الجمعة، 24 يناير 2020

هل المثالية كذبة؟

يناير 24, 2020 4 Comments


دائماً ما كنت أسمع أنه لا يوجد شخص مثالى أبداً و أن لكل منا عيوب و مميزات ، و لم أدرك تماماً معنى هذة العبارة إلا عندما كبرت و تعاملت مع الكثير من الناس فوجدت فيهم خليط من الصفات المُحببة و المنفرة على حد سواء و وجدت فى أشخاص آخرين صفات أفضل أو اسوأ.

و بالنظر إلى النفس البشرية و ما تحمله من تعقيدات فلا يمكننا أن نحكم على شخص بعينه بشكل نهائى لأن النفس البشرية معقدة و مختلفة من شخص لأخر وفقاً لطريقة نشأته و ما مر به فى حياته و أسرته و البيئة التى نشأ فيها.
إلا أننى أرى أننا نعيش فى عصر إستهتار جماعى ولا شك فى هذا . عصر اختلط فيه الصواب بالخطأ و يقول البعض أن الحرام و الحلال اختلطا كذلك مع أننى أرفض هذا و أرى أن هناك فروق بينهما لا جدال فيها كالفرق بين الخيط الأبيض و الخيط الأسود.

و بناءاً على ما نرى من جنون فى هذا العالم و تداخل المفاهيم و إعتياد أكثر الناس على الأفعال الخاطئة بإعتبارها طبيعية تماماً بحجة أن أغلب الناس تفعل هذا ، نرى محاولة كارثية لتخدير الضمير و الفطرة الإنسانية الصالحة.

تأتى أفضل محاولات تنويم الضمير عن طريق التحجج بأن أغلب الناس تفعل هذا فلا بأس أن أفعل هذا أنا ايضاً
على سبيل المثال : أغلب الناس حالياً تسب بعضها البعض بأفظع الشتائم بحجة أن هذا رائج بين الشباب على سبيل المزاح هذة الأيام و إذا قمت بالمثل فلن يجدنى الناس غريباً
أو أن أقوم بمخالفة أمر من أوامر الدين  لأن أغلب الناس تقوم بنفس الشئ بإعتبار أن الإلتزام بمثل هذة الأشياء أصبح (موضة قديمة)
و من هنا نستشف أن الإنسان يثبت لنفسه و للآخرين كل يوم أنه مستعد لأى عمل غير أخلاقى أو غير آدمى إذا وجد ان الجموع يفعلون نفس الشئ ، المهم هنا ألا يكون وحيداً حتى لا يبدو غريباً و فى النهاية (الجموع غالباً على حق!!)
و هنا تتلاشى فوراً صورة الإنسان المتحضر ، أو قل صورة الإنسان! ، فطالما لا أبدو غريباً بين الناس فلا بأس فى فعل أو قول أى شئ.

عندما فكرت فى كل هذا و فى كل ما يطرأ على الناس من حولى ، قررت إعادة تقييم نفسى وفقاً لصورة الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، و أقصد هنا الإنسان الخلوق الذى يحمل فى قلبه قدراً كبيراً من الرحمة و الإنسانية و الوفاء و الحكمة . الإنسان الصديق الصادق الذى ينصح غيره و يكون صادقاً فى نصحه مع نفسه قبل أن يكون صادقاً مع الآخرين.
عندما قررت هذا مؤخراً و بدأت فى تطوير نفسى وجدت أن أغلب من حولى لا يتفقون معى و قرر الجميع فجأة أننى تغيرت و لم أعد مثلهم
و هذا يعيدنا للجزء الأول من الموضوع ( لا يسعى الإنسان لأن يكون مثالياً و لكنه يسعى أن يكون مشابهاً لجماعته و مجتمعه قدر الإمكان ! ) و بالطبع أنا أرفض هذا تماماً خصوصاً بعدما فكرت أن أقترب من صورة الإنسان المثالى كما قلت حتى لو كان هذا مخالفاً للمجتمع
و فى لحظات ضعفى أفكر أحياناً إذا ما كنت على صواب و هل علىً أن أصبح مثل باقى أفراد المجتمع حتى لا أصبح وحيدة؟
و لكننى أدركت - و أنا شاكرة لهذا - أنه لا يوجد شخص مثالى بالفعل و لكن من قال أن المثالية هدف؟!
إن المثالية فى رأيى ما هى إلا وسيلة يستخدمها الإنسان ليطور فى نفسه ليصل لصورة أفضل و عليه ألا يتوقف أبداً عن محاولة كونه مثالى بقدر الإمكان
إذا كان المثالية وسيلة فما هو الهدف؟
الهدف هو الإرتقاء الحقيقى للنفس البشرية و التحكم فى الغرائز الحيوانية التى يمتلكها الإنسان بطبيعة الحال و الوصول إلى صورة الإنسان الذى يحمل قدراً كبيراً من الرحمة و الوفاء و الحكمة كما قلت سابقاً لأن هذا هو التطور الحقيقى الذى يضاف للشخص و يجعله إنسان ليس التقدم التكنولوجى فقط
و بالرغم من أن الإنسان لن يصل أبداً لقمة المثالية إلا أن محاولاته المستمرة سوف تجعله شخصاً أفضل بالتأكيد و سيكتسب العديد من الصفات الإنسانية و الشفافية و سيصبح كوكب الأرض مكان أفضل للعيش بسلام.

الجمعة، 17 يناير 2020

أرض الإله + لينك تحميل الرواية

يناير 17, 2020 3 Comments



احترمت ما جاء به أحمد مراد فى رواية أرض الإله جداً جداً لما فى تلك الرواية من محاولة هامة لإثبات بعض الأخطاء الشائعة فى التاريخ المصرى القديم و سرد الجرائم التى حدثت للشعب المصرى و كيف تكونت هذة الأخطاء التاريخية و الهدف من تزييف الحقائق
و قد قرأت الكثير من النقد الموجه للرواية حيث قام الكاتب بدمج الأحداث التاريخية لملوك مصر القدماء بالأحداث الدينية و سرد قصة نبى الله موسى عليه السلام و قصة الملك أحمس
و كان رأى النقاد أنه لا يجوز دمج هذة الوقائع مع بعضها لأنه لا يوجد دليل قاطع على تزامن وجود نبى معين فى وقت حكم ملك معين

و بالنسبة لرأيي الشخصى لا أرى عيباً فى هذا الدمج الذى أعطى الرواية قيمة أدبية عالية و خصوصاً أن قصة نبى الله موسى و قصة الملك أحمس كل منهما جاءت صحيحة على حدى إلا أننى يجب أن أنوه إلى أن الكاتب بنفسه قال أن هذة رؤيته الخاصة للأحداث و أكد انه لا يوجد بالفعل دليل ثابت على وجود نبى الله موسى فى فترة حكم الملك أحمس و أن الرواية رغم ما جاء بها من أحداث صحيحة إلا أن هناك بعض الأحداث من وحى خيال الكاتب و هو الجزء الذى حدث فيه الدمج بين قصة النبى و الملك
أما بالنسبة لسلبيات القصة فى رأيى أن أحمد مراد يميل دائماً - ولا أدرى لماذا - إلى بعض الألفاظ الخارجة عن نطاق الأدب و منفرة بعض الشئ بالرغم من أنه ليس لها داعى و إذا تم إستبدالها بكلمات أقل حدة لن تؤثر على سياق القصة أو الأحداث أو السرد فى شئ

فى المجمل أعطى هذة الرواية تقييم 9 من 10 فهى فى النهاية رواية قمة فى الروعة و الأهمية فى الوقت ذاته لأنها تحكى بالتفصيل كيف حدث التزييف فى التاريخ المصرى القديم و ما الهدف من هذا التزييف
و أكثر ما أعجبنى فى الرواية هى الرسالة التى جاءت فى الصفحات الأخيرة على لسان أحد الأبطال و لكنها فى الحقيقة رسالة موجهه لنا نحن القراء بأهمية وطننا و تاريخنا.

لتحميل الرواية pdf : اضغط هنا

الخميس، 9 يناير 2020

5 معلومات لا تعرفها عن القدماء المصريين!

يناير 09, 2020 2 Comments

 

هناك بعض الأخطاء الشائعة عن الحضارة المصرية القديمة ، وللأسف هى دارجة بشكل كبير بين المصريين و العرب و العالم كله
ولا شك أننى شخصياً كنت أصدق هذة الإشاعات كلها إلا اننى تعلمت الكثير و قرأت الكثير فى الآونة الأخيرة و أردت أن أنقل لكم بعض ما تعلمته
1- لا يوجد شئ إسمه فراعنة!

هذة قد تكون أكبر صدمة لمحبى الحضارة المصرية القديمة ، حيث أعتاد الناس فى العالم كله على قول لفظ (فراعنة) بدلاً من القدماء المصريين!
و لكن الصحيح فى الأمر هو لفظ القدماء المصريين و ذلك لأن كلمة (فرعون) إسم شخص و ليس لقب أو منصب بمعنى (ملك) كما يعتقد الكثير من الناس.

فعند الإشارة إلى الملك فى اللغة المصرية القديمة يشار إليه بـ (نسوت) و ليس (فرعون) و لم يتم ذكر هذة الكلمة فى أى من النصوص المصرية إطلاقاً ففرعون إسم ملك من ملوك الهكسوس الذين جاءوا من الشرق و ليس مصرياً أصلاً كما أنه لبث فى مصر كمحتل حتى مات غرقاً كما نعلم من قصة سيدنا موسى فى القرآن الكريم.
2- لا يوجد شئ إسمه اللغة الهيروغليفية!

تُسمى اللغة المصرية القديمة بإسم (نترمدو) و هى اللغة التى يتحدث بها القدماء المصرين ، أما الهيروغليفية فهو خط من خطوط اللغة المصرية
و نظراً إلى صعوبة هذا الخط لأن كل حرف فيه يشكل رسمة حيوان أو طائر أو إنسان و لأن كتابة رسالة بهذا الخط يأخذ وقتاً طويلاً ، فقد تغير إلى الخط الهيراطيقى و الذى إستُخدم بشكل أساسى فى المعابد المصرية القديمة
بعد ذلك تطور الخط مرة أخرى إلى الخط الديموطيقى و هو الخط الشعبى فى الكتابة و تطورت اللغة المصرية القديمة حتى ظهرت اللغة القبطية و هى تحمل نفس نطق اللغة المصرية و لكن بالخط اليونانى
و هكذا نجد أن الهيروغليفى و الهيراطيقى و الديموطيقى مجرد أشكال خطوط و لكنها نفس اللغة
فتشبيهك للهيروغليفية على أنها لغة كتشبيهك للرقعة و النسخ على أنها لغات و ليست خطوط تمثل اللغة العربية !

3- لا يوجد شئ إسمه عروس النيل!

كانت النساء فى عصر الدولة المصرية القديمة يتمتعن بإحترام شديد و لهن حقوق وواجبات ، ولا يوجد أى بردية تتحدث عن إلقاء امرأة فى نهر النيل كقربان من أجل وفرة المياه!
فقد كانت الاحتفالات تتم فى الفيضان بزيارة المعابد و تقديم القرابين لحابى و القاء الكثير من التماثيل المصنوعة من اللازورد و القيشانى و الذهب و الفضة و النحاس و الرصاص و الفيروز و الكثير من التمائم و التماثيل لزوجة حابى ( ربيت )
كان الاحتفال يتكرر مرة أخرى بعد شهرين عندما يصل الفيضان إلى أقصى إرتفاعه محولا المدن إلى جزر و و القرى إلى جزر صغيرة و الجسور إلى سدود و من هنا يبدأ المنسوب بتاع النهر فى الانخفاض و بعد اربع اشهر يعود إلى المنسوب العادى الطبيعى و فى هذة الفترة التى تسمى اربع اشهر سماها المصريون ( آخت ) بمعنى الفيضان

4- نتر و ليس إله!

لقد آمن المصريون القدماء بإله واحد و هو خالق الكون ، على العكس ما يزعم البعض أنهم كانوا يؤمنون بتعدد الآلهه مثل ماعت و إيزيس و أوزوريس... إلخ
فإذا كان المصريون القدماء يؤمنون بإله واحد فمن هؤلاء إيزيس و رع و آمون؟!
فى الحقيقة أعتقد المصريون أن كل من هؤلاء قوى روحية أو قوى إلهية معينة و تسمى (نتر) و أقرب تشبيه لهم فى العصر الحالى أنهم كالملائكة أو الرموز السامية التى تكون بين الإنسان و الإله
و هناك أكثر من بردية ذُكر فيها أن الإله واحد و هو الذى خلق السماء و الأرض و خلق الناس و هو رب الكون كما جاء لفظ الإله فى اللغة المصرية دائماً بشكل مفرد
و من الأدلة على ذلك كلمات الملك رعمسيس الثالث حينما قال:

" أنا أراقب في صمت .. لكن عقابي قادم لا محالة .. من يرعى الشر لابد أن يكتوي بالشر .. من يهبط أرضي عليه أن يُطبق شريعتي وقانوني .. شريعتي شريعة الواحد الأحد في السماء .. وقانوني هو قانون الإنسان خليفة الإله في الأرض .. من قتل يُقتل .. ومن أحيا يحيا .. ومن خالف الخير لا يحيا في الأرض .. وذاك هو العدل"وقد نُقشت علي جدران معبد هابو - البر الغربي - الأقصر.

و مع ذلك نجد أن كل الأنبياء الذين أُرسلوا للدعوة إلى عبادة الله كانوا يتحدثون الآرامية و هى ليست اللغة المصرية أى أن الأنبياء لم يُرسلوا للمصريين لأنهم عرفوا التوحيد و آمنوا به من قبل
و قد جاء فى القرآن الكريم
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ"


5- الملك رمسيس الثانى ليس فرعون موسى
هذة الشائعة إنتشرت بسكل سريع و على نطاق واسع بأنه من المحتمل أن يكون الملك رعمسيس الثانى هو فرعون موسى
إلا أن هناك الكثير من الأدلة التى تثبت عكس ذلك تماماً
فمثلاً فرعون موسى لم يكن له أبناء فى حين أنه من المعروف أن الملك رعمسيس الثانى كان له أكثر من تسعين بنت و ولد
كما أن الله قال فى كتابه الكريم أنه دمر كل آثار فرعون و كل ما بناه فى حين أن آثار الملك رعمسيس الثانى ما زالت باقية حتى اليوم و منتشرة فى أنحاء مصر