أؤمن بشكل شخصى أن كل معرفة و كل خبرة إيجابية نمر بها فى حياتنا تساعدنا فى فهم الحياه بشكل أفضل و بمعنى شمولى أكثر
و إذا دققنا النظر نجد أن الهوايات تساعدنا فى تذوق جمال الحياه و التعبير عما نراه من جمال فيها عموماً ، و بإختلاف الهوايات يرى كل منا الحياه بشكل مختلف
فنجد مثلاً من يهوى الرسم يركز على التفاصيل الصغيرة فى لوحته الفنية و نجده كذلك يدقق فى تفاصيل الحياه بإعتبارها إحدى اللوحات الفنية ربانية الصنع
كما نجد من ألوان اللوحة الفنية ما يتشابه مع ألوان الحياه و المشاعر المختلفة التى تتمكن منا فى بعض الأوقات كالسعادة التى تشبه البرتقالى و الغضب الذى يشبه الأحمر و الإبتهاج الذى يشبه الأزرق و الإحباط الذى يشبه الأسود (مع اعتذارى)
و قد جربت أن اهوى الرسم فى سن صغير كأغلب الفتيات بإعتباره الهواية الأكثر رقة و يمتلك اصحابها ذوق فنى عالِ
إلا أننى ادركت بعد ذلك أن حب شئ لا يحتاج إلى جهد و وقت كما فعلت ، فإما أن تحب شيئاً من الوهلة الأولى أو تعتبره عادياً بالنسبة لك لا يشكل القيمة الأعلى و الشغف فى حياتك
أما الوقت و الجهد فستحتاج إليهما لتتقن ما تحبه أصلاً و ليس لتحب شيئاً من الصفر!
أيقنت بعد ذلك أن الكتابة هى الهواية المُفضلة عندى فقد أحببتها بلا جُهد فعلاً و قد كانت البداية حينما كتبت أول قصة قصيرة فى عمر التاسعة ، كانت عن حوريات البحر ، فعندما علمت بأمر حوريات البحر فى هذة السن لأول مرة و أردت أن أصدق - كأى طفلة - أنها حقيقة وليست خيال ، قررت الكتابة عنها و ليس رسمها !!
و هذا ما أعنيه بالضبط بحب الشئ دون جهد و جعلها الإختيار الأول تلقائياً ، فلا أعلم بذلك هل أخترت الكتابة أم أختارتنى الكتابة؟!
و قد أثارت هذة القصة إعجاب و إندهاش البعض ، فكيف لطفلة صغيرة أن تكتب قصة و حبكة و نهاية بهذة السلاسة !
بغض النظر عن اللغة الركيكة التى كتبت بها حيث أننى كنت جاهلة بقواعد اللغة فى مثل هذا السن بطبيعة الحال إلا أننى شعرت بتوافر معايير الكاتب فى نفسى و قد شجعتنى أمى على تنمية هذة الموهبة.
فإذا كانت الألوان تبحث عن لوحة خالية لتعطيها المعنى و القيمة و الجمال ، فالكلمات كذلك تبحث عن الورقة البيضاء التى تُعطيها نفس المعنى و الجمال و القيمة من جهة أخرى.
فالكلمات ابنه الكاتب كما هى الألوان ابنه الرسام وكلٍ يحب بناته و يريد ظهورهم بأحسن شكل ممكن!
على أن الكتابة ارتبطت بالقراءة منذ قديم الأزل ، فطالما أحببت الكتابة أحببت القراءة بطبيعة الحال لأن الكاتب الجيد يحتاج إلى الكثير من الخبرات و الحيوات التى يحيياها بين صفحات الكتب ليقرر ما يكتب عنه بالضبط و يهب للصفحة البيضاء إحساسه ليخرج لنا مقال أو قصة أو رواية فى صورة جيدة.
و لكننى أدركت فى وقت ما أنه ليس علىّ أن أقرأ لأكتب فى الحال ، لأن من يقرأ أو يسمع عن موضوع ويكتب عنه ليس بكاتب و إنما هو ناقل للمعلومات و الأخبار ، حينها سيكون الأفضل له الإهتمام بالصحافة و نقل الأخبار
فالصحفى عليه أن ينقل الحقيقة و الأحداث كما وقعت بالضبط.
أما الكاتب يحتاج للقراءة ليخزن الأفكار و يفكر فيها ، فيرفض بعض ما يقرأه و يقبل بالبعض الأخر و له حرية أن يضيف رأيه فى كل شئ بل و يقارن ما مر به من خبرات مع ما قرأه لينتج عنه مقال أو كتاب فريد من نوعه.
أيقنت بعد ذلك أن الكتابة هى الهواية المُفضلة عندى فقد أحببتها بلا جُهد فعلاً و قد كانت البداية حينما كتبت أول قصة قصيرة فى عمر التاسعة ، كانت عن حوريات البحر ، فعندما علمت بأمر حوريات البحر فى هذة السن لأول مرة و أردت أن أصدق - كأى طفلة - أنها حقيقة وليست خيال ، قررت الكتابة عنها و ليس رسمها !!
و هذا ما أعنيه بالضبط بحب الشئ دون جهد و جعلها الإختيار الأول تلقائياً ، فلا أعلم بذلك هل أخترت الكتابة أم أختارتنى الكتابة؟!
و قد أثارت هذة القصة إعجاب و إندهاش البعض ، فكيف لطفلة صغيرة أن تكتب قصة و حبكة و نهاية بهذة السلاسة !
بغض النظر عن اللغة الركيكة التى كتبت بها حيث أننى كنت جاهلة بقواعد اللغة فى مثل هذا السن بطبيعة الحال إلا أننى شعرت بتوافر معايير الكاتب فى نفسى و قد شجعتنى أمى على تنمية هذة الموهبة.
فإذا كانت الألوان تبحث عن لوحة خالية لتعطيها المعنى و القيمة و الجمال ، فالكلمات كذلك تبحث عن الورقة البيضاء التى تُعطيها نفس المعنى و الجمال و القيمة من جهة أخرى.
فالكلمات ابنه الكاتب كما هى الألوان ابنه الرسام وكلٍ يحب بناته و يريد ظهورهم بأحسن شكل ممكن!
على أن الكتابة ارتبطت بالقراءة منذ قديم الأزل ، فطالما أحببت الكتابة أحببت القراءة بطبيعة الحال لأن الكاتب الجيد يحتاج إلى الكثير من الخبرات و الحيوات التى يحيياها بين صفحات الكتب ليقرر ما يكتب عنه بالضبط و يهب للصفحة البيضاء إحساسه ليخرج لنا مقال أو قصة أو رواية فى صورة جيدة.
و لكننى أدركت فى وقت ما أنه ليس علىّ أن أقرأ لأكتب فى الحال ، لأن من يقرأ أو يسمع عن موضوع ويكتب عنه ليس بكاتب و إنما هو ناقل للمعلومات و الأخبار ، حينها سيكون الأفضل له الإهتمام بالصحافة و نقل الأخبار
فالصحفى عليه أن ينقل الحقيقة و الأحداث كما وقعت بالضبط.
أما الكاتب يحتاج للقراءة ليخزن الأفكار و يفكر فيها ، فيرفض بعض ما يقرأه و يقبل بالبعض الأخر و له حرية أن يضيف رأيه فى كل شئ بل و يقارن ما مر به من خبرات مع ما قرأه لينتج عنه مقال أو كتاب فريد من نوعه.
أما القارئ فليس عليه أن يحب الكتابة ، لأنك لو كنت تقرأ لتكتسب الخبرات فليس عليك التعبير عن شعورك بالكتابة
قد تعبر عن شعورك بعد القراءة بالرسم أو النحت أو العزف مثلاً !
فالقراءة فى ذاتها ليست هواية ، إنما هى مادة خام تُعطينا الشعور و الخبرات أما الهوايات الأخرى هى ما تعطينا الفرصة الثمينة لإبراز هذا الشعور.
ده من أروع مقالات المدونة بجد حاجة عظمة
ردحذفتسلمي حقيقي شكرا جدا
حذفانا متأثرة بأسلوب عباس العقاد جدا