الخميس، 9 يوليو 2020

لماذا تركت الفيس بوك؟

                   
   

 (مقال بالعامية المصرية)


تخيل تكون واقف فى إشارة مرور فى عز الظهر فى الصيف و الشمس شديدة فوقك و الرطوبة مخلياك مش عارف تتنفس و مفيش حواليك غير رائحة العوادم و تعبان و مصدع و جعان !


و الله كان ده إحساسى الفترة الأخيرة لما بقيت بفتح الفيس بوك.



خلينى ابدأ من الأول ...



و أنا فى ثانوى عرفت عن الفيس بوك و عملت أكونت عليه عشان أتواصل مع أهلى و صحابى فى المدرسة و عشان ألعب عليه ألعاب مسلية زى المزرعة السعيدة (كنت مدمنة اللعبة دى)

طبعاً مكنش فيه ساعتها واتس آب و لا أى وسيلة تانية للتواصل غير الفيس و حاجة كدة أسمها ebuddy و هو برنامج قديم جداً جداً للتواصل زى الماسنجر بس بدائى أوى يعنى
و طبعاً ساعتها مكنش فى سمارت فون بردو فكان الفيس بوك مقتصر على الساعة اللى بنفتح فيها الكمبيوتر و خلاص

فضل الفيس بوك عندى شئ أساسى فى حياتى لحد 2017 أما بدأت أتعامل مع ناس كتير جداً و بدأت أحس أنى مشغولة بيه طول الوقت و مش لاقية وقت أنفذ أى خطة رسماها لنفسى خالص
أهملت القراءة و الكتابة و بدأت أختلف مع الناس فى وجهات النظر و بدأ الفيس بوك يفقد قيمته بالنسبة لى كوسيلة جميلة للتواصل و أصبح ساحة معركة
فى السنة دى بدأت لأول مرة أمسح الأبلكيشن من الموبايل ليومين و أرجع أقول لا هرجعه تانى و بعدها بفترة أمسحه لفترة أطول و أرجع أرجعه
و من وقتها بقيت متعمدة أمسحه تماماً وقت أما أكون مسافرة عشان مشغلش نفسى بالكلام و التعليقات و الأخبار و أستمتع بالأجازة كما يجب ، و كنت بهيأ نفسى بشكل سرى أنى أمسحه للأبد
فأول ما حسيت أنى خلاص مش محتاجاه فعلاً ، أعلنت كدة..
طيب ليه أنا سيبت الفيس بوك؟ و ليه كنت بهيأ نفسى لكدة؟

1- الأخبار السلبية و الزائفة

- الموضوع بتاع الأخبار الزائفة ده بيزداد سوء بعد اى مشكلة تحصل أو خبر سيئ ينتشر أو واقعة كبيرة ، و المشكلة أن الناس أصبح هدفها السخرية بشكل أساسى فمثلاً يجيبوا صور مسؤولين كبار و يكتبوا عليها (عاجل) و يكتبوا أى كلام ساخر مستحيل أى طفل فى ابتدائى يقوله أساساً !!
المشكلة أن الناس بتصدق الكلام ده و ترجع تهين المسؤولين بشكل مستفز و فى قمة قلة الأدب
و أنا الحقيقة مش بستحمل أشوف أى إهانة لحد نهائياً و صعب جداً أنى أتجاهل الأخبار أو الصفح اللى بتنشر أخبار متركبة على أساس أنها كوميدية و هى سخيفة و ملهاش أساس من الصحة
و لو تجنبت الصفحات مش هعرف أتجنب الأصدقاء اللى بيشاركوا الكلام من الصفحات فحسيت أن زى ما أكون البحر امامى و العدو خلفى طب أروح فين!!!
ده غير ان رواد الفيس بوك أغلبهم بيحبوا يشاركوا الأخبار الكئيبة و المشاكل بس و لما حد بيشارك أخبار إيجابية بيضحكوا عليا!!
فده من الأسباب الرئيسية أنى حذفت الفيس بوك ، علشان أحافظ على سلامى النفسى


2- الأصدقاء



- زى ما قولت سنة 2017 أتعرفت على ناس كتير جداً و أيام الجامعة كذلك عرفت ناس كتير و هكذا... لكن مش كل الناس أقدر أقول عليهم أصدقاء بالمعنى الحرفى

و علشان أنا قررت أخرج من سوق الفيس بوك ده ،فقررت أنى أعلن صراحة أنى هسيبه عشان أشوف مين من الناس متمسك بصداقتى و مين مش فارق معاه وجودى من عدمه

الحقيقة أنا أتصدمت تماماً ، ناس معرفتى بيها بسيطة لكن محترمين جداً و زعلوا أنى هسيب الفيس بوك و كتبولى أرقامهم على أساس نتواصل على الواتس آب و هو بالمناسبة وسيلة أفضل للتواصل لأن مفيش فيه زحمة و عك و شتايم ، مفيش فيه إشارة المرور اللى أتكلمت عنها فوق دى!

و مع ذلك أكتشفت أن بعض الناس اللى كانوا بالنسبة لى حاجة كبيرة جداً مفرقش وجودى من عدمه بالنسبة لهم ، و أهو بقالى أكتر من شهر معرفش عنهم حاجة و ميعرفوش عنى حاجة ، لكن و الحق يقال ( أنا مرتاحة جداً).


3- التحكم بالعقل والأفكار عن طريق وقف السكرول



- من ضمن الحاجات اللى الفيس بوك بيجبرك عليها أنه - فى رأيى- بيخدر العقل

إزاى؟

دلوقتى أنت شوفت بوست عجبك و عملتله مشاركة

هتسكت؟

طبعاً لأ لأن العقل بشكل لا إرادى هيخليك تعمل سكرول عشان تشوف أكتر و هتفضل تعمل سكرول إلى أن يشاء الله و مش هتعرف توقف نفسك لحد ما الموبايل يفصل أو يسخن أو تضطر تقوم لأى سبب تانى


و ده فى رأيى تحكم كامل بالعقل و أنا برفض أن عقلى يخضع لشئ أنا مش عايزة أشوفه أو أخليه ماشى بشكل آلى زى علب الطعام على خط الإنتاج!!


فده من ضمن الأسباب المهمة بردو اللى خلتنى أمسحه ، أنى هبحث عن اللى أنا عايزة أشوفه فى الوقت اللى أنا عايزاه فى جوجل أو أعرف الأخبار من مصادر موثوقة و رسمية بدون أى تعليقات سخيفة أو إستعراض بعض الناس لحياتهم أو محاولة جذب أشخاص معينة لأنظار أشخاص أخرى لأهداف سخيفة (كلنا فاهمين هاه)


4- رؤية العالم من وجهه نظرى



- أنا بطبيعتى إنسانة إيجابية ، بحب أشوف الحاجات الجميلة و الخير فى كل مكان و عندى أمل فى حاجات كتير جداً تتحقق ليا و للوطن و للعالم كله

الفيس بوك أغلبه ناس سلبية بتدور فى صندوق القمامة على أقذر الأشياء و أتفهها علشان يحطوا عليها دايرة حمراء و تبقى المواضيع دى هى حديث الساعة

طيب هيستفادوا ايه من السلبية دى؟

طبعاً هيستفادوا متابعين أكتر ، لأن الناس بطبعها بتحب تدور على المصايب و تلاقى ناس زيها بتحب المصايب و يقعدوا يعيطوا سوا و ساعتها هيحسوا بالمؤازرة و أنهم مش لوحدهم

أنا دايماً بقول أن الإيجابية بتتطلب مجهود ، عقل متفتح ، ثقة و إيمان بالله و بنفسى ، ود و حب للناس كلها و سلام نفسى . على العكس من السلبية اللى مش بتتطلب أى مجهود غير أنك تمشى مع التيار السائد و تغضب معاهم و تشتم و تلعن معاهم عشان متبقاش مختلف بس!


5- التفاهه هتموتنى



- خلينا نكون متفقين بس الأول أنى مش شخصية معقدة خالص و الناس اللى تعرفنى عارفة أنا أد إيه بحب الضحك جداً و بحب الهزار و المرح جداً و فيما معناه بحب أناكش صحابى جداً

لكن أنا مش مضطرة أفتح الفيس بوك عشان ألاقى واحد بتتباهى بسفرية للخارج و عمالة تذل الناس كلها أنها معاها فلوس (بشكل خفى) و هم لأ و أنها بتشترى حاجات وهمية و الناس لأ و أن أصعب مشاكلها فى الحياه ان القطة بوسى مش عارفة تجيبلها تصريح تسافر معاها باريس

بجد؟!

أو مثلاً تلاقى حد فى جروب منزل طبخة و تقول عايزها تجيب 9483958 لايك يا جماعة

بفتكر طابور العيش بالضبط ، هات بخمسة جنيه عيش و خد صابونة هدية!
طيب هحكيلكم موقف مستفز جداً
كنت فى جروب بتاع الشعر الكيرلى ده اللى بيقدسوا فيه حياه البلسم أكتر من حياه الإنسان نفسه .. آه و الله هو ده
المهم دخلت الجروب بحسن نية و كتبت لأول مرة بوست عن العناية بالشعر الكيرلى بتكون إزاى و حطيت صورة عارضة ميكب و شعر علشان تكون مناسبة للصورة
تخيلوا ايه اللى حصل؟
لقيت 9048950 طلب صداقة من ولاد و لقيت 490895 كومنت معاكسة علنية كدة !!


كتبت كومنت قولت أن دى مش صورتى و دى صورة عارضة اسمها كذا


لقيت فجأة زى اللى حد طفى النور عليه و هو بيستحمى!! الكومنتات وقفت و الطلبات أتحذفت

لا دى طلعت فيك ، نروح نشوفلنا واحدة تانية

انتو متخيلين؟

فى إحساس بالتفاهه و الغباء و قلة الأدب أكتر من كدة؟

هتقولولى ما ياما الناس فيها و فيها؟ طب و أنا مالى ما أنا مختارة ناس شبهى بتعامل معاهم

أنا مالى و مال الناس كلها عشان اتعامل معاهم هو أنا رئيس كوكب الأرض؟!
لو حابين تجربوا مقاطعة الفيس بوك فعلاً ابدأوا الأول بالإنقطاع 3 أيام و بعد كدة 5 و بعد كدة أسبوع و هكذا
و قارنوا نفسكم و حياتكم بين وجود الفيس بوك و عدم وجوده و ليكم القرار!

5- عشان مش عادى

كلمة عادى دى مخيفة أوى و الله !
تخيلوا أنكم بتتعرضوا لكل اللى حكيت عنه ده يومياً و أكتر من مرة فى اليوم الواحد كمان هتبدأ تبص للأمور بنظرة مختلفة تماماً
الشتايم عاااادى ما هو كل الناس بتشتم و الكلمة دى عااادى مهو كل الناس بتقولها و الميمز دى عادى ما هو كل الناس بتشاركها!
و التعليق ده نسخر منه و من صاحبه عاااادى ما كل واحد داخل كاتب تعليق ، ما اكتب انا كمان يمكن اخد لايكات!

عارفين المنشور اللى كان جه عليه وقت إنتشر كدة بيقول :أحن للنسخة القديمة منى ، لقد كانت أكثر غباءاً و لكنها كانت أجمل
فاكرين الكلام ده؟
عارفين النسخة بتاعتنا بتسوء ليه؟
علشان بقينا نشوف كل حاجة عادى و مباحة و مسموح بيها فى حين أن زمان لو كنا سمعنا لفظ من الألفاظ المنتشرة دى كان أغمى علينا من الكسوف!
متمشيش ورا التيار و تقول عادى على أى حاجة ضد الدين و ضد المبادئ الأخلاقية العامة عشان تبقى كوول و تضحك صحابك و تواكب العصر
تمسك بمبادئك هتلاقى النسخة القديمة منك بتتطور فى جوانب معينة للأفضل بس الأصل ثابت.
حالياً أنا بقالى أكتر من شهر من ساعة ما حذفت الأبلكيشن من موبايلى و النتيجة كانت مبهرة للآمانة
- قرأت فى الوقت ده 3 كتب تقريباً و كانوا ممتازين و هنزل تفاصيل عنهم قريب جداً و ليك تحميلهم كمان.
- بحاول أوطد علاقتى بصحابى اللى تمسكوا بيا ، زى ما أكون فلترت الناس اللى بتعامل معاهم و ده رجعنى لأيام زمان (أصحاب معينة، هوايات معينة، حياه معينة )مش سوق الخميس!
- أصبحت بفكر بعمق أكتر و دى حاجة أنا مش عارفة أوصفها إزاى بس حسيت أنى بفكر بنضج و واقعية أكتر و أعمق و صحة مخى أفضل بكتير الحقيقة.
- أصبح عندى سلام نفسى أكتر لأنى بعرف خلاصة الأخبار اليومية بدون تفاصيل أو بمعنى آخر بعرف الحجاات اللى تهمنى بس من غير إهانات لأى حد.
- أهتميت بالمدونة أكتر - إحم عارفة أنى مش بكتب كتير بس استنوا عليا بس- و أصبح عندى مساحة شخصية أقول رأيى فيها من غير سخرية من حد و من غير ما أشوف ناس بتستعرض عضلاتها لأى سبب ، و بعد ما أخلص الموضوع ده هعمل ايه؟
هنشره فى صفحة المدونة على الفيس بوك طبعاً يمكن الكلام يكون بداية لأى حد أنه يعمل كدة.
ما هو أصل إيه فايدة إنى أنشر الكلام ده فى أى حتة ماعدا الفيس بوك و أنا بقول قاطعوا الفيس بوك؟ ما هو لازم أكتبه هناك !!!
- طبعاً المساحة اللى فضيت من موبايلى حملت مكانها حاجات مفيدة أكتر 100 مرة من الفيس بوك
ايه هى الحاجات دى؟
لأ ده موضوع تانى بقى...

هناك تعليقان (2):

  1. من اجمل المقالات الي قرأتها 💯👏

    ردحذف
    الردود
    1. ربنا يخليك يا يوسف أتمنى أكون عند حسن ظنكم

      حذف