كان المصريون القدماء شديدى الإهتمام بنظافتهم الشخصية و حسن هنادمهم و خصوصاً بالنسبة للكهنة لأنهم خدام الإله.
و لم يقتصر إهتمامهم بالنظافة على الإغتسال كل يوم و لكن فُرض عليهم حلاقة الرأس و اللحية لإبعاد أى حشرات أو طفيليات عن الجسم.
و نجد أنهم إستخدموا مساحيق لتنظيف الأسنان مثل مضع اللبان و الغرغرة بالحليب ليعطى رائحة طيبة للفم ، و فى الأيام الحارة استخدموا حبيبات الخروب المدشوش لتعطير الجسم
فى حوالى سنة 1400 ق.م وجدت جرتان بهما مراهم مطهرة فى مقابر ثلاث نساء من بلاط الملك تحتمس الثالث فى تجهيزات ملكية فاخرة ، كما عُثر على بردية بطيبة بها وصفات لمدلكات للجسم تتكون من مسحوق الكالسيت و النطرون الأحمر و ملح الوجه البحرى و عسل النحل بكميات متساوية.
و لم تتوقف إنجازات المصريون القدماء فى مجال التجميل عند هذا الحد بل وجدوا وصفة ناجحة لعلاج التجاعيد فى البشرة تتكون من صمغ اللبان و زيت اليسار و عشب حب العزيز .
و إذا تشوه الجلد بالندوب التى تتسبب عن الحروق استخدموا لعلاجها مرهماً من المغرة الحمراء (أكسيد الحديديك ) و الكحل و يتم مزجها مع عصارة الجميز .
و بالرغم من أن أغلب المصريون ارتدوا الشعور المستعارة إلا أنهم لم يهملوا الإهتمام بشعورهم الطبيعية و سلامتها و حسن مظهرها ، و كانت الجرار التى عُثر عليها فى المقابر تحتوى على خليط من شمع العسل و الراتنج كدهان لتصفيف الشعر.
و لمنع ظهور الشيب استخدموا قرون الغزلان حيث كانوا يصنعون منها مرهماً و يخلطونها بزيت الشعر
إلا أنهم اضافوا نبات العرعر و نباتين آخرين مجهولين المصدر لنفس السبب و ذلك عندما أكتشفوا أن لنبات العرعر خواص قابضة لمقاومة الشيب و تنبيه فروة الرأس.
و عندما نتحدث عن العيون المصرية لوزية الشكل فقد كانت تُجمل بتزجيجها تحت الجفون بالكحل الأسود
و كان الكحل يُصنع من الجالينا حيث كان يُحفظ فى كتل معبأة فى أكياس كتانية و يسحق بالهاون و يتم نقل مسحوق الكحل الناتج إلى أوانى فخارية جاهزة للإستعمال فى العين عن طريق المراود الخشبية كما يفعل نساء مصر الآن.
و قد أخترعوا الكثير من الوصفات لتطويل رموش العين و علاج أمراض العين عموماً و خصوصاً إحمرار العين الناتج عن السهر عن طريق خلط الكحل و اللازورد و العسل و المغرة و إستخدامها كمرهم للعين
كذلك صنعوا من مسحوق الكرفس و بذور الكتان غسول للعين
و كان الملاخيت الأخضر أيضاً من المكونات الرئيسية للكحل يُجلب من المناطق الصخرية بسيناء إلى داخل وادى النيل اما الجالينا فكانت تُستخرج من أسوان أو من سواحل البحر الأحمر.
و من الطريف أن المصريون القدماء اعتقدوا أنه لا دواء مناسب للعين أكثر من الحب ، حيث وُجدت قصيدة غزلية فى إحدى المقابر تقول فيها فتاه ( حبى مثل دهان العيون ، فعندما أراك فإن الحب يجعل عيناى تشعان )
أما عن طلاء الأظافر فكان مصدره الوحيد الحناء الملونة و التى استخدمت أيضاً كمصدر لصنع طلاء للشفاه بخلط الحناء مع المغرة و الشحم.
كذلك استخدم اللون الأحمر لتوريد الخدود بإستخدام المغرة الحمراء و الدهن و القليل من صمغ الراتنج و هذة الوصفة يرجع تاريخها إلى أربعة آلاف سنة مضت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق