الخميس، 3 أكتوبر 2019

رأيى فى دور المرأة و الرجل فى المجتمع


ملحوظة هامة : كل ما سيرد ذكره فى المقال رأيى الشخصى و قد يحمل الصواب و الخطأ و لا الزم به أى شخص

حاولت أكثر من مرة أن كتب فى هذا الموضوع على صفحتى الشخصية فى مواقع التواصل الإجتماعى و لكننى كنت دائماً أتعرض للهجوم الشديد من قِبل البنات و السيدات على وجه التحديد.
و أعتقد أن من هاجمنى لم يقرأ الحقيقة كاملة أو لم يفهم وجهه نظرى من الأساس ؛ فقد أعتقدت البنات أننى أدعو لتقييد حريتهن متجاهلات بذلك أننى بنت أيضاً و لكن تختلف طريقة تفكيرنا قليلاً.

فى اعتقادى الشخصى أن سبب الكثير من الخلافات الزوجية فى مصر على سبيل المثال لا الحصر سببها الرئيسى أن المرأة لم تفهم دورها جيداً و كاملاً بعد
فنجد المرأة كثيرة الشكوى من تراكم المهام عليها كالإهتمام بشؤون المنزل كالطهى و التنظيف و رعاية الأطفال و تربيتهم
و بدلاً من محاولة ترتيب أفكارها و التنسيق بين هذة المهمات الشاقة نجدها تهرب من هذا كله بالبحث عن عمل لأنها تشعر أنها مقيدة الحرية
و يُقابل هذا الإقتراح من قبل الزوج دائماً بالرفض لأنه يدرى جيداً كم الصعاب الذى يواجهها فى العمل بطبيعة الحال و أن الزوجة لن تستطيع تحمل هذة الصعاب
و من هنا تبدأ الخلافات

أى دور هو الأصعب؟ دور المرأة أم الرجل؟


فى وجهه نظرى أن كلا الدورين صعب بالفعل و فيه الكثير من التحديات و لكن الله سخر للرجل نوع من الصعاب لن تتحملها المرأة لأنها أرق بطبيعة الحال و قد خلقها الله فى هذة الصورة
فمثلاً : لن تتحمل النقد المستمر و الضغوط فى العمل كما أنها لن تتحمل التنقل من مكان لأخر طلباً للرزق
و كذلك الرجل ليس طويل البال كالمرأة ليتحمل عناد الأطفال و ليس صبوراً كى ينسق بين شؤون البيت و ما عليه إنجازه أولاً
و هكذا نرى أن دور كلاً منهما صعب للغاية و لكن من إتجاه مختلف و لكنه مع ذلك متكامل !
و قد خلق الله الكون و نظمه ليتلائم مع طبيعة البشر و كان رد البشر محاولة تغيير هذة الفطرة بدافع الحرية المزيفة!


دس السم فى العسل

و هذة ليست المرة الأولى و لن تكون المرة الأخيرة التى أتحدث فيها عن الدور التى تلعبه وسائل التواصل الإجتماعى بعقول ضعاف النفوس و الأشخاص الذين ليس لهم مبدأ راسخ يخطون وفقاً له.
فقد شجعت وسائل التواصل الإجتماعى المرأة على هذة الحرية المزيفة و قد صدقها الكثير للأسف فمثلاً نجد الكثير من العبارات الساخرة المُضحكة مثل ( ليه تقولولى يارب نشوفك عروسة بدل ما تقولولى يارب نشوفك مهاجرة ولا مليونيرة ) و عبارة أخرى ( أنا واحدة ليا طموح عايزة أسافر و أشتغل مش أقصى طموحى إنى أغسل فرخة عشان أطبخها! ) و غيرها الكثير من العبارات على نفس الشاكلة جعلت الكثير من البنات يرفضن الحياه الزوجية تماماً و اخترن العيش من أجل العمل و الإنجاز و الشهرة و تحقيق الأرباح!
و كُل تسعى للموضوع بطريقة مختلفة و كأن الحياه الزوجية سامة و تؤدى للوفاه!
و هناك طريقة أخرى و هى الأكثر شهرة تتبعها وسائل التواصل الإجتماعى وهى الصور ! و قد كتبت عن ذلك مقالاً كاملاً من قبل بإسم (قوة الصور)
مثلاً نجد صوراً منتشرة لأمرأة ترتدى ثياب عمل رسمية أمام مقر عملها و هى تمسك كوب من القهوة فى يد و فى اليد الأخرى تحمل حاسوب نقال و تبدو على ملامحها الجدية
و غيرها الكثير من الصور التى تعبر عن أن قوة المرأة الوحيدة تكمن فى عملها لدرجة أن الصور أنعكست على البنات و انتشرت عبارة مؤخراً تقول ( هو أنا امتى هقف قدام الشركة اللى بشتغل فيها و انا ساندة على عربية بى ام دبليو وماسكة لاب توب و قهوة و بتناقش مع مديرى ! )
و من الواضح أن الجملة تعبر عن سذاجة شديدة من صاحبتها ؛ فقد أقتنعت تماماً بالمظهر على أنه شئ سهل و رائع و يعطى للبنت مكانة عالية متجاهلة ضغوط العمل و المهانة التى قد تتعرض لها فى سبيل البقاء بهذا العمل.


خدعوك فقالوا !

لم تتوقف التأثيرات الضارة لوسائل التواصل الإجتماعى عند هذا الحد بل أعطت شعور عام للناس رجالاً و نساءاً بعدم الرضا الكامل عن الحياه.
و قد كانت العبارة الأشهر فى ذلك الإطار ( نريد أن نحيا كما يحلو لنا ، لا نريد أن نموت دون أن يسمع عنا أحد و تنتهى حياتنا كأى حياه أخرى ).
عبارة قد تثير الحزن و الشجن فى النفوس منذ الوهلة الأولى و لكن أى شخص لديه بعضاً من التفكير الناقد ولا يقبل بأى شئ يقرأه و يقتنع به فوراً هذا الشخص يدرك مدى خطورة هذة العبارة!
فقائل العبارة و ناقلها يلعب على التأثير النفسى الذى يثير الخوف فى النفوس و أعنى بذلك الخوف من المستقبل ومن الصورة النمطية للحياه أكثر من تركيزه على معنى ما يقول ، و بتدافع الناس لمشاركة مثل هذة العبارات يوماً بعد يوم تتكون لدينا كارثة كبيرة إسمها عدم الرضا عن الذات و الحياه.
بالطبع كل منا يريد أن يصبح له تأثير فعال فى المجتمع و لكن أى نوع من التأثير نريد؟
ما يعتقده الناس بالفعل أن التأثير هنا يعنى الشهرة فقط ، و أن يكون لك صيت فى كل مكان
و لكن المفهوم الصحيح للعبارة أن يكون لك تأثير فى من حولك فلا تموت دون أن تترك أثراً طيباً فى النفوس
فإذا كنت تتصرف بإيجابية مع أصدقائك و أهلك و جيرانك

و إذا كنت تحاول تخفيف آلام أحدهم بإبتسامة رقيقة أو كلمة تشجيع
إذا طاب ذكرك فى مجالس الناس و حَسُنت سمعتك
إذا قمت بإنجاز فى العمل و حصلت على ترقية
إذا قابل الغرباء أطفالك و كان الإنطباع عنهم أن أخلاقهم عالية و تربيتهم حسنة 
فأنت ذو تأثير كبير أكبر مما تتصور حتى ، فهل ترجو أكثر من ذلك؟
من المعروف لدى الجميع أن الخلود ليس له مكان فى هذة الدنيا و أن الجميع سيرحل يوماً ما ، فما التأثير القوى الذى تريد صنعه بحياتك؟ ما الذى ينقصك فعلاً لترضى؟ عليك بتوجيه هذة الأسئلة لنفسك من حين لآخر حتى تشعر بالرضا
عليك بالحذر كل الحذر من كل ما هو مرئى و مسموع و مكتوب فى وسائل التواصل الإجتماعى
و إستخدام عقلك كالمصفاه لتصفية أى سموم أو شوائب قد تعكر حياتك.
السؤال الأبدى الذى طالما سأله الناس و تم طرحه فى أندية النقاش :

هل من الأصلح أن تعمل المرأة أم تستقر فى بيت زوجها بدون عمل خارجى؟

لكى أكون منصفة فى هذة النقطة فلا يمكننى الحكم بشئ واحد و تطبيقه على كل الأسر و الحالات فى المجتمع
فقد يعانى الزوج و الزوجة فى بداية حياتهما من بعض المشكلات المادية و التى تضطر الزوجة فيها للعمل ( مع الحفاظ على كرامتها ) و ذلك بعد موافقة الزوج أولاً
و قد لا تضطر للعمل و تفضل من نفسها البقاء للمنزل
و قد تكتفى بمسؤولية إدراة شؤون البيت و الأطفال فلا يوجد لديها وقت لأى شئ آخر
و قد تعيش الزوجة بمفردها لأى سبب فتضطر للعمل حتى لا تشعر بالفراغ
لذلك لا يوجد قاعدة واحدة يمكن تطبيقها هنا لأن كل ظرف يختلف عن الآخر و لكن أهم ما فى الأمر هو أنه مهما كانت الظروف فإذا كان الإختيار بين الإهتمام بالأطفال و المنزل و بين العمل فعليكِ بإختيار الأطفال دون تردد لأن هذة الفطرة الأساسية التى فطر الله عليها كل أم تريد تنشئة أطفالها ليكونوا شباب و بنات صالحين للمجتمع ذوى أخلاق عالية.


هناك تعليقان (2):