الثلاثاء، 7 يوليو 2020

العجوز و البحر (حكمة خفية لم يكتب عنها أحد) + لينك التحميل



مثل كل مرة بعد إتمام قراءة كتاب أو رواية أقوم بكتابة رأيى فيها و أوضح ما أثار فضولى و ما لم يعجبنى بشكل عام
و لكن أعتقد أن الأمر مختلف هذة المرة ، فلقد إنتهيت أمس من قراءة آخر صفحة فى رواية العجوز و البحر و هى رواية قديمة جداً للكاتب الأمريكي إرنست همنجواى و قد حصلت الرواية على جائزة بوليتزر عن فئة الأعمال الخيالية

تنتمى الرواية بشكل عام إلى الأدب البحرى حيث يقص علينا الكاتب قصة صياد عجوز عسر الحظ قضى 84 يوماً فى البحر رفقة مساعده الصبى دون إصطياد أى سمكة حتى أمر أهل الصبى أن يترك العمل مع العجوز خشية أن يصيبه سوء الحظ مثله
و لكن فى اليوم الخامس و الثمانون قرر العجوز سانتياجو الذهاب إلى البحر وحده عازماً على الصيد هذة المرة بكل ما تبقى لديه من قوة و صحة
حتى حالفه الحظ فى هذا اليوم الرائع بأن تعلق الطُعم الخاص به فى فم إحدى سمكات أبو سيف الضخمة و الطويلة ، و لكن لم يستمر الأمر على وتيرة واحدة حيث أبت السمكة النبيلة الإستسلام و ظلت تسبح و الطُعم فى فمها ولا تبالى بالألم لعدة أيام و ليالٍ تجر مركب العجوز خلفها من قوة إندفاعها فى الماء
كانت أحياناً تسير عكس إتجاه التيار و عندما تشعر بالتعب كانت تسير فى إتجاه التيار
فكر العجوز أنه إذا صبر على هذا التصرف العجيب من السمكة فيمكنه أن يظفر بها فى النهاية فتمسك بالحبال جيداً طوال هذة المدة حتى تصلبت يداه و فى اليوم الثالث استسلمت السمكة أخيراً وصادها العجوز
و بدأ الإستعداد لرحلة العودة و لكن ما حدث كان غاية فى السوء
فقد هاجمته أسراب من أسماك القرش التى اشتمت رائحة الدم من السمكة و قد دافع العجوز عن نفسه جيداً و نجا بحياته فى النهاية و لكن كانت كل هجمة لأسماك القرش تنال قضمة من سمكته التى اصطادها
و حين وصل إلى الشاطئ فى النهاية أخيراً لم يتبق شئ من سمكته سوى العظام فقط.


الرواية رائعة أعطيها 10/10 ، لأنها ليست مجرد رحلة عادية فى البحر ، ولكنها رحلة إلى داخل النفس الإنسانية كذلك و تحكى عن الشعور بالسعادة و الألم و التفكير فى الماضى و الحاضر و الصبر و عدم الشعور باليأس و القتال من أجل ما يريده الإنسان.

لكن الأمر فى رأيى له منظور آخر غير الصبر و الجلد و التحمل فى سبيل الإنتصار ، و إننى لأتعجب لماذا لم يأتِ أحد على ذكر هذا الموضوع؟
ألا يجب أن يتحلى الإنسان بالحكمة ليعرف المعركة الخاسرة قبل أن تبدأ؟

لقد شعر العجوز بالإرهاق المميت فى سبيل الحصول على السمكة و جرحت يداه من شده تمسكه بالحبال لعدة أيام حتى لا يفقد أثر السمكة و يظفر بها كما انه خسر بعض أسماك السردين الصغيرة التى كان يستخدمها كطُعم فتعفنت نظراً لطول الوقت و قد خسر كذلك دفة المركب و الهراوة و السكين فى سبيل الدفاع عن نفسه ضد أسماك القرش بعد ذلك فى رحلة العودة
و بالرغم من كل هذا فقد إلتهمت أسماك القرش السمكة فى النهاة و رجع إلى كوخه صفر اليدين
لماذا تمسك بالسمكة بعد أول يوم من الرحلة رغم أنه بعد كثيراً عن الشاطئ؟
لماذا لم يفكر فى أهوال رحلة العودة و استمات من أجل الحصول على السمكة؟

هذا ما قصدته بالضبط!
من الجميل جداً أن يتحلى الإنسان بالصبر و روح المثابرة و أن يقاتل فى سبيل ما يريد و لكنه فى مرحلة ما عليه أن يحسب المكسب و الخسارة و يعرف كيف يتصرف و متى ينسحب و يدرك أن حلمه غير مناسب و يجب تغييره
و طبعاً ينطبق هذا على كل مواقف الحياه و القرارات الهامة التى يتخدها الإنسان على المدى الطويل
وقد خالف رأيى البعض فى أن الصيادون بشكل عام يتحلون بروح المغامرة و الإقدام دون التفكير ملياً فى العواقب و لكن كما قلت ، فالصياد هنا مثال على الصراع فى الحياه عموماً لأى شخص أياً كانت مهنته
ما رأيكم أنتم؟
هل ترون أن الإقدام و المغامرة أهم من حساب المكسب و الضرر فى المواقف؟
منتظرة رأيكم..

فى النهاية أشكر الإستاذ حمادة رجب على الترجمة الجميلة للرواية و على توقيعه لى فى جولة معرض الكتاب
و أترك لكم لينك تحميل الكتاب : اضغط هنا



هناك تعليق واحد:

  1. قريت نص الكتاب و نسيته و عايزة ارجع اقراه تانى

    ردحذف