الثلاثاء، 19 مارس 2019

أسطورة إيزيس و أوزوريس


صورة لمدخل معبد فيله و الموجود فى جزيرة فيله بمحافظة أسوان جنوب مصر

تعتبر (إيزيس) إلهه رئيسية فى الديانات المصرية القديمة ، فقد عُرفت على أنها ربة الشمس و القمر ، و قد أطلق الناس عليها الكثير من الألقاب نظراً لصفاتها 
كما أن (إيزيس) جزء من التاسوع المقدس المنحدرة من سلالة الآله (رع) فهى - وفقاً للنصوص الدينية - إبنه (جب) رب الأرض و (نوت) ربة السماء و لديها ثلاثة أخوة و هم أوزوريس ، ست ، نفتيس 
            
صورة من داخل معبد فيلة تظهر فيها إيزيس و أوزوريس و حورس

و قد ذٌكرت (إيزيس) لأول مرة فى المملكة المصرية القديمة عام 2686 ق.م ، فقد لعبت الدور الرئيسى فى الأسطورة المصرية المعروفة ( إيزيس و أوزوريس ) ، فقد كان (أوزوريس) أخيها و زوجها كذلك
و تقول الأسطورة أنه حينما تولى (أوزوريس) العرش غار منه أخيهم (ست) فقام بقتله و إلقاء جثته بعيداً و فى الكثير من النصوص ذُكر أيضاً تقطيع جثته إلى أشلاء و توزيعها على أقاليم مصر الأثنين و الأربعون بواسطة (ست) إله الشر و أتباعه 
لذلك قامت كل من (إيزيس) زوجته و (نفتيس) أخته بالبكاء و النواح على (اوزوريس) و قد تم تمثيل الربتين (إيزيس) و (نفتيس) على هيئة طائر الحدأة فى المنحوتات المصرية القديمة و من ناحية أخرى فقد عٌرفتا الربتين على أنهما حاميتين للمتوفى فى الحياه الآخره .
إحتوت النصوص الجنائزية على بعض من كلام (إيزيس) و عن حزنها على زوجها وغضبها على تركه إياها حتى تتمكن (إيزيس) أخيراً من العثور على أشلاء (أوزوريس) كاملة و من ثم إعادته للحياه بواسطة التعويذات السحرية و بعض تعاويذ الشفاء والتى برعت فيها و لذلك سميت أيضاً بـ ( ربة السحر ).وضعت (إيزيس) إبنها (حورس) بعد حمل طويل وولادة متعسرة على أيكة من البردى فى دلتا النيل و قد ظهرت المنحوتات فى معبد فيله فى جزيرة فيله جنوباً (إيزيس) و هى تضم إبنها (حورس) بين جناحيها خوفاً عليه من عمه (ست) أن يفعل به كما فعل مع أبيه ( أوزوريس ).
قامت (إيزيس) بتربية إبنها فى أحراش الدلتا و أهتمت به و أرضعته و ظهر دورها الأمومى هنا و كان عليها حمايته من الثعابين والعقارب و الأمراض إلى جانب حمايته من (ست) .
                                                                                       
إيزيس تضم حورس بين جناحيها خوفاً عليه

 كانت (إيزيس) بارزة في النصوص السحرية من المملكة الوسطى وما بعدها ، وكانت المخاطر التي تعرض لها (حورس) في صغره موضوعا شائعا في ترانيم الشفاء السحرية، حيث تمتد جهود (إيزيس) لشفاء (حورس) من أجل شفاء أي مريض. في العديد من هذه الترانيم.
 أجبرت (إيزيس) (رع)
 إله الشمس على مساعدة (حورس) عن طريق تهديده بإيقاف جريان الشمس في السماء إذا لم يُشف ابنها ، وقد ربطت بعض الترانيم الأخرى النساء الحوامل بإيزيس لضمان أنهن سيضعن مولودهن بسلام.

                                                       
تقديم القرابين لإيزيس

و من هذة اللحظة اطمأنت (إيزيس) على زوجها فى العالم السفلى و أنه سيتحمل رحلة الموت لأن لديه إبن سيقوم بترتيل الشعائر الجنائزية لأبيه و ينتقم لموته.
و من هنا جاء اللقب الثالث لإيزيس ( أم الموتى ) فهى تساعد على إستعادة روح البشر الموتى و توفير الحماية و الغذاء لهم.
              
صورة لمعبد فيلة من مركب بالنيل

و من المعابد المشهورة لعبادة (إيزيس) معبد فيله فى جزيرة فيله جنوب مصر والذي أغرقته مياه النيل وتم تقسيمه وأعيد تجميعه في موقع جديد فوق جزيرة إجيليكا على بعد حوالي 500 م من مكانه الأصلي بجزيرة فيله ويضم مبانيه معبداً للإلهه (حتحور) ويمكن للزائر مشاهدة عرض الصوت والضوء ليلاً الذي يقدم بلغات مختلفة
و
يعد معبد (إيزيس) واحداً من أضخم وأهم الآثار ضمن مجموعة المعابد الكبيرة والصغيرة فوق جزيرة فيلة ويشغل هذا المعبد حوالي ربع مساحة الجزيرة ومن بين الآثار الأخرى فوق جزيرة فيله.


تم إعادة تشكيل جزيرة إجيليكا التي تبعد بمسافة خمسمائة متر من موقع جزيرة فيلة ونقلت إليها المعابد المختلفة من جزيرة فيله الغارقة وذلك بحيث تماثل جزيرة فيلة.
                                                            





بدأت عملية إنقاذ فيله عام 1972 وذلك عندما بدأت سفن دق الخوازيق تثبيت أول لوح فولاذي وذلك من بين 3000 لوح وذلك في قاع النيل وذلك لتكوين سد مؤقت لحجز المياه حول الجزيرة واستغرق الأمر عامان لإحاطة الجزيرة بصفين من الخوازيق المتشابكة بطول 12 متر، وداخل هذا الفراغ تم صب خليط من الماء والرمل المغسول في محاجر الشلال على بعد 5 كيلو، وتم توصيل هذا الخليط عبر البحيرة من خلال أنابيب، وقد سمح للماء بالتسرب تاركاً الرمل ليدعم الفولاذ ضد ضغط البحيرة، وهكذا اكتمل حزام النجاة حول الجزيرة.

هناك 4 تعليقات: