الأحد، 3 مارس 2019

إتعلمت إيه من رحلتى إلى الأقصر و أسوان؟


أقدر أقول أن ده نوع جديد من الخبرات اللى اتضافت ليا فى الفترة الأخيرة
مش مجرد رحلة لرؤيه آثار بلدنا الجميلة لكن على المستوى الشخصى والفكرى والثقافى إستفدت حاجات مكنتش أتخيل أنى هوصلها ابداً من خلال مجرد رحلة... لأنها مكنتش مجرد رحلة
من حوالى شهر أخدت القرار بالإشتراك فى الرحلة دى و كان القرار لسبب واحد فقط وهو إن من صغرى بعشق التاريخ الفرعونى بكل الحقب التاريخية ، كنت و أنا طفلة بحب أعرف عن ملوك الفراعنة وسلسال عائلاتهم وإنجازاتهم و ده كان أكتر تاريخ بحبه فى تاريخ مصر بغض النظر عن الحقب اللى جت بعد كدة
كنت بتعلم كتير عن أسلوب حياتهم ومعتقداتهم وكنت بحب أجمع صور ليهم 
و أما كبرت وجاتلى الفرصة دى كان مستحيل أفوتها و وقتها إستغربت أن أهلى وافقوا إنى أسافر لأسبوع كامل بعيد عنهم و القرار كان صعب عليا أكتر منهم بكتير
قبل الرحلة بأيام كنت بعيط وكنت بتمنى إنى مروحش الرحلة دى عشان مش عارفة إزاى هعيش من غير أهلى إسبوع و خصوصاً إن مفيش حد من اللى أعرفهم طالع الرحلة دى خالص.
و مع ذلك روحت و إستفدت وحمدت الله على الرحلة العظيمة دى اللى غيرتنى للأحسن و بشهادة اللى أعرفهم والقريبين منى
من أبسط الحاجات اللى إتعلمتها مثلاً الإلتزام بالمواعيد بشكل أدق ، كنت بنام الساعة 3 فجراً و بقوم من النوم 6 و نصف صباحاً بس علشان ملتزمة بمعاد الإفطار فى المدينة الشبابية 
وكان لازم أضبط المنبه لإن لو فوتت أى وجبة مش هعرف أعوضها !!
كنت مسؤولة عن نفسى مسؤولية كاملة لأول مرة ، بعتنى بنفسى و أنا تعبانة لأنى عارفة إنى الوحيدة اللى هقدر أعمل كدة ، كنت بضطر أغسل ملابسى بنفسى لإنى عارفة إنى لو معملتش كدة مش هعرف أخرج مع صحابى مثلاً لإن ملابسى مش جاهزة
الحاجات البسيطة دى تبدو لأى حد معتمد على نفسه بطبيعة الحال حاجات عادية جداً و مش إنجاز لكن كانت بالنسبة لى إنجاز كبير جداً لأنى و بعترف بكدة ( كسولة ) شوية 
الرحلة علمتنى النشاط وعلمتنى أكسر حاجز الخوف فى التعرف على الناس لأن كان مستحيل أقعد إسبوع كامل مش بكلم حد لمجرد إنى مترددة !!
و بالفعل إتعرفت على أصدقاء رائعين و زملاء فى غرفة النوم 
جمعنا مع بعض إفطار وغذاء و عشاء و كل بنت فينا بتعرف نفسها و بتحكى عن شخصيتها والحاجات اللى بتحبها واللى بتكرهها ، لقيت نفسى فى يوم وليلة قريبة من ناس أول مرة أشوفهم 
إلتزمنا كلنا بالحفاظ على غرفة السكن فى المدينة الشبابية ، وضعنا قوانين لنفسنا و نفذناها
ممنوع الصوت العالى بعد ساعة معينة عشان كلنا عايزين نرتاح بعد إجهاد الرحلة ، ولازم أكلم أهلى فى أوقات معينة أطمئن عليهم ويطمئنوا عليا .
إلتزمت بفكرة إن موبايلى يكون جاهز للتواصل مع الناس كلها ، ويكون جاهز للتصوير .
كم كبير من الإلتزامات كانت بالنسبة لى مش مهمة أساساً لأن فى بيت أهلى كانت الحياه أبسط من حيث المسؤوليات .
حتى إنى أصبحت مش بختار أكل معين لإنى ملتزمة إنى آكل أى حاجة تٌقدم ليا فى الساعات المخصصة للطعام ، لكن اللى جعل الوقت خفيف وجميل هى الصُحبة الجديدة للناس اللى أتعرفت عليهم و إتعلمت الجرأة فى التعرف لصديقات جدد ، إزاى أتعرف على صديقة من غير ما أكون خجولة زيادة عن اللازم و من غير ما أكون متطفلة أكثر من اللازم كمان.
و كمان إلتزمت بتحديد ميزانية لشراء الهدايا من الأقصر وأسوان و شراء إحتياجات المنزل.
لقيت نفسى مسؤولة عن حاجات كتير وكنت فى غاية السعادة وأثبتت إنى أقدر أتحمل مسؤلية نفسى كاملة من غير مساعدة ومن غير تعب حتى وكنت سعيدة وأنا بعمل كدة.
ده غير إنى قابلت شخص من أعز اصدقائى واللى من الأقصر أصلاً و كانت فرصة جميلة جداً و مكنتش متخيلاها و إنبسطت كتير و كانت من أجمل الحاجات اللى حصلتلى فى الأقصر.

لو حد يعرفنى كويس من أصدقائى وزملائى هيعرفوا إنى بحب أتعرف على ناس من بلاد تانية مختلفة عننا فى كل حاجة ، وبالفعل ليا أصدقاء من بلاد تانية 
و كأن الرحلة كمان عرفت الكلام ده عنى وكانت عيزانى أكون مبسوطة أكتر و أكتر !!!
أكتشفت إن الفوج ده بالذات مش مصريين بس ، بل يضم كمان طلاب وطالبات مدينة البعوث الإسلامية ( طلاب الأزهر الوافدين ) واللى أستأنست بيهم جداً جداً على المستوى الشخصى و إتعلمت منهم بشكل غير مباشر حاجات كتير
و لقيت فرصة جميلة إنى أتعرف عليهم و إتعرفت بالفعل على بنات من تايلاند و ماليزيا و إكتشفت أن المدينة الشبابية اللى أقمنا فيها الإسبوع ده تضم 140 جنسية من المصريين و طلاب الأزهر و ذكور و إناث ، كم من التنوع مبهج ولا يُصدق !!
لو قلت عليها إن دى رحلة الأحلام هكون مش ببالغ ابداً.
140 جنسية من أفريقيا و آسيا غير المصريين و فيهم ذكور و إناث من كل الجنسيات ، إتجمعنا كلنا على مواعيد نوم واحدة و خروجات واحدة وزيارات واحدة ، و تشاركنا نفس الطعام و نفس المائدة و أحاديث جميلة و محاولات عبثية فى تعلم كلمة أو كلمتين من لغات مختلفة. 
و بما أنهم من طلاب الأزهر الشريف فكانوا بيجيدوا اللغة العربية بطبيعة الحال ، كنا بنتكلم معاهم باللغة العربية الفصحى و إتصورنا معاهم .
حتى إن آخر يوم لينا بالأقصر ( قبل السفر لأسوان بيوم ) أقام مشرفين الرحلة حفلة سمر فى بلكونة كبيرة جداً فى المدينة الشبابية و كل الحاضرين تعجبوا من منظر السماء فى مدينة الأقصر الجميلة ، النجوم كانت منثورة فى كل مكان و حولت السماء لبساط فضى اللون .
فى الليلة دى عزفت فرقة صعيدية بعض الأغنيات و الألحان من الفلكلور المصرى الصعيدى ، وكان فى فقرة مسموح فيها أن أى حد عنده موهبة يقولها سواء أغنية أو شعر .
بعدها حصلت أجمل حاجة فى الرحلة كلها تقريباً ، كان فى شخص هندى معنا فى الرحلة قام بتشغيل أغنية هندية بحبها وحافظة كل كلمة فيها بالصدفة طبعاً.
كنت فى الوقت ده بلعب مع اصدقائى فى الرحلة كوتشينة و كنا مندمجين و كنا إنتهينا كلنا من وجبة العشاء
أول ما سمعت ألحان الأغنية الهندية نسيت انا مين وفين و أندمجت وغنيت بصوت عالى مع الأغنية ، اصدقائى سقفوا لى و كنت فى حالة استمتاع كبيرة
لفتت نظر الهنود فى الرحلة بدون قصد لكن لقيت عدد لا بأس به بيسمعلى وانا بغنى بلغة غريبة و مكنش حد متوقع إنى بعرفها .
بعد ما إنتهيت من الأغنية كإنى اوحيت للناس دى بإننا نقرب كلنا من بعض أكتر بالموسيقى
بدأ كل شخص يشغل أغنية من بلده و موسيقى فلكلورية مختلفة!!
فى الليلة دى سمعنا أغانى من باكستان وافغانستان والهند و مالى و مصر و اغانى بلغات أخرى معرفتهاش 
اللى جمع بيننا صوت الموسيقى الجميلة ورقصات الشباب اللى بتتغير مع كل موسيقى و كل لحن.
حسيت إن التعارف الحقيقى بين الناس حصل فى الليلة دى ، و إتأكدت بعد كدة من الأيام المتوالية إن كل مجموعة صحاب ماشية مع بعضها صعب تلاقى فيها نفس الجنسية 
كان خليط جميل وغريب جداً و حقيقى إتعلمت منهم كتير على المستوى الدينى والأخلاقى والمعاملات
شباب و بنات الأزهر علمونى الإلتزام أكثر بدينى بطريقة غير مباشرة رغم أنهم غير مصريين ، يكفى أن وقت آذان الفجر كنت بسمع إبتهالات تفرح القلب من مايكرفون المسجد بالمدينة الشبابية ، الإلتزام فى شكل الملابس و المعاملة الحسنة  و حاجات تانية كتير.
و من الحاجات اللى أثرت فيها بشكل كبير جداً خلال الرحلة ، محاضرة التنمية البشرية اللى إتعملت أول يوم فى الرحلة ليلاً.
كنا فى الوقت ده رجعنا كلنا تعبانين جداً من الرحلة الشاقة ومن أول زيارة لمعبد الكرنك ، و تقريباً مكنش فى حد مستعد يسمع أى محاضرة لأى سبب.
لكن بمجرد ما بدأت المحاضرة لقيت نفسى مركزة وعايزة اركز وعايزة اسجل المحاضرة من جمالها عشان استفيد بيها تانى فى وقت لاحق
المحاضرة كانت للدكتور سمير غٌنيم ، شخص عالِ المقام ومتواضع إلى حد  مُذهل.
فى البداية أنا مكنتش سمعت عنه نهائى لكن لما بحثتعنه فى الإنترنت إكتشفت إنى أمام عالِم كبير يستحق كل الإحترام والتقدير.
و الأستاذ سمير غُنيم لمن لا يعرفه هو ، هو خبير دولى و مدرب محترف فى مجال إدارة الأعمال و تطوير الذات ، حصل على بكالريوس دكتوراه الإقتصاد و العلوم السياسية من جامعة ميونخ ، و ماجستير فى الموارد البشرية جامعة الزقازيق و درجة ماجستير ادارة الاعمال م جامعة بوسطن بالولايات المتحدة كما حصل على بكالريوس علم النفس جامعة الزقازيق
كما إنه المدير التنفيذى لمعهد بوسطن للتدريب و الغطاس رقم 2 افريقياً و مدير محمية رأس محمد بشبه جزيره سيناء و إستشارى بوزارة التعليم العالى و مدير المركز الثقافى الأمريكى وغير ذلك من الإنجازات الكبيرة و المكانة العالية.
حدثنا كتير عن أهمية بلدنا و أد إيه هى عظيمة ومحتاجة مننا مجهود كبير عشان نبنيها ، و أد إيه مصر نعمة عظيمة و فكرة إننا أتولدنا مصريين ده حظ جميل فعلاً
و عجبنى كمان إنه مدح كثيراً فى شباب و بنات البعوث الإسلامية الغير مصريين و أنهم اصبحوا جزء مننا و لهم كل الإحترام والتقدير.
عرفنا كتير عن معاناه الدول الأخرى و عن نعم موجودة فى حياتنا اليومية ولا نشعر بوجودها حتى
إتعلمت إزاى ( أتعب على حالى ) كما يحب أن يقولها الدكتور سمير بدلاً من ( إشتغل على نفسك ) و أتعلمت إن المجالات قدامى كتيرة بس لازم اتعب عشان اوصل لشأن كبير و أقدر استفيد من العلم وأفيد به غيرى
إتعلمت كمان من الدكتور سمير إحترام دينى ولغتنا العربية و عدم الإستخفاف بهم و أن الدين سابق للعلم من نواحى كتيرة رغم أنه رجل علم بالدرجة الأولى ولكنه أيضاً رجل أزهرى .
تشجعت على البحث أكثر فى الدين و أتعلمت أدور على المعرفة فى كل مكان ، لأنه فى رأيي الدكتور سمير رجل دين وعلم و ده شئ عظيم أن يمتلك المرء دين وعلم معاً.
إتعلمت من خلال الزيارات الويمية للمعابد حب بلدنا أكتر ما أنا بحبها أساساً و أد إيه تاريخ بلدنا كبير و عظيم ويستحق الإحترام ونظرة تأمل للنفس ( أنا فين من كل ده ؟ ) ( إزاى أقدر أعمل إنجاز كبير فى حياتى؟ )
و كان صوت الدكتور سمير دايما فى أذنى بلكنته البدوية التى يحبها كثيراً ( إتعب على حالك ).
و كان ليا شرف التحدث معه بشكل شخصى وأخذ صورة تذكارية معه.
فى الحقيقة اللى إتعلمته على المستوى الدينى واللغوى والتاريخى والإجتماعى و الشخصى يفوق اللى إتعلمه الشخص العادى فى سنة كاملة لإن كل كلمة إتقالت و كل موقف حصل قدامى ترك أثر فى نفسى و كم من الإجابات لأسئلة كنت بسألها و كم من الطاقة الإيجابية يكفينى لرحلات قادمة أجمل و أجمل من وزارة الشباب و الرياضة.
صورة الموضوع من تصويرى فى معبد الأقصر ليلاً

هناك 3 تعليقات:

  1. رحلة جميلة وموفقة وعلمتك حاجات كتير حلوة اتمنالك رحلات سعيدة وجديدة فعلا للسفر فوائد كتيرة جدا

    ردحذف
    الردود
    1. تسلم يا مصطفى ربنا يخليك يارب

      حذف
  2. تسلم يا مصطفى ربنا يخليك يارب

    ردحذف