هل للملابس فلسفة؟
كيف يمكن لشئ بسيط كالملابس أن يكون له فلسفة؟
فى الحقيقة قرأت منذ وقت طويل مقالاً يحمل نفس العنوان للكاتب الكبير محمود عباس العقاد فى كتابه (ساعات بين الكتب) فقررت أن آخذ نفس العنوان و لكن المقال نفسه مختلف تماماً لأنه يحمل رأيي الشخصى.
فى الحقيقة نعم ، للملابس فلسفة خاصة بها فكل إنسان يضع جزءاً من نفسه و روحه فيما يلبسه
فمثلاً الشخص الذى يفضل إرتداء الملابس الفاخرة حتى و إن كانت فى وقت غير مناسب فنجد أنه ربما يسعى للمثالية أكثر من اللازم و ربما تجد لديه مسحة من الغرور و الإعتداد بالنفس المبالغ فيه ، و قد يخفى ضعفاً فى الشخصية أو مشكلة نفسية ما وراء هذا المظهر.
كما أن الشخص المهمل لملابسه بشكل مبالغ فيه أيضاً دليل على إستهتاره بالأمور الكبيرة فى الحياه و فكر غير منظم و شخص غير مبالِ.
و لكننى أؤكد لك عزيزى القارئ أن ما سبق قراءته مجرد رأى قاصر لا يعبر عن جوهر الشخصية و سأشرح لك لماذا!
أولاً: تختلف نظرة كل شخص و يختلف حُكمه على ملابس كل من يراه ، فما تراه أنت جيد و مُهندم يراه غيرك غير لائق و لايصلح حتى للإستخدام و هذا هو السبب الرئيسى لعدم الحكم التام على شخص من خلال ملابسه
فإذا كانت نظرة كل فرد للملبس نفسه تختلف بُناءاً على خبراته السابقة و تفكيره و الوسط الذى تربى فيه ، فكيف بإمكانه الحكم على شخصية فرد من ملبسه؟!
و هكذا يرى كل منا الجمال و القبح بشكل مختلف سواء فى الملبس أو ذوق الطعام أو شكل المسكن و لايمكن الحكم بشكل قاطع على أى شخص من ملبسه.
و مع ذلك يمكن أن يعطى الملبس إنطباع بسيط عن الشخص فالتفاصيل الصغيرة فى الملابس و مدى شفافيتها و ألوانها تعبر بشكل بسيط عن هذا الشخص.
فمثلاً من يرتدى الملابس السوداء بشكل يومى و دائم لا يمكن وصفه بالكئيب و لكن يمكننا القول أنه متحفظ بشكل مبالغ فيه و قليل الكلام و عملى إلى حد بعيد.
على عكس من يحب الألوان الصارخة الضاربة و التى تؤذى العين يميل أكثر للهستيرية و المزاج سريع التقلب.
أما من يختارون ألوان معتدلة و مناسبة فسنجد أن هذة الألوان لها دلالات نفسية تعبر عن صاحبها كذلك.
كما لا يُمكننا إغفال الموضة المعاصرة المنتشرة مؤخراً و التى تعبر عن المزاج العالمى بل و يمتد الأمر أنها تعبر عن القضايا المعاصرة كذلك
خذ على سبيل المثال موضة السراويل المقطعة و السراويل القصيرة التى لا تصل لنهاية القدم
ألا يعبر هذا و لو بشكل بسيط عن القضايا المعاصرة و الرائجة هذة الأيام كإعطاء الحرية الكاملة للمرأة دون تقييد؟
ألا ترى معى أن القطع المقصود الذى انتشر فى الملابس بشكل عام فيه شئ من اللامبالاه؟
كأن الملابس تعبر عن حالها و تقول : أنا لا ابالى بحالة الإكتئاب التى انتشرت فى العالم مؤخراً و بالحروب و النزاعات ، هذة الملابس صُنعت لمن يريدون الخروج عن تقاليد المجتمع الرتيبة و لهؤلاء الذين يريدون الشعور بالحرية !
و كذلك تقول : نحن فى عصر يحلم بالمساواه بين المرأة و الرجل و الغنى و الفقير فهذا القطع الذى كنت تراه فى ملابس الفقراء أصبح للأغنياء كذلك بل إنه أصبح موضة مرغوباً فيها !
لهذا يسير مصممون الأزياء العالميين وفق نهج معين يلتزمون به لعرض الملابس الصيفية و الشتوية
فقبل بداية كل موسم بفترة يحدد المصممين العالميين الألوان و التفاصيل و الخطوط العريضة لما يجب أن تكون عليه الموضة هذا العام و على المصممين الأصغر الإلتزام بها و التصميم فى هذة الحدود.
فى عام 2016 قمت بدراسة الأزياء فى مركز معروف لتصميم الأزياء و لفت إنتباهى هذا الأمر ، ففى نهاية المساق التعليمى طلبت منا المصممة أن ننفذ مجموعة كاملة من الأزياء وفقاً لذوقنا الشخصى و لكن فى إطار 4 موضوعات من خطوط الموضة العالمية فى ذلك الوقت و هى مجموعة ملابس مستوحاه من البحر أو الغابة أو الألوان الدافئة التى تعبر عن الخريف و جو الخريف أو مستوحاه من الألوان الصارخة كالأصفر و الوردى و الأخضر
و قد اخترت موضوع البحر و أخرجت مجموعة كاملة من ملابس الصيف وفقاً لهذا لأننى أحب البحر و اللون الأزرق !!
لهذا نجد أن المصممين العالميين يربطون الأحداث العالمية بالملابس و ما يحتاج إليه المرء فعلاً فى ذلك الوقت
حتى أننى عرفت أن هؤلاء المصممون يدرسون علم النفس و النفس البشرية مع الأحداث العالمية قبل وضع موضوعات التصميم!
و الحق أننى - وبالرغم من أننى أعمل فى مجال الموضة - لا أحب الإلتزام بشئ معين فى اختيارى لملابسى
فقط أقوم بإختيار ألوانى المفضلة و أشكال الملابس التى تناسب ذوقى الشخصى و شكل جسمى مع الأخذ فى الإعتبار الإلتزام الأخلاقى بشكل أساسى
فإن كان العالم يمر بإحداث صاخبة تؤثر فى الذوق العام للملابس ، فكل شخص يمر كذلك بإحداث و تغيرات تؤثر فى إختياره لملابسه
ناهيك عن تغير شكل الجسم نفسه من وقت لأخر و تغير ذوق الملابس على هذا الأساس
خلاصة القول أنه لا يمكن الحكم على الشخص من خلال ملبسه لأن هناك عوامل و متغيرات أعمق بكثير تؤثر فى الملبس أكثر مما نظن.
فإن كان العالم يمر بإحداث صاخبة تؤثر فى الذوق العام للملابس ، فكل شخص يمر كذلك بإحداث و تغيرات تؤثر فى إختياره لملابسه
ناهيك عن تغير شكل الجسم نفسه من وقت لأخر و تغير ذوق الملابس على هذا الأساس
خلاصة القول أنه لا يمكن الحكم على الشخص من خلال ملبسه لأن هناك عوامل و متغيرات أعمق بكثير تؤثر فى الملبس أكثر مما نظن.
طبعا من الخطأ الحكم علي شخص من خلاص ملابسه اهم شيئ الجوهر الداخلي وطريقه تفكيره واخلاقه.
ردحذفكالعاده 👏👏
شكراً ليك و شكراً على تشجيعك و الله بجد
حذفعجبني اسلوب التفكير
ردحذفشكرا جدا لك
حذف