الاثنين، 30 مارس 2020

هل يمكن للجسم شفاء نفسه بنفسه؟ (الجزء الأول)


هل تعتقد أن جسمك لديه القدرة على شفاء نفسه بنفسه؟
هل تعتقد أنه ذكى كفاية ليقوم ذلك؟
إذا أردنا إجابة مختصرة فيمكننا قول : نعم . لكن فى الحقيقة أريد أن أوضح كيف يمكن للجسم القيام بذلك بنفسه؟ هل الأمر معقد؟ و هل يحدث ذلك بإرادتنا أم رغماً عنا؟

إن جسدك أقوى و أذكى مما تتصور بمراحل و يمكنه إعادة ترميم و تجديد نفسه إذا توفرت له الشروط المناسبة النفسية و البيئية
ولكن قبل أن نتحدث عن الحل أو الشروط التى يجب توافرها ، سنتحدث عن المُسبب الرئيسى للكثير من الأمراض كالسكر و الضغط و القلب و حتى السرطان
نستطيع أن نرى حولنا اليوم الكم الهائل من السموم و المواد الحافظة الموجودة فى وجباتنا حتى أنه بات من المستحيل أن تذهب إلى السوبر ماركت دون ان تنتقى علبة طعام واحدة لا تحتوى على مواد حافظة!

بالإضافة إلى تلوث الهواء الشديد من حولنا فى العالم كله الذى أصبح جزء من روتين الحياه اليومية بسبب عوادم السيارات و حرق القمامة أحياناً بدلاً من إعادة تدويرها و الهواء الملوث الناتج من مصانع المواد الكيميائية.
كل هذة الأسباب معروفة لدى الكثيرين أنها تؤثر سلباً على صحتنا و تكون الأمراض السابق ذكرها ، و هى عوامل خارجة عن إرادتنا و نحاول تجنبها قدر الإمكان بإتباع أسلوب حياه صحى و البعد عن مصادر التلوث أو حتى إرتداء الكمامة لتنقية الهواء الذى نتنفسه
و لكن مع كل ذلك يبقى هناك سبباً قوياً لهذة الأمراض و هو عامل داخلى يعتمد عليك كلياً ، فإذا قمت بإدراك خطورته و التحكم به فسيتغير أسلوب حياتك تماماً و أنا أعد بذلك.
هذا العامل الداخلى هو التوتر!
التوتر ليس كالمواد الحافظة أو الهواء الملوث لأنه ليس شئ ملموس و لكن مع ذلك يمكن قياسه و التحكم به
فقد زادت التوترات الداخلية لدى كل فرد مع تعقد العالم من حولنا و التعرض المستمر للضغوط بسبب العلاقات الفاشلة أو الأزمات المالية أو حتى من أخبار العالم التى تسمعها كل صباح فى الراديو أو التلفاز أو تقرأها فى الجريدة
التوتر مثله مثل جبل الرمال ، يتكون كل يوم و يزيد دون أن تلاحظ ذلك حتى يتحول الأمر إلى أزمة نفسية فى أشد الحالات أو أزمة صحية كالسرطان و الضغط و السكر و أمراض القلب و حتى الشيخوخة المبكرة
هل الضغط النفسى يسبب كل ذلك؟ نعم
هل هناك طريقة للتحكم بالأمر قبل أن يتحول إلى أزمة حقيقية؟ بالطبع نعم!
هل للجسم قدرة على شفاء نفسه بنفسه دون اللجوء إلى المنشطات أو المُهدئات؟ نعم

فى الواقع إن تناول المُهدئات فى حالة التوتر العصبى ليس حلاً صائباً إلا فى حالة الهياج العصبى الشديد و فى هذة الحالة سيكون على المريض التوجه إلى المستشفى ليبقى تحت الملاحظة و تلقى العلاج
أما فى حالة التوتر اليومي العادى فأنا لا أنصح بالفعل بتناول منشطات أو مُهدئات لأنها فى الواقع لا تقوم بالعلاج الجذرى ، فبدلاً من علاج المرض فأنت تقوم بعلاج الأعراض (التوتر أو الخمول الشديد)
و لهذة الأنواع من الأدوية آثار جانبية شديدة على القلب و الضغط.. إلخ ، فأنت تعالج أعراض مرض و تضيف إلى نفسك أمراض أخرى صحية دون أن تعالج أى شئ فى الواقع!!

و هنا يجب أن أشير إلى أن صناعة الأدوية كانت غاية شريفة و نبيلة هدفها مساعدة المرضى و إيجاد العلاج للحالات المستعصية و لكن مع مرور الوقت و قلة ضمير البعض ، أصبح الأمر تجارة تماماً الهدف الأول و الأخير منها هو الربح فقط
فليس من المهم معالجة المرض و لكن طالما أن الأعراض تختفى (مؤقتاً) مع تناول الدواء سيصبح المريض فى حالة ماسة للدواء بشكل مستمر و لإخفاء الأعراض بشكل مؤقت دون علاج حقيقى للمرض، و من ثم مع كثرة تناول الدواء سيؤثر سلباً بأعراض جانبية على أجهزة فى الجسم كانت سليمة أصلا
بالتالى ستقوم أنت بأخذ دواء آخر لعلاج هذا الجهاز الذى تضرر من الأعراض الجانبية للدواء السابق و هكذا ستدخل فى دوامة أدوية لن تنتهى أبداً و لن ينتهى معها جشع تجار الأدوية حول العالم.

ما الذى يمكننا عمله بالضبط حيال الأمر؟
إن حوالى 70% من الأمراض العضوية سببها كما قلت التوتر و الضغط النفسى المتراكم، قد تكون هناك أسباب نفسية أخرى أو خبرات سيئة تعرض لها المريض فى مرحلة الطفولة أو المراهقة أو المداومة على التفكير السلبى و مشاركة بعض العواطف السلبية كالخوف و الحزن و الكره هى ما أدت إلى المرض
عندما تشعر بأى من هذة العواطف السلبية ، فإن القلب يرسل موجات التوتر هذة مباشرة إلى الدماغ ، فتتسلقى الدماغ هذة الإشارات السلبية على الفور و تقوم بإرسالها إلى باقى أعضاء الجسم و هكذا يحث المرض
فعندما نكون فى حالة توتر فإن مجال الطاقة لدينا يدخل فى حالة مقاومة
و صدق أو لا تصدق : هذة هى الطريقة التى يعمل بها جهاز كشف الكذب! لأنه بإمكاننا قراءة هذة الإشارات لأن الدم يتأثر و لا يتدفق بشكل صحيح فى حالة التوتر و ترتفع درجة حرارته و تنخفض بشكل سريع و متتالى

و بالتالى نستنتج من هذا كله أن خفض التوتر هو الحل الأول و الأساسى لهذة الأزمة كلها!!
كيف يتم ذلك و كيف نتحكم فى جهازنا العصبى أصلا؟

لكل شخص أسلوبه الخاص لخفض التوتر أو التحكم فى الجهاز العصبى ، فالبعض يلجأ إلى مساعدة خارجية من طبيب نفسى للتخلص من التوتر و إيجاد حل ، و البعض يلجأ إلى رياضة عنيفة كالملاكمة لتفريغ الطاقة السلبية من الجسم و التخلص من أى شعور سلبى و البعض يلجأ للعلاج الإيمانى أو الروحى
و كلها طرق قد تكون فعالة فى خفض التوتر و الحزن و المرض تدريجياً و بالممارسة ، ولا يمكننا أن نحدد نوع واحد من هذة العلاجات على أنه الأمثل لأن كل شخص يستجيب لنوع علاج معين يتوافق مع شخصيته و يرفض باقى أنواع العلاج و كلنا نعلم هذة النقطة جيداً.
يمكننا أن نحدد بعض النقاط الأساسية التى أشترك فيها العديد من الأشخاص الذين آمنوا بقدرة أجسادهم على الشفاء الذاتى و قرروا عدم اللجوء للأدوية بكثرة و نجحوا فى خفض نسبة التوتر و الحزن و بالتالى تعافوا من أمراض خطيرة و مستعصية لا تصدق

أما عن هذة النقاط فسأعرضها لكم فى الجزء الثانى من الموضوع اضغط هنا

هناك 4 تعليقات: