حاجة غير كدة مجرد تفاهات مش بتفيد.

أما كبرت سنة ورا التانية أدركت على مراحل مش مرة واحدة  أن النظرة دى كانت قاصرة جداً بس فكرت أن عذرى الوحيد إنى كنت ساعتها مجرد طفلة إتربت على قيم و مبادئ بتتمسك بيها و بتدافع عنها و بتحارب بالكتب أى إسفاف كان بيظهر فى التليفزيون سواء أفلام أو أغانى فى بداية الألفينات و اللى وصل لأبشع مراحله الآن متجاهلة بذلك الروايات تماماً !


ليه منظلمش الروايات و ليه غيرت رأيى؟

مثال: ليه أما شخص بيصاب بالبرد بنقوله كل برتقال؟
لأن البرتقال غنى بفيتامين C و ده أكتر نوع فيتامين بيحتاجه الشخص المصاب بالبرد ليقاوم المرض!

و دى بالضبط الطريقة اللى جت فى بالى أما أدركت خطأ قولى و أنا طفلة.
كل شخص بيحتاج نوع معين من القراءات تفتح مداركه و تخليه ينظر للحياه نظرة شمولية واسعة و يفهم أكتر و يتعلم أكتر!
فببساطة زى ما فى ناس بتدرك الحقائق من الكتب العلمية مثلاً عن الفضاء أو علم الحيوان أو النبات ، فى ناس بتدرك الحقائق و معنى الحياه من رواية إجتماعية بتتكلم عن مشكلة معينة بتغير وجهه نظره و فهمه للموجودات حوله.

و لكل مخ و دماغ نوع من الكتب بتغذيه و بتنميه تماماً زى الخضراوات و الفاكهه ، فالمخ بيدرك -بعد قراءات متنوعة فى البداية- نوع القراءة اللى بتغذيه و بتنميه و بتعطيه نظره جديدة شمولية للحياه
و طبعاً كلنا بنختلف فى نوع الكتب اللى بنفضلها و ده بيرجع إلى أن كل شخص نشأ فى أسرة من طبقة إجتماعية و مادية مختلفة وسط أسر مختلفة و أحداث مختلفة و على قيم و مبادئ مختلفة بردو!
فطبيعى جداً أن تختلف أهوائنا فى نوع الطعام و شكل الملابس و الأخلاق و السلوك
فكيف لا تختلف فى نوع القراءة؟!

علشان كدة من الواجب على كل قارئ إنه مينتقدش نوع قراءات قارئ آخر لأنه مش عارف نوع الكتب اللى بتغذيه!
فعلشان كدة لو لقيت نوع معين من القراءة بيعطيك الإلهام ده لا تتردد لحظة فى قراءته سواء كان كتاب فى الأدب أو الشعر أو العلوم الطبيعية أو الإجتماعية ؛ لأن كل الأنواع السابقة بتنظر للحياه من جهة مختلفة

و طبعاً ده لا ينفى وجود كتب ملهاش أى فايدة إطلاقاً زى بعض الكتب اللى نُشرت فى معرض الكتاب فى آخر سنتين و الناس سخرت منها بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعى
و أنا اتفق فى أن كتب زى دى لا تُغنى ولا تُسمن من جوع و أنها مجرد مضيعة للوقت
زى مثلاً كتاب بيحكى عن شخص بيتغزل فى حبيبته بطريقة تستفز القارئ ، فلا هى طالت منزلة الشعر ولا النثر و تستعرض لهجة سوقية جداً لا تليق بعقل أى شخص له هدف من القراءة عموماً
و وفقاً لتشبيهى السابق على أن الكتب مثل الفيتامينات ، أقدر أقول ببال مستريح أن النوع ده من الكتب زى المواد الحافظة و الأطعمة السريعة
ضارة بالصحة و تؤدى لوفاه العقل !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق