و كأن عجلة الزمان تدور و تدور لتعود بنا إلى آلاف السنين إلى طيبة (الأقصر حالياً) و هى جنة الله على الأرض و عاصمة كيميت (مصر) فى عهد الدولة الوسطى.
فى ذلك العصر العتيق عندما علم ملك مصر أن قائد الجيش الأثيوبى يستعد لغزو مصر مما يشكل خطراً على طيبة
أستعد الملك المصرى لمواجهه الخطر القادم من الجنوب و أعد جيشاً عظيماً بقيادة الشاب المصرى راداميس
عندما يصل راداميس إلى أثيوبيا يقع فى حب عايدة دون أن يدرك أنها الأميرة ابنه ملك أثيوبيا ليتعرض للصراع بين الحب و الواجب الوطني ، فيهرب مع الأميرة الأثيوبية سراً.
حينها يعلم كبير الكهنة ما يحدث فيحكم عليه بالإعدام لخيانة وطنه.
هذة هى أوبرا عايدة التى اكتشفها اوجست ماريتا فى وادى النيل و قد ألفها من قبل ميريت باشا عالم المصريات الفرنسى و كتب نصها الموسيقى جيسلا نزونى و بعد ترجمتها سُلمت إلى الموسيقار الإيطالى فيردى عام 1870
و كان ذلك بطلب من الخديوِ إسماعيل لعرض هذة الأوبرا فى حفل إفتتاح قناه السويس.
و يُعيد التاريخ نفسه فى العام 2019 إذ أُقيمت أوبرا عايدة مرة أخرى فى نفس المكان الذى تحدثت عنه القصة
إنها مدينة الأقصر العظيمة التى شهدت الحب و الحرب و الولاء و الخيانة و صراع الديانات و صراع العروش
حيث عُرضت أوبرا عايدة يومى 26 و 27 أكتوبر أمام صرح معبد حتشبسوت ملكة مصر العظيمة
و لا أعلم هل تم أختيار المكان بمحض الصدفة أم أن لإختيار معبد حتشبسوت بالذات مغزى
فقد تعرضت ملكة مصر نفسها لصراع بين الحب و الواجب الوطنى حيث أنها أحبت مهندس معمارى بسيط من عامة الشعب يُدعى ( سننموت) و ارتبطت روحها بروحه و لكنها ضحت بحبها و لم تتزوج منه حتى لا تفقد عرش مصر الذى ملكته ل 22 عاماً بقلبها و سمحت له ببناء قبره بالقرب من معبدها حتى تتلاقى أرواحهم فى العالم الآخر.
و سواء كان إختيار المكان بقصد أو بالصدفة ، فلا يسعنى إضافة أى تعليق إلا أن أقول لجدتى العظيمة حتشبسوت : لقد قُمتى بواجبك على أكمل وجه وفضلتى الواجب الوطنى على الحب و اليوم و بعد آلاف السنين يقص الناس قصة غنائية جميلة أمام معبدك الذى بناه حبيبك المهندس العبقرى سننموت
و بالرغم من أن قصة الملكة حتشبسوت حقيقية و قصة أوبرا عايدة مُؤلفة إلا أنه لم يشهد على تفاصيل القصتين كاملتين سوى جدران المعبد العظيم الذى شهد كل الحب و الحزن و الولاء...
و قد قام بتغطية حفل أوبرا عايدة الشاب المصرى مصطفى كريم و قد زودنا بالكثير من الصور الرائعة تحكى الكثير من المعانى و تنقلنا إلى عالم آخر...
لزيارة صفحة المصور الشخصية : اضغط هنا
ملحوظة : لا تحاول إستخدام الصور إلا بعد موافقة المصور نفسه
و الآن أترككم مع الصور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق