الاثنين، 30 مارس 2020

هل يمكن للجسم شفاء نفسه بنفسه؟ (الجزء الثانى)



هذة النقاط المشتركة هى :

- تعديل نظام الغذاء بشكل أساسى و تحويله إلى نظام صحى لمدى الحياه و ليس فقط من أجل خفض مستوى الدهون فى الجسم.

إن فوائد التغذية الصحية واضحة للجميع ، فهى تحسن من المستوى العام لصحتنا و تمدنا بالطاقة اللازمة للقيام بكل مهام الحياه ، و نستطيع أن نرى ذلك جلياً عند مقارنة شخص يتناول الوجبات الصحية المتوازنة و يمارس الرياضة بشكل منتظم أو حتى شبه منتظم و يشرب الكثير من الماء ، فمثل هذا الشخص غالباً ما يكون نشيط و يزيد إنتاج عمله و يتمتع بقلب و عقل صحى و ذلك لأن التغذية الصحية دوراً هاماً فى تقليل خطر الإصابة بالسرطان و أمراض القلب و إرتفاع ضغط الدم.
على العكس من شخص يعتمد بشكل أساسى على الدهون و السكريات و الكافيين فإن إنتاج عمله يكون منخفض و هو عٌرضه للإصابة بقائمة أمراض لا حصر لها

- أكتشف نفسك و حبها كما هى ، فبالرغم من معرفتنا جميعاً أنه لا يوجد شخص كامل على وجه الأرض و كل منا لديه بعض النقائص و المشكلات إلا أن البعض لا يتعمق فى معنى هذة الجملة
من أفضل الأشياء التى يمكنك البدء بها لمعرفة نفسك جيداً هو أن تحضر ورقة و قلماً أو حتى أكتب فى مفكرة الهاتف المحمول عن عيوبك و مميزاتك و سترى أنك تنظر إلى نفسك لأول مرة بعين أخرى
ستجد أن هذا الشخص (أنت) يستحق الحب و الإحترام و التقدير مهما كان . فى آخر مرة مارست التأمل فيها أن فكرت فى مميزاتى و عيوبى و وجدتنى أبتسم و أتقبل الأمر تماماً حتى أننى بعد الإنتهاء من التأمل قمت بكتابة رسالة فى مفكرتى الشخصية
رسالة بها الكثير من التقدير و الحب لذاتى و تلك الرسالة تساعدنى بأن أشعر بشعور أفضل عندما لا تسير الأمور على ما يرام.

- كف عن لوم نفسك على كل شئ يحدث للأخرين، فالكثير منا يحاول قدر الإمكان قمع آرائهم و عواطفهم عن الآخرين فقط من أجل السلام العام
مثلاً أن ترفض قول رأيك حتى لا يحدث صراع مع شريك /ة حياتك و تبقى على أجواء السلام فى الأسرة فهذا من شأنه أن يدمر علاقتك بنفسك و يدفعك للضغط العصبى مع الوقت

- تعلم أن تقول (لا) فى الوقت المناسب دون حرج ، و لاتحاول أن تجعل الآخرين يضغطون عليك فى الموافقة على بعض الأمور التى لا تناسبك أو لا تناسب حياتك و تضطر إلى قول (نعم) و أنت كاره
صدقنى لن يعانى أحد غيرك و لن يهتم أحد
كن صادقاً مع نفسك من البداية و قل ما تريد بصراحة . و لايعنى ذلك أبداً أن تكون شخص فظ أو عدوانى إطلاقاً
فقط قل (لا) فى الوقت المناسب و مع الوقت سيتفهم الناس من حولك طباعك و شخصيتك و ما تحب و ما تكره ، و حتى إن لم يتفهموا الأمر و غضبوا من قول (لا) فهذا لا يعنيك فى شئ لأنك بالفعل قد عبرت عن ذاتك بإحترام و بشكل ودى
أما عن كيفية تقبلهم للأمر فهذا يعود إليهم كلية ولا دخل لك بالأمر لأنك ببساطة غير مسؤول عن مشاعرهم ما دمت لم تتسبب فى إيذاء أحدهم من البداية

- لا تستمع إلى الأغانى الحزينة ابداً مهما كان ، فالبعض يقول أن الأغنية الحزينة مجرد أغنية لن تؤثر فى شئ بداخلك و لكن
هل تعلم أن ما تسمعه و ما تدركه يؤثر بالمعنى الحرفى فى فيزياء جسمك
كما سبق و أن قلت فإن أى مشاعر تصل إلينا يرسلها القلب إلى الدماغ و من ثم ترسلها الدماغ إلى باقى أعضاء الجسم
ناهيك عن الكلمات السلبية فى الأغنيات الحزينة و الكم الهائل من العواطف السلبية التى توصلها لنا

- ابتعد عن الأشخاص الهدامين فى حياتك و لاتجعلهم يؤثروا بقراراتك المستقبلية ولا تعطيعم نظارتك ابداً!!
و أقصد بذلك : لا ترى الدنيا بعيونهم أو بنظارتهم السوداء لأن هذا ينعكس عليك بالسلب كما ترى
و كن مؤمنا أن الحياه تلعب فى صالحك و انه بإستطاعتك التحكم فى إنفعالاتك و قراراتك و عواطفك و بالتالى فى مصيرك لأن هناك شخص واحد فقط هو الأهم فى حياتك و هو أنت !

- مارس التأمل فى الصباح و قبل النوم
اعتقد  أننى تحدثت أكثر من مرة فى مدونتى عن أهمية التأمل و فى كل مرة أجد جديد أضيفه. التأمل بشكل عام من أفضل الأنشطة التى يمكن القيام بها لخفض التوتر وقد وجد العلاج بالتأمل منذ آلاف السنين و قد غير بالفعل حياه الكثير من الناس ، فقد أثبتت الأبحاث الأولية عن التأمل أنه عملية إطفاء المقاومة و الهروب أى الإستجابة للخوف و هو ما يدفع الجسم للإسترخاء و هذا هو العلاج . و أجمل ما فى الأمر أنه غير مكلف إطلاقاً و يمكن ممارسته فى أى مكان و بأكثر من طريقة
د الصورة النمطية للتأمل جانباً و هى الجلوس فى وضع القرفضاء و ضم أصابعك و إغماض عينك ، فليس المظهر هو ما يهم و لكن ما بداخلك هو الأهم
الشرط الأساسى لممارسة التأمل بشكل صحيح هو الشعور بالهدوء و السلام الداخلى سواء كنت فى وضع القرفصاء أو ممدد جسدك بالكامل أو حتى عند قيامك بنزهة فى حديقة ما وحدك تستمع فقط لأصوات الطبيعة و تتمتع بالهواء النقى و تفكر بعمق فى نفسك و تعزز ثقتك فى نفسك و تعيد النظر فى أمور حياتك بشكل إيجابى فإن هذا ايضاً يعد من أنواع التأمل!
هناك من يستمع إلى موسيقى هادئة أثناء التأمل و هو ما يساعد على صفاء الذهن بشدة و خفض التوتر و خصوصاً فى الصباح لأنه كعادة صباحية أفضل من النهوض من السرير مباشرة لسماع الأخبار أو تفحص الهاتف المحمول.

لقد تم إجراء بحث على مجموعة من المتطوعين لمعرفة أثر التأمل على الدماغ و الجسم عموماً ، و كانت النتيجة رائعة حيث وُجد أن الغدة النخامية تعمل بشكل رائع أثناء التأمل و تتخلص من الدومبامين و السيرتونين و بدلاً منها يقوم الجسم بإفراز هرمونات أخرى مفيدة ، و قد تبين كذلك أن معدلات الكورتيزول انخفضت جداً لدى المشاركين و هذا يعنى أنهم تخلصوا من التوتر بالفعل
أما الأكثر أهمية من نتائج هذا البحث أن مستويات الجلوبين المناعى تضاعفت و وصلت إلى الحد الأقصى أثناء التأمل و هذا الجلوبين المناعى هو المدافع الأول ضد البكتريا و الفيروسات و هو أقوى من كل أدوية الإنفلونزا.


- أحصل على الدعم المعنوى من أحبائك ، ولا تقل لى من فضلك أنه لاوقت لديك للتحدث مع المقربين منك أو التواصل معهم
فإذا حصلت على دعم و تشجيع من حوك عند إصابتك بأى مرض و لو بسيط فإن ذلك يساعدك فيزيائياً على التعافى
لأنك بمجرد أن تدرك بدماغك حب الآخرين لك فإن جسمك سيستجيب إلى الأكسيتوسين و الذى يزيد الخلايا القتالية فى الجسم و كذلك الخلايا البيضاء و يقوى الجهاز المناعى.

- إلجأ إلى العلاج الإيمانى
أياً كانت ديانتك ، فالإيمان بالله و الخشوع فى الصلاة له نفس تأثير التأمل بالضبط ، لأنك تدخل فى حالة تنشيط للدماغ بشكل يؤثر إيجابياً عليك تماماً
و قد كتبت من قبل بالتفصيل عن هذا الموضوع و يمكنك أن تقرأه من هنا

- أخيراً سأختم الموضوع بعبارة شهيرة للفيسلسوف الصينى (لاوتسو) و الذى قال : راقب افكارك لأنها ستصبح كلمات و راقب كلماتك لأنها ستصبح أفعال وراقب أفعالك لأنها ستتحول إلى عادات و راقب عاداتك لأنها ستكون شخصيتك و راقب شخصيتك لأنها ستحدد مصيرك . و هذا بالضبط ملخص ما كنت أتحدث عنه أى أن كل عاداتك و أفعالك تبدأ من العقل و الفكر و الدماغ
فإنت ستحصل على ما تريده فقط إن تحكمت فى كل المدخلات الواردة إلى دماغك إن كانت أفكار و مشاعر إيجابية أم سلبية.
هناك قصة غريبة عن امرأه تبينت أن لديها سرطان من المرحلة الرابعة و هو ما يعنى فى نظر أى شخص الموت غالباً ، و لكنها لم تيأس و احاطت نفسها بالكثير من الدعم النفسى و الحب و الإيجابية
و فى كل مرة كانت تقبل على جلسة العلاج الكيماوى كانت تتخيله على أنه ساحر يدخل إلى جسدها و يحول الخلايا السرطانية بعصاه السحرية إلى خلايا جديدة نقية و يقوم بتدمير الأخرى
أعلم أن الأمر مضحك و لكنه حقيقى ، تفكيرك الإيجابى وحده هو من يقودك إلى النهاية السعيدة و هذا ما حدث لها بالفعل !

الآن يمكنك أن تستخدم كل النقاط السابقة أو حتى بعضها لتغيير مجرى حياتك و عليك القرار هل تريد أن تجعل جسمك يعيش بإيجابية؟ أم أنك تريد شئ آخر؟

هناك تعليقان (2):