الأحد، 19 أبريل 2020

معنى العطاء (وجهه نظر خاصة)

أبريل 19, 2020 5 Comments

( مقال باللهجة العامية)
فى الحقيقة و بدون مقدمة طويلة أنا دايماً كنت بقرأ بوست على الفيس بوك من فترة طويلة و كل مرة نفس الكلام بيتنقل من شخص لشخص و بلاقى أن أغلب الناس متفقة معاه و أنا بحترم وجهات نظر الجميع  و مع إحترامى أنا بعارض الكلام ده و ليا وجهه نظر أخرى بس الأول لازم نعرف إيه هو الكلام ده قبل ما ننتقده
فأنا سمحت لنفسى أنقل الكلام زى ما هو بالحرف و بعد كدة النقد أسف البوست

************************************************
البوست زى ما هو بالحرف :

(كنت بقرأ كتاب Why men love bitches... عن علاقة الراجل والست وليه الراجل بيحب الشخصية القادرة، اللي احنا بنشوفها جبروت... وفي نفس الوقت، ليه البنت اللطيفة الطيبة اللي بتراعي الكل هي اللي بتاخد على دماغها؟!
الكتاب عن العلاقة بين الست والراجل، بس تعالوا ناخد نقطة معينة ونشوفها في تعاملاتنا الإنسانية عموما.
فكرة العطاء، إنك تبقى بتدي اللي قدامك أكتر من حقه لحد ما يشوفه حقه، ولما تتعب في النص وتدي له "يادوب" حقه أو حتى ازيد حاجة بسيطة بس أقل من اللي متعود عليه منك، يبقى إنت مُقصر!
الكاتبة بدأت كلامها بمثال عن واحدة عزمت واحد لأول مرة عندها ع العشا:
البنت اللطيفة: طبخت كل حاجة ممكن تتعمل وتألقت عشان تبهره، الشخص ده إنبهر وزي الفل وشكرها... المرة اللي بعدها بدل ما يعزمها برة كلمها وطلب منها الأصناف اللي هو عاوز ياكلها المرة دي!
على الصعيد التاني، البنت القادرة: عملت شوية فشار وجابت كيسين شيبسي على علبتين عصير وشغلت فيلم يتفرجوا عليه... اتبسطوا والحياة لطيفة، جت في تاني مرة عزمها برة... بعدها بكام شهر لما عزمته تاني، عملت مكرونة وحمرت شوية فراخ وشكرا...، الراجل انبهر جدا انها تعبت نفسها وطبخت له مخصوص وبدأ يحس إنها بذلت مجهود خرافي عشان خاطره بالتحديد وحس إنه أكيد حد مميز عندها ولازم يقدر لها ده 😏
السؤال: لو عندنا مقياس من ١ ل١٠، ليه ال١٠ اللي البنت اللطيفة قدمتها في الأول ماكنش ليها نفس تأثير ال٣ اللي البنت القادرة قدمتها قدام؟
ل٣ حاجات:
الواحد في أول علاقته بالناس لما يتدلق عليهم قوي ويهتم بيهم إهتمام مبالغ فيه، بيبان إنه desperate، الرغبة الزيادة في ارضاء الأخرين بتتشاف على إن الشخص ده بيحاول يستر عيب معين فيه، بيوصّل رسالة إنه مش كفاية وإنه لازم يبذل مجهود عشان يعجب .
"Being too eager to please is a sign of overcompensating".
(الرغبة المبالغ فيها في ارضاء الأخرين علامة على الافراط فى التعويض عن عيوب شخصية)
الناس (والرجالة خصوصا) مابتعرفش تقدّر حاجة جت لها بالساهل، أو ماتعبتش فيها... بالعكس مع الوقت بيشوفوها حق مكتسب وبيحسوا بالغضب لما يتحرموا منها. الكاتبة بتقول إن البنت اللطيفة قدمت أعلى قدراتها في الأول، جابت أخرها في العطاء... فده بقى الطبيعي والمتوقع منها في كل وقت ولو في يوم قدمت العادي، هيبان إنها مقصرة... فهي بتنصح البنات بإنهم ما يبدأوش العلاقة من أعلى درجة عشان هتطربق فوق دماغهم إن شاء الله... عشان كده البنت التانية لما تدرجت في العطاء، بان الفرق واللي قدمها حس إنه بذل مجهود عشان "يخطب ودّها" زي ما بيقولوا...
"The only difference is the amount of time and effort he had to invest, first. He didn't get it all right up front so he appreciated it more".
(نفس التصرف، لكن الفرق هو الوقت والجهد اللي الراجل استثمره الأول. ماخدش حاجة ع الجاهز، فقدّرها اكتر)
"أبو بلاش كتّر منه"... الناس عموما بيتعاملوا مع بعض على إنهم الأرنب بتاع البطاريات الإنرجايزر... هنفضل ننور لحد أمتى؟ هيجيبوا اخرنا ازاي؟ طول ما أنت مدي للشخص اللي قدامك الأمان إنك ماتقدرش تستغنى عنه، هيجي عليك وهو متطمن!
"If you let him know from day one that you are willing to bend over backward, he'd want to see just how far you'd be willing to bend! It is human nature!"
(لو الشخص اللي بتعامله عرف إنك هتتشقلب عشان ترضيه، أول تصرف منه هو إنه يشوف أخرك أيه، هي دي الطبيعة البشرية).
العامل المشترك في التلات حاجات دول إن الواحد محتاج "يحترم نفسه"، يحترمها ويحبها ويقدرها...
احترم نفسك بإنك تستغنى عن العلاقات اللي بتأذيها، مهما كانت أهميتها... احترمها بإنك تعرف قدر نفسك الحقيقي لإن ماحدش هيقدَّرك طول ما أنت مش مقدّر نفسك... احترمها بإنك ماتكونش الطرف اللي دايما بيحرق نفسه... احترمها بإنك تعرف العطاء بيكون أمتى ومع مين وازاي... احترمها بإنك تصدّق إنها تستاهل تتحب بدون أي رسوم مقدمة!
"If you want to be respected, place a high value of yourself".
(لو عاوز الناس تحترمك، حط لنفسك قيمة عالية).
*****************************************************************

وجهه نظرى المختلفة :

أولاً : الكتاب ده أجنبى بيتكلم عن علاقة الست بالراجل ، و العلاقة دى بتختلف تماماً بين الشرق و الغرب
الشرق اللى بيلتزم بقواعد دينه و بحدود التعامل بين الراجل و الست اللى مش متجوزين أو مفيش بينهم لسه علاقة شرعية و بين الغرب اللى مفيش فرق عندهم بين العلاقات قبل الزواج و بعد الزواج.
فصعب جداً أنى أقرر حدود علاقتى بالجنس الآخر من كتاب مش ملتزم أصلاً بأى قواعد أخلاقية عندنا
و لكن بعيداً عن النقطة دى رغم أنها مهمة جداً و فارقة إلا إنى مش هتكلم من الناحية الدينية
و بما أن صعب واحدة تعزم حبيبها كدة عادى فى البيت أصلاً بالنسبة لنا فأنا هعتبر المثال اللى جه بعد كدة بتاع العزومة ينطبق على عزومة واحد لصاحبه أو قريبه أو واحدة لصاحبتها بما أننا بنتكلم عن الطبيعة البشرية عموماً.

ثانياً : مكتوب أن فكرة العطاء إنك بتدى اللى قدامك أكثر من حقه لحد ما يشوفه حقه !!
نفسى أفهم ازاى تم تعريف كلمة (عطاء) بالسذاجة دى ، المشكلة أن تم تعريف كلمة (عطاء) غلط و بناءاً عليه كل الكلام اللى جه بعد كدة كان غلط
العطاء معنى واسع زى إعطاء الإحسان و الحب و الرحمة بلا مقابل تماماً ، و أجمل ما فى العطاء أنك بتخدم فكرة العطاء نفسها لإن ده هينعكس عليك أنت بالإيجاب و هيعلى من القيم الإنسانية عندك ، يعنى أنت بتعمل كدة عشانك مش عشان أى حد تانى
أنك بتعطى اللى قدامك الرحمة و الحب و بتحسن معاملته حتى لو كان شخص غليظ (مش عشانه عشانك أنت) و ده يرجعنا للكلمة اللى كتبتها قبل كدة (إعطاء بلا مقابل)

ثالثاً : الكاتبة قالت أن الشخص طالما إتعود على معاملة معينة أنت بذلت فيها مجهود وجيت بعد كدة اعطيت أقل من اللى اعطيته مسبقاً (يادوب اعطيته حقه) فالشخص هيعتبرك مقصر.
و من هنا أقول أنا : طيب لو اللى قدامك شايف إنك شخص مقصر ليه جبت الغلط على نفسك من الأول؟ يعنى هل علشان الشخص شايف إنى مقصر فالمفروض إنى معاملوش بشكل لائق جداً من الأول؟
طيب ليه منفكرش بشكل تانى و نقول إنى إتعاملت صح من الأول بس الشخص ده هو اللى تفكيره غلط و ساعتها ميستحقش يكون حبيب أو صديق و هعرف ببساطه إنه طماع؟
هل علشان الشخص طماع يبقى مبذلش مجهود فى إكرامه من الأول؟!
اللى عايزة أقوله بإختصار إن مينفعش الواحد يندم على معاملة كويسة جداً قدمها لشخص ، أما إذا الشخص اتعامل مع الأمر على انه حق مكتسب فالمشكلة فى الشخص مش فى تصرفى إطلاقاً و ده ميلغيش فكرة العطاء نهائياً بس بيخلينا نعرف نختار الأشخاص المُقدرين لمجهودك من البداية!

رابعاً : الرغبة فى إرضاء الآخرين عمرها ما كانت دليل على ستر عيب عند الشخص !
أقصد بكدة أن فى ناس إتربت على الكرم (مش قصدى بقى على مثال العزومة بس) اقصد الكرم عموماً فى الأخلاق و عدم الأنانية و مراعاه شعور الآخرين
فكرة إنك شايف أن ده ضعف معناه أن عندك مشكلة فى تقييم الأمور
ممكن يتقيم على إنه ضعف فى حالة واحدة بس ، إذا كانت محاولة إرضاء الناس مبالغ فيها بشكل مرضى و بشكل بييجى على كرامتك و ساعتها نقول الشخص ده عنده إضطراب فى الشخصية و هنا الكلام يختلف تماماً

خامساً و أخيراً : الكاتبة بتقول ( إحترم نفسك و قدرها و حبها بإنك تستغنى عن العلاقات اللى بتأذيك مهما كانت مهمة و مكتوب كمان إحترمها و أعرف العطاء بيكون مع مين )
طبعاً ده شئ أنا اتفق معاه تماماً و بالحرف و مفيش أى إختلاف عليه
بس الكاتبة ليه بتنتقد نفسها؟!
هى بتقول جملة مهمة و هى (أعرف العطاء بيكون مع مين) و ده اللى بقوله و بيأكد كلامى السابق أن المشكلة مش فى العطاء نفسه بس المشكلة فى الأشخاص
يعنى أختار الأشخاص اللى أقدم لها العطاء أو بمعنى تانى الأشخاص المُقدرين اللى معندهمش أنانية .. دول الأشخاص اللى يستحقوا أنهم يكونوا قريبين منى لأنى بختارهم عشان عارفة أنهم كويسين كفاية.

أرجع و أقول دى وجهه نظر شخصية و ممكن حتى تبقى غلط بس الموضوع ده أن فكرت فيه من وقت طويل جداً عشان البوست ده قديم و مش أول مرة أشوفه

السبت، 18 أبريل 2020

التداوى بالأعشاب فى مصر القديمة + لينك تحميل الكتاب

أبريل 18, 2020 2 Comments

اؤمن بشكل شخصى أن التعرف على الهوية المصرية بعمق و فى كافة نواحى الحياه هو السبيل الوحيد لغرس القيم الوطنية الضائعة فى الوقت الحالى لدى الشعب المصرى.
فمن خلال إعادة إحياء التراث المصرى القديم و محاكاه عادات و تقاليد الأجداد - المناسب منها - تحيا من جديد الشخصية المصرية المميزة التى عانت من فقدان الهوية لأزمنة طويلة
و الهوية التى أقصدها ليست المعلومات التاريخية العامة فقط ، إنما تأتى أيضاً فى صورة الحياه اليومية البسيطة التى عاشها المصريون القدماء كطعامهم و ملابسهم و لغتهم و العناية بأنفسهم و بيوتهم و حدائقهم ووصف مدنهم و شوارعهم و كل شئ
إلى أى مدى تختلف الحياه اليومية فى مصر القديمة عن الحياه فى مصر الآن؟

هذا الكتاب فى رأيى هو أحد أفضل الكتب التى قرأتها عن الحياه اليومية فى مصر القديمة ، فقد تم تقسيم الكتاب إلى :
- العناية بالحديقة المصرية
- المطبخ
- أدوات التجميل
- البيت
- الطب و العلاج
- العطور
- الباقات و الأكاليل

و يمكن قراءة الكتاب بالترتيب أو بغير ترتيب لأن كل قسم مختص بذاته و لكن مما لا شك فيه أن الكتاب عرض بالتفصيل الممل كل ما قام به المصرى القديم فى حياته اليومية و كيف صنع العطور (مع ذكر وصفة رائعة لتحضير عطر السوسن) و ما هى الأكلات التى حرص على تناولها (مع ذكر وصفة طعام نادرة وجدت على جدران أحد المقابر و هو أمر غير شائع على الإطلاق)!
و كيف قامت ربات البيوت المصريات بترتيب المنزل و تنظيفه و كيف تم غسل الملابس و صباغتها و العناية بها
و كيف أستخدموا الأعشاب فى مادواه بعض الأمراض المزمنة
و قد عرض الكتاب فى البداية ما احتوته الحدائق المصرية من أعشاب و ثمار و كيف تم تنسيق الحدائق و لماذا تم الحفاظ على بعض الأعشاب لدى كهنة المعابد فقط؟!
أما الجزء الذى سيلفت نظر الفتايات على وجه الخصوص هو كيف برع المصريون القدماء فى صناعة أدوات التجميل و كيف استخدموها و كيف اعتنوا ببشرتهم و بشعرهم.
فى الحقيقة إن موضوع الكتاب ليس تاريخياً بالمعنى التقليدى المعروف و لكنه يصف الحياه اليومية فى أجمل صورها و هو كتاب قريب من القلب و به الكثير من المفاجآت


لتحميل الكتاب إضغط هنا


الأربعاء، 15 أبريل 2020

مذكرات شخصية - الجزء الثانى ( طوفان داخلى)

أبريل 15, 2020 2 Comments


كان الوقت عصراً عندما شعرت أن قلبها ممتلئ للغاية ، فى مثل هذة الأوقات المضطربة تلجأ إلى حل من الأثنين
الحل الأول أن تبكى حتى تفرغ حمولة قلبها لأنها دائماً تؤمن أن الإنسان يبكى ليس عندما يكون سعيداً أو حزيناً بل عندما يكون ممتلئ المشاعر أو لديه حنين لشئ أو لشخص
الحل الثانى هو أن تلجأ لأصدقائها التى تجيد التحدث إليهم ، القلم و الورقة . فالقلم و الورقة خير وسيلة للتعبير - بالنسبة لها- عما يدور فى قلبها و هم وسيلة ممتازة لإفراغ حمولة المشاعر الثقيلة هذة

لكن اليوم بالذات شعرت أن حمولة قلبها أثقل من اللازم ، فإذا لجأت للبكاء فقط سترهق قلبها و عينيها و يعد هذا ظلماً واضحاً لهما
و إذا لجأت للكتابة فقط سيضجر القلم منها لأنه لن يجد الكلمات المناسبة لإفراغ هذة الحمولة الثقيلة
لذا لجأت للبكاء و الكتابة معاُ !

فى هذا اليوم راجعت كل ما كتبته فلاحظت أنها عندما تكتب تلجأ للفظ هى بدلاً من أنا .. هى تشعر... هى تسعد... هى تنتظر ... هى تحب
لا لست أنا ، لست أنا ابداً !
كأنما تريد أن تؤكد لنفسها أن ما تعبر عنه ليس بداخلها ، إنها حتماً فتاه أخرى من تنتظر و تسعد و تشعر . لا تعرف سبب ذلك فعلاً هل تشعر بالعار من التعبير عن مشاعرها؟ أم أنها تخجل؟
لن تعرف الإجابة ابداً ولا تريد أن تعرف

امسكت قلماً و ورقة و شعرت بخفقان شديد فى قلبها ، ها هى الدموع قادمة مع الكلمات
الآن سيصير كل شئ على ما يرام

كتبت : ( احياناً تأتى لحظة على الإنسان يهتز فيها داخلياً لدرجة لم يتخيل أنه سيصل إليها يوماً ، قد يكون السبب من كلمة سمعها من أحدهم جعلته يعيد النظر فى كل شئ حوله ، مبادئه ، اصدقائه ، اسلوب حياته ، ليست الضرورة كلمة سلبية أو إيجابية إنما هى فقط كلمة تغير مجرى التفكير
و احياناً يكون بسبب موقف عابر غير وجهه نظره للأمور أو ذكرى تذكره بشخص من أغنية أو صورة أو حلم!!
بالنسبة للأحلام فهى شبه مقدسة بالنسبة لها . لم تخذلها الأحلام يوماً ، تحلم بصديقة لها ترتدى ملابس سيئة جداً لتستيقظ من نومها لتجد رسالة من صديقتها تشكو من مشكلة كبيرة
تحلم بشخص بالغ و لكنها تراه فى الحلم طفل صغير أهوج لتعرف بعد يومين أنه تعرض لموقف أثبت فيه للجميع أنه غير جدير بالمسؤولية مثل الأطفال!
ناهيك عن حلم بحادثة قطار مروعة سببها محاولة السائق لمفاداه بقرة تسير على القضبان لتستيقظ و ترى نفس الأحداث بالتفصيل الممل أمامها على شاشة التلفاز

من هنا صارت الأحلام صديقة لها تخبرها بأسرار لا تستطيع أن تعرفها بشكل مباشر ابداً ، و الغريب أنها تفسر أحلامها بنفسها و لنفسها دون الإستعانة بأحد نظراً لأهمية الأمر و قدسيته فى نظرها
أحياناً يتتحقق الحلم فى اليوم التالى و أحياناً بعد خمس سنوات ! المهم أنها تثق بها ثقة شديدة و تعرف جيداً متى يعبر الحلم عن رغبات داخلية و متى يكون مرآه خفية لشئ سيحدث !)
توقفت لحظة لفرك عينيها التى أصبحت لا ترى بسبب الدموع و أكملت ( ما جعلها تهتز داخلياً هذة المرة و أثقل قلبها بالمشاعر المضطربة كان تسجيل صوتى قديم
لم يكن لشخص معين أو كلام موجه لشخص معين ، كان عبارة عن ضحكات مرحة متداخلة معاً تنم عن سعادة حقيقية لأفراد أفتقدهم.
لقد سمعت ذات مرة أن الإنسان عليه أن يفرق بين ما إذا كان يحب شخص معين أم يحب ذكرياته مع هذا الشخص؟
هل تفتقد هؤلاء الأصدقاء أم أنها تفتقد ذكرياتها معهم؟
الذكريات يمكن تعويضها مع أشخاص آخرين و لكنها لن تكون كجمال الذكريات مع الأشخاص الذين تحبهم فعلاً
ثم كيف حدث البعد و كيف اتسعت الفجوة؟)
تركت القلم للحظة و نظرت للورقة ملياً ، لا تعرف كيف تُكمل ما بدأته . تشعر أنها على وشك كتابة شئ سيشعرها بالألم و لكنها أصرت أن تكمل ( لماذا تشعر أحياناً أنها السبب فى ما يحدث؟
على قدر إتساع عقلها و إشادة الناس به إلا أنها عصبية تشعر أنها من الممكن أن تفقد الناس بسهولة كأنها لم تحبهم يوماً و تشتاق إليهم بالسرعة نفسها و تشعر بالندم على فقدانهم و تبكى بمرارة . كان الندم كرفيق دائم لها
تفكر ملياً .. هل يجب أن ننظر للأمور كما هى أم كما يجب أن تكون؟ 

ما هو الشكل الذى يجب أن تكون عليه أصلاً؟
أعنى هل يجب أن نتقبل أصدقائنا و أحباؤنا و نتماشى مع تغيراتهم أم نتوقف عن إعتبارهم أصدقاء حقيقيون؟
ثم من السبب فى هذا التغيير؟ هل تغيروا فعلاً أم أنها هى من غيرت نظرتها إليهم؟

تشعر بالضياع و أن طاقتها إنتهت ، تريد أن ترى أصدقائها كلهم الآن و كل من أحبتهم يوماً و كل الذين تحبهم ولا تستطيع البوح لهم بذلك
تريد أن تجمعهم فى غرفة بيضاء واسعة.. لا سيكون الشاطئ مكان أفضل
سترتدى ثوبها الأزرق و تسير وسطهم على الرمال لتعطيهم الحلوى و الزهور و تقف أمامهم فى المقدمة كالمعلمة فى الفصل و تقول لهم هل من الممكن أن نبدأ من جديد؟ هل أنتم غاضبون منى؟
حسناً أنا أيضاً غاضبة لكل ما آلت له الأمور غاضبة من نفسى و منكم
تدب بقدمها فى مياه البحر لتحدث إضطراب فى شكل الموجة و تفر دمعة من عينها تمسحها بسرعة قبل أن يراها أحد
أريد الحل حالاً و لينتهى الصخب .. بسرعة
تعود بخيالها من شاطئ البحر إلى اللامكان حيث الورقة و القلم من جديد
هل أصبحت سريعة الغضب؟ أم أن أنهم لا مبالون أكثر من اللازم؟

إذا وُجد طوفان عظيم هل كان ذلك من قوة هبوب الريح و قدرتها على التدمير؟ أم لأن هذا البحر واسع و عظيم جداً فجعلته أصغر موجة طوفاناً؟

هذة المرة لاحظت أن أغلب كتاباتها تحتوى على اسئلة تريد إجابتها بشدة و الكثير من علامات الإستفهام ، حتى أنها فكرت فى جمع هذة الأسئلة فى مفكرة صغيرة لتقرأها بصوت عالٍ و هى تقف على نفس الشاطئ و لكن وحدها هذة المرة حتى تستطيع أن تصرخ كما يحلو لها و تقذف بالأوراق فى النهاية فى البحر.
إنتهت الدموع و إنتهى القلم من إفراغ حمولته كذلك . شعرت بعدها بتحسن كبير إلا أنها قررت أن الأمر يحتاج إلى قطعة كبيرة من الشيكولاتة و نزهة سيراً على الأقدام حتى تعاود الإبتسام مرة أخرى.

الاثنين، 6 أبريل 2020

مسحوق الأجداد !!

أبريل 06, 2020 6 Comments


دائماً ما نجد أن المومياوات تثير الخوف و الرعب و الإثارة فى النفوس و قد تم تجسيدها على أنها تتحرك ليلاً فى العديد من أفلام السينما العالمية التى اهتمت بالمومياوات المصرية بشكل ملحوظ و خصوصاً بعد اكتشاف خبيئة المومياوات بالدير البحرى عام 1881 م .

و قد ذاعت الكثير من الأخبار حول أن أحد أسباب غرق سفينة تيتانيك أنها كانت تحمل إحدى المومياوات المصرية و التى أنزلت اللعنة على السفينة بكل من فيها!
و من أكثر الأمور غرابة ما نشرته الصحف ذات مرة - و هو ما يشير إلى أن المومياوات المصرية تثير الرهبة فى النفوس - عن وجود مومياء بمنطقة سقارة ترجع إلى حوالى 2500 عام ترتفع عن تابوتها يومياً فى الهواء حوالى قدمين لمدة ثمانى ساعات ثم تعود لتابوتها ستة عشر ساعة أخرى!
و بالطبع لن ننسى مقبرة الملك توت عنخ آمون وهو الأشهر على الإطلاق و ما ذاع من أمور غريبة جداً بعد إكتشاف مقبرته

رغم أن كل ما حدث لم يمنع ذلك الجشع الغربى من الإستيلاء على بعض المومياوات لأغراض غريبة جداً !
لقد إنتشرت عادة نبش القبور فى مصر القديمة من قبل الأوروبيين للحصول على ما يسمى بمسحوق المومياوات ، حتى أن الإنجليز أنفسهم قاموا فى بلادهم بتشييد طواحين المومياوات تلبية للطلب المتزايد على هذا المسحوق

لماذا أراد الأوروبيون الحصول على مسحوق المومياوات أو كما اسميه أنا بمسحوق الأجداد؟

ليس الهدف من تلك المومياوات بالنسبة للأوروبيون الأهمية المعرفية أو الأثرية و إكتشاف طرق التحنيط و لكن لأن الأوروبيون آمنوا أن لمسحوق المومياوات قدرة علاجية و طبية فائقة
و ذلك لأنهم اختلط عليهم الأمر بين الراتينجات السوداء المستخدمة فى التحنيط و بين مادة القار التى تحتفظ بقوى علاجية فى رأى الأوروبيون
و بناءاً على هذا - للأسف - أصبحت تجارة المومياوات هى التجارة الرائدة فى مصر و خصوصاً فى الإسكندرية التى تعتبر بوابة التجارة مع أوروبا فى ذلك الوقت عن طريق شحن المومياوات على السفن لإستخدامها فى علاج الطفوح الجلدية و كسور العظام و الصرع و الدوار و الكبد و الطحال و السموم و القرح و الغثيان ، و كان هذا المسحوق يخلط مع الأعشاب الأخرى كالزعتر و البلسان
و من الجدير بالذكر أن مادة القار عن اختلاطها بالماء فإنها تعطى رائحة تعتبر مفيدة عند استنشاقها ، لذلك أصبح إستخدام مسحوق المومياوات كعلاج شائع جداً و ظهرت كلمة مومياء كثيراً فى النصوص اللاتينية.

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد ، بل نصح الأطباء الناس كيفية إختيار المومياء المناسبة للعلاج فمثلاً كانت من ضمن النصائح أن المومياء يجب أن تكون سوداء و ذات رائحة زكية و من بعض شئ محروق و ليس من القار أو الراتنج

فى العام 1833 م كتب الأب جرامب إلى محمد على باشا مستنكراً ما يحدث للمومياوات المصرية من سلب و إهانة فى ظل تراخ السلطات المصرية حتى أنه ختم رسالته قائلاً ( يا سيدى .. إن العائد من مصر إلى أوروبا لابد أن يكون حاملاً فى يده اليمنى مومياء و فى الأخرى تمساحاً )!
و لم يكتفِ الأوروبيون بذلك فقط بل قاموا بنزع بعض أجزاء المومياوات كالأذرع و ال و الأقدام و الأيدى لتزيين مكتباتهم و صالوناتهم الخاصة لتبقى ذكرى شاهدة على زيارة مالك المومياء لمصر و أوصى البعض على استخدام قطع صغيرة منها كطعم للأسماك
حتى أن البعض استخدم الزيت المشتق من المومياوات فى زيت الرسم و استخدمه الفنانون فى توقيع لوحاتهم
و هكذا نرى أن المومياوات المصرية عانت كثيرة فى العصور المبكرة و كانت تجارتها مُباحة فى ظل عدم وعى التجار المصريين بأهمية الحفاظ على آثار البلاد