الأربعاء، 15 أبريل 2020

مذكرات شخصية - الجزء الثانى ( طوفان داخلى)



كان الوقت عصراً عندما شعرت أن قلبها ممتلئ للغاية ، فى مثل هذة الأوقات المضطربة تلجأ إلى حل من الأثنين
الحل الأول أن تبكى حتى تفرغ حمولة قلبها لأنها دائماً تؤمن أن الإنسان يبكى ليس عندما يكون سعيداً أو حزيناً بل عندما يكون ممتلئ المشاعر أو لديه حنين لشئ أو لشخص
الحل الثانى هو أن تلجأ لأصدقائها التى تجيد التحدث إليهم ، القلم و الورقة . فالقلم و الورقة خير وسيلة للتعبير - بالنسبة لها- عما يدور فى قلبها و هم وسيلة ممتازة لإفراغ حمولة المشاعر الثقيلة هذة

لكن اليوم بالذات شعرت أن حمولة قلبها أثقل من اللازم ، فإذا لجأت للبكاء فقط سترهق قلبها و عينيها و يعد هذا ظلماً واضحاً لهما
و إذا لجأت للكتابة فقط سيضجر القلم منها لأنه لن يجد الكلمات المناسبة لإفراغ هذة الحمولة الثقيلة
لذا لجأت للبكاء و الكتابة معاُ !

فى هذا اليوم راجعت كل ما كتبته فلاحظت أنها عندما تكتب تلجأ للفظ هى بدلاً من أنا .. هى تشعر... هى تسعد... هى تنتظر ... هى تحب
لا لست أنا ، لست أنا ابداً !
كأنما تريد أن تؤكد لنفسها أن ما تعبر عنه ليس بداخلها ، إنها حتماً فتاه أخرى من تنتظر و تسعد و تشعر . لا تعرف سبب ذلك فعلاً هل تشعر بالعار من التعبير عن مشاعرها؟ أم أنها تخجل؟
لن تعرف الإجابة ابداً ولا تريد أن تعرف

امسكت قلماً و ورقة و شعرت بخفقان شديد فى قلبها ، ها هى الدموع قادمة مع الكلمات
الآن سيصير كل شئ على ما يرام

كتبت : ( احياناً تأتى لحظة على الإنسان يهتز فيها داخلياً لدرجة لم يتخيل أنه سيصل إليها يوماً ، قد يكون السبب من كلمة سمعها من أحدهم جعلته يعيد النظر فى كل شئ حوله ، مبادئه ، اصدقائه ، اسلوب حياته ، ليست الضرورة كلمة سلبية أو إيجابية إنما هى فقط كلمة تغير مجرى التفكير
و احياناً يكون بسبب موقف عابر غير وجهه نظره للأمور أو ذكرى تذكره بشخص من أغنية أو صورة أو حلم!!
بالنسبة للأحلام فهى شبه مقدسة بالنسبة لها . لم تخذلها الأحلام يوماً ، تحلم بصديقة لها ترتدى ملابس سيئة جداً لتستيقظ من نومها لتجد رسالة من صديقتها تشكو من مشكلة كبيرة
تحلم بشخص بالغ و لكنها تراه فى الحلم طفل صغير أهوج لتعرف بعد يومين أنه تعرض لموقف أثبت فيه للجميع أنه غير جدير بالمسؤولية مثل الأطفال!
ناهيك عن حلم بحادثة قطار مروعة سببها محاولة السائق لمفاداه بقرة تسير على القضبان لتستيقظ و ترى نفس الأحداث بالتفصيل الممل أمامها على شاشة التلفاز

من هنا صارت الأحلام صديقة لها تخبرها بأسرار لا تستطيع أن تعرفها بشكل مباشر ابداً ، و الغريب أنها تفسر أحلامها بنفسها و لنفسها دون الإستعانة بأحد نظراً لأهمية الأمر و قدسيته فى نظرها
أحياناً يتتحقق الحلم فى اليوم التالى و أحياناً بعد خمس سنوات ! المهم أنها تثق بها ثقة شديدة و تعرف جيداً متى يعبر الحلم عن رغبات داخلية و متى يكون مرآه خفية لشئ سيحدث !)
توقفت لحظة لفرك عينيها التى أصبحت لا ترى بسبب الدموع و أكملت ( ما جعلها تهتز داخلياً هذة المرة و أثقل قلبها بالمشاعر المضطربة كان تسجيل صوتى قديم
لم يكن لشخص معين أو كلام موجه لشخص معين ، كان عبارة عن ضحكات مرحة متداخلة معاً تنم عن سعادة حقيقية لأفراد أفتقدهم.
لقد سمعت ذات مرة أن الإنسان عليه أن يفرق بين ما إذا كان يحب شخص معين أم يحب ذكرياته مع هذا الشخص؟
هل تفتقد هؤلاء الأصدقاء أم أنها تفتقد ذكرياتها معهم؟
الذكريات يمكن تعويضها مع أشخاص آخرين و لكنها لن تكون كجمال الذكريات مع الأشخاص الذين تحبهم فعلاً
ثم كيف حدث البعد و كيف اتسعت الفجوة؟)
تركت القلم للحظة و نظرت للورقة ملياً ، لا تعرف كيف تُكمل ما بدأته . تشعر أنها على وشك كتابة شئ سيشعرها بالألم و لكنها أصرت أن تكمل ( لماذا تشعر أحياناً أنها السبب فى ما يحدث؟
على قدر إتساع عقلها و إشادة الناس به إلا أنها عصبية تشعر أنها من الممكن أن تفقد الناس بسهولة كأنها لم تحبهم يوماً و تشتاق إليهم بالسرعة نفسها و تشعر بالندم على فقدانهم و تبكى بمرارة . كان الندم كرفيق دائم لها
تفكر ملياً .. هل يجب أن ننظر للأمور كما هى أم كما يجب أن تكون؟ 

ما هو الشكل الذى يجب أن تكون عليه أصلاً؟
أعنى هل يجب أن نتقبل أصدقائنا و أحباؤنا و نتماشى مع تغيراتهم أم نتوقف عن إعتبارهم أصدقاء حقيقيون؟
ثم من السبب فى هذا التغيير؟ هل تغيروا فعلاً أم أنها هى من غيرت نظرتها إليهم؟

تشعر بالضياع و أن طاقتها إنتهت ، تريد أن ترى أصدقائها كلهم الآن و كل من أحبتهم يوماً و كل الذين تحبهم ولا تستطيع البوح لهم بذلك
تريد أن تجمعهم فى غرفة بيضاء واسعة.. لا سيكون الشاطئ مكان أفضل
سترتدى ثوبها الأزرق و تسير وسطهم على الرمال لتعطيهم الحلوى و الزهور و تقف أمامهم فى المقدمة كالمعلمة فى الفصل و تقول لهم هل من الممكن أن نبدأ من جديد؟ هل أنتم غاضبون منى؟
حسناً أنا أيضاً غاضبة لكل ما آلت له الأمور غاضبة من نفسى و منكم
تدب بقدمها فى مياه البحر لتحدث إضطراب فى شكل الموجة و تفر دمعة من عينها تمسحها بسرعة قبل أن يراها أحد
أريد الحل حالاً و لينتهى الصخب .. بسرعة
تعود بخيالها من شاطئ البحر إلى اللامكان حيث الورقة و القلم من جديد
هل أصبحت سريعة الغضب؟ أم أن أنهم لا مبالون أكثر من اللازم؟

إذا وُجد طوفان عظيم هل كان ذلك من قوة هبوب الريح و قدرتها على التدمير؟ أم لأن هذا البحر واسع و عظيم جداً فجعلته أصغر موجة طوفاناً؟

هذة المرة لاحظت أن أغلب كتاباتها تحتوى على اسئلة تريد إجابتها بشدة و الكثير من علامات الإستفهام ، حتى أنها فكرت فى جمع هذة الأسئلة فى مفكرة صغيرة لتقرأها بصوت عالٍ و هى تقف على نفس الشاطئ و لكن وحدها هذة المرة حتى تستطيع أن تصرخ كما يحلو لها و تقذف بالأوراق فى النهاية فى البحر.
إنتهت الدموع و إنتهى القلم من إفراغ حمولته كذلك . شعرت بعدها بتحسن كبير إلا أنها قررت أن الأمر يحتاج إلى قطعة كبيرة من الشيكولاتة و نزهة سيراً على الأقدام حتى تعاود الإبتسام مرة أخرى.

هناك تعليقان (2):

  1. ينهاااار ابيض ايه الكلام الكبير داااااااا انا اتأثرت والله

    ردحذف
    الردود
    1. ربنا يخليك يااارب دي ساعة تجلى 😂😂😂💙 الحمد لله انها عجبتك و ان شاء الله اللي جاي افضل

      حذف