الاثنين، 6 أبريل 2020

مسحوق الأجداد !!



دائماً ما نجد أن المومياوات تثير الخوف و الرعب و الإثارة فى النفوس و قد تم تجسيدها على أنها تتحرك ليلاً فى العديد من أفلام السينما العالمية التى اهتمت بالمومياوات المصرية بشكل ملحوظ و خصوصاً بعد اكتشاف خبيئة المومياوات بالدير البحرى عام 1881 م .

و قد ذاعت الكثير من الأخبار حول أن أحد أسباب غرق سفينة تيتانيك أنها كانت تحمل إحدى المومياوات المصرية و التى أنزلت اللعنة على السفينة بكل من فيها!
و من أكثر الأمور غرابة ما نشرته الصحف ذات مرة - و هو ما يشير إلى أن المومياوات المصرية تثير الرهبة فى النفوس - عن وجود مومياء بمنطقة سقارة ترجع إلى حوالى 2500 عام ترتفع عن تابوتها يومياً فى الهواء حوالى قدمين لمدة ثمانى ساعات ثم تعود لتابوتها ستة عشر ساعة أخرى!
و بالطبع لن ننسى مقبرة الملك توت عنخ آمون وهو الأشهر على الإطلاق و ما ذاع من أمور غريبة جداً بعد إكتشاف مقبرته

رغم أن كل ما حدث لم يمنع ذلك الجشع الغربى من الإستيلاء على بعض المومياوات لأغراض غريبة جداً !
لقد إنتشرت عادة نبش القبور فى مصر القديمة من قبل الأوروبيين للحصول على ما يسمى بمسحوق المومياوات ، حتى أن الإنجليز أنفسهم قاموا فى بلادهم بتشييد طواحين المومياوات تلبية للطلب المتزايد على هذا المسحوق

لماذا أراد الأوروبيون الحصول على مسحوق المومياوات أو كما اسميه أنا بمسحوق الأجداد؟

ليس الهدف من تلك المومياوات بالنسبة للأوروبيون الأهمية المعرفية أو الأثرية و إكتشاف طرق التحنيط و لكن لأن الأوروبيون آمنوا أن لمسحوق المومياوات قدرة علاجية و طبية فائقة
و ذلك لأنهم اختلط عليهم الأمر بين الراتينجات السوداء المستخدمة فى التحنيط و بين مادة القار التى تحتفظ بقوى علاجية فى رأى الأوروبيون
و بناءاً على هذا - للأسف - أصبحت تجارة المومياوات هى التجارة الرائدة فى مصر و خصوصاً فى الإسكندرية التى تعتبر بوابة التجارة مع أوروبا فى ذلك الوقت عن طريق شحن المومياوات على السفن لإستخدامها فى علاج الطفوح الجلدية و كسور العظام و الصرع و الدوار و الكبد و الطحال و السموم و القرح و الغثيان ، و كان هذا المسحوق يخلط مع الأعشاب الأخرى كالزعتر و البلسان
و من الجدير بالذكر أن مادة القار عن اختلاطها بالماء فإنها تعطى رائحة تعتبر مفيدة عند استنشاقها ، لذلك أصبح إستخدام مسحوق المومياوات كعلاج شائع جداً و ظهرت كلمة مومياء كثيراً فى النصوص اللاتينية.

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد ، بل نصح الأطباء الناس كيفية إختيار المومياء المناسبة للعلاج فمثلاً كانت من ضمن النصائح أن المومياء يجب أن تكون سوداء و ذات رائحة زكية و من بعض شئ محروق و ليس من القار أو الراتنج

فى العام 1833 م كتب الأب جرامب إلى محمد على باشا مستنكراً ما يحدث للمومياوات المصرية من سلب و إهانة فى ظل تراخ السلطات المصرية حتى أنه ختم رسالته قائلاً ( يا سيدى .. إن العائد من مصر إلى أوروبا لابد أن يكون حاملاً فى يده اليمنى مومياء و فى الأخرى تمساحاً )!
و لم يكتفِ الأوروبيون بذلك فقط بل قاموا بنزع بعض أجزاء المومياوات كالأذرع و ال و الأقدام و الأيدى لتزيين مكتباتهم و صالوناتهم الخاصة لتبقى ذكرى شاهدة على زيارة مالك المومياء لمصر و أوصى البعض على استخدام قطع صغيرة منها كطعم للأسماك
حتى أن البعض استخدم الزيت المشتق من المومياوات فى زيت الرسم و استخدمه الفنانون فى توقيع لوحاتهم
و هكذا نرى أن المومياوات المصرية عانت كثيرة فى العصور المبكرة و كانت تجارتها مُباحة فى ظل عدم وعى التجار المصريين بأهمية الحفاظ على آثار البلاد

هناك 6 تعليقات:

  1. موضوع هايل جدا وكلام سليم ❤🌹

    ردحذف
  2. مبعرفش الفرق بين الاثار والمومياء ياريت موضوع تفرقه بين الاتنين عشان حاسس ان في حاجه نقصااني :D

    ردحذف
    الردود
    1. بص .. هى الآثار بتشمل أى مقتنيات قديمة زى اساور الملكات او ملابس قديمة أو الأدوات اللى كانوا بيستخدموها القدماء المصريين فى صناعة الحرف أو الأكل و ادوات التجميل اللى موجودة فى المقابر
      لكن المومياوات دى أجساد المتوفيين من القدماء المصريين
      بعد ما بيموتوا بيتم تحنيط أجسادهم و بيتدفنوا فالجسم المحنط إسمه مومياء ززز لكن المقتنيات بتاعة المتوفيين هى دى الآثار

      حذف
    2. وااااو ايه السرعه دي شكرااااا
      كنت فاكر اي حاجه تبع الفراعنه اثار

      حذف
    3. الاثار شاملة كل حاجة و اى حاجة قديمة بس المومياء هى جسد المتوفى المتحنط
      العفو على ايه بس ^_^

      حذف