الخميس، 25 مارس 2021

بحثًا عن الشمس

 



كيف أصف هذا الكتاب؟

إذا قُلت عنه أنه مُختلف فلن يوضح هذا مَقصدى من وصفه و مدى تفاعلى معه. لقد قرأت من قبل الكثير عن الصوفية و المتصوفين، وربما يتبادر إلى ذهننا عندما نقول (صوفى) الإمام الكبير جلال الدين الرومى الذى أطلق عليه أنا جوهرة بلخ و منارة العلم و الحب و الدين فى عصره.
و لن يفوتنى الحديث عن شيخه شمس الدين التبريزى، هذا الشيخ الذى لا ينتمى لأى زمان أو مكان و كأنما وُجد فى هذا الكون لملاقاه جلال الدين الرومى و إرشاده إلى طريق القلب الذى يجهله الكثيرون ؛ أن تسمع و ترى بقلبك و أن تُقدِر هذة الميزة التى لن يجدها إلى من سعى للوصول إليها.
هذا العصف الفكرى و الذهنى الذى حدث بين الإمام الجليل و المحب العاشق قد غير مسار حياه جلال الدين الرومى لأبعد الحدود حتى إننى اتسائل ما الذى كان سيحدث لو لم يقابل كل منهما الآخر؟
يصف الكتاب حياه جلال الدين الرومى فى طفولته قبل إنتقاله مع والده إلى قونية –تركيا حاليًا- و كيف تنبأ له شيخ جليل بأنه سيغير مسار العالم.
و بالطبع فإن كل فكر جديد يُقابَل بالكره و الرفض لأن طبيعة النفس البشرية تميل إلى كل ما هو مألوف و تنأى عن كل ما هو غامض و تصفه بالضلال و ربما الإلحاد كذلك.
و هذا ما حدث عندما حاول جلال الدين الرومى إقناع مسلمى قونية بفكر شمس التبريزى و مقصده و رؤيته ، فلم يؤمن بهذا الفكر إلا قلة قليلة من الناس أما الباقين فإنهم رفضوه و اتهموا جلال الدين الرومى بأنه واقع تحت تأثير سحر شمس التبريزى و هددوا شمسًا و طاردوه حتى خرج من قونية.
و حينما رجع مرة أخرى بعد أعوام أكملوا مطاردته حتى قتلوه فتحسر عليه محبوبه و مُريده جلال الدين و كانت النهاية الأليمة لروح شمس الطاهرة.
و أعتقد أنه بالرغم من طول الكتاب إلا أنه شائق للغاية، فهو يسرد لب الفكر الصوفى الأصلى وقت منشأه الذى أؤيده و أراه بعين قلبى مثل النبع الصافى قبل أن يتفرع منه طرق كثيرة أغلبها تحض على الضلال و تعكر صفو هذا النبع. ففى رأييى الفكر الصوفى ليس غاية فى حد ذاته و لكنه طريقة لرؤية جديدة للدين و الدنيا و الناس و الحياه بشكل مجمل و هذا ما يروق لى كثيرًا.



و أرى أن الكاتب موفق كثيرًا فى إختيار اسم الكتاب ،فقد أضاف على العنوان الأصلى (بحثًا عن الشمس) جملة فرعية أخرى (من قونية إلى دمشق) فالعنوان بليغ لدرجة أنه يتحدث عن لهفة جلال الدين الرومى الذى ظل يتتبع شيخه شمس بعد مغادرته قونية إلى دمشق كما أنه وصف شمس بالشمس الحقيقية التى تنير سماء مولانا جلال الدين الرومى.
و إذا كان الكتاب يتحدث عن العصف الفكرى بين البطلين فإنه حتمًا سيولد عصف روحى و ذهنى لدى القراء ذوى القلب المستنير.
لينك تحميل الكتاب :من هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق