الجمعة، 17 يوليو 2020

درسين نتعلمهم ككبار من فيلم موانا !

يوليو 17, 2020 0 Comments


كارتون موانا غنى عن التعريف و كلنا شوفناه أكتر من مرة كمان
بس المرة الأخيرة اللى شوفته فيها حسيت أن فى درس مهم جداً لينا ككبار بعيداً عن أحداث القصة الخيالية الجميلة

فى المشاهد الأخيرة من الفيلم ، موانا كانت بتحارب قوى الشر المتمثلة فى الجزيرة البركانية و اللى فضلت ترمى عليها نار عشان تمنعها من الوصول لجزيرة تيفيتى (الخير) و ترجع للجزيرة قلبها علشان الموارد الطبيعية ترجع تانى و الأشجار و الثمار ترجع تطلع من تانى و الأسماك تكون وفيرة فى المحيط و الناس تعرف تعيش

لحد ما فى الآخر بالصدفة و موانا بتحارب الجزيرة البركانية المتمثلة فى وحش شرير من النار ، أكتشفت أن فى جزء عند قلب الوحش شكل القلب اللى معاها و اللى المفروض ترجعه لتيفيتى (الجزيرة الخضراء الجميلة)
و كانت المفاجأة ليها أن الوحش النارى ده هو نفسه تيفيتى الجزيرة الخضراء الجميلة بس اتغيرت و بقت شريرة بعد ما اتسرق قلبها منها اللى هو عبارة عن حجر صغير كدة.

فتقدمت موانا فى شجاعة عشان تواجه الوحش النارى و فضلت تغنى أغنية جميلة ليها معنى و ترجمتها :

(لقد عبرت الأفق لأجدك
أنا أعرف إسمك
لقد سرقوا القلب من داخلك
ولكن ده لا يميزك فى شئ
هذة ليست أنتِ
أنتِ تعرفى من أنتِ)


هنا موانا بكلماتها الرقيقة بتحاول ترجع الخير تانى و تفكرها بفطرتها و أن الشر ده دخيل عليها بسبب سرقة القلب و أن الشر مش من صفاتها من الأول
و ده يعملنا حاجة مهمة جداً ، أننا مناخدش الناس اللى بنشوفهم أشرار أو كويسين بالمظهر ابداً
ممكن شخص يكون سيئ جداً فى التعامل مع الناس و بيهاجم الكل و فيه كل الطباع السيئة (الوحش النارى) و تكون كل تصرفاته دى بسبب موقف مؤلم مر به (يتمثل فى سرقة قلب الجزيرة).
لكن نفس الشخص ده لما يلاقى حد يقف جنبه و يفهمه و يقوله أنه عارف أن الشر ده مش طبعك و أنك لازم تفتكر أنت مين
فيرجع الشخص لطبيعته و فطرته النقية و المحبة للناس و الخير بمساعدة حد يقف جنبه فعلاً و يفهمه و يحبه ، و ده بالضبط اللى حصل لما موانا رجعت للجزيرة قلبها ، أتحول الوحش الشرير فجأة لبنت جميلة جداً و رجعت مسالمة و أتغيرت 180 درجة.



و ده فيديو بيوضح الموقف كله أما الدرس التانى و هو عن البطل اللى إسمه ماوى اللى كان مع موانا ، و قصته أنه أما اتولد ، أهله مكنوش عايزينه و رموه فى البحر كأنه لا شئ!
بعد كدة المحيط لاقاه (قصة خيالية) و أعطاه خطاف سحرى له قوة مذهلة و يقدر يعمل أى حاجة
فرجع ماوى لقومه و أعطاهم جزيرة يعيشوا عليها وأكل و كل ما يتمنوه بس عشان يحبوه وعلشان يحبوه أكتر سرق قلب الجزيرة اللى إتكلمنا عنها فى الأول عشان يلاقى منهم أى تقدير و لكن للأسف كل ده مكنش كافى أبداً أنهم يحبوه.

و الدرس هنا أن مهما عملنا للناس علشان نرضيهم و هم أصلاً مش بيحبونا و مش شايفين أننا نستاهل التقدير و الحب ، فده عمره ما هيخليهم يحبونا أو يغيروا موقفهم.
و علشان الإنسان هدفه يكون محبوب من الآخرين بأى شكل فممكن يعمل أى حاجة زى أنه يسرق زى ما حصل فى الفيلم و يدمر حد تانى بالسرقة دى ( دمر الجزيرة)
فلازم الإنسان يقدر نفسه و يحب نفسه حتى لو ملقاش التقدير و الحب من حد و ميلجأش لأى وسائل يدمر بيها نفسه أو غيره فى سبيل إرضاء الناس اللى مش هيغيروا موقفهم أبداً .

الخميس، 9 يوليو 2020

لماذا تركت الفيس بوك؟

يوليو 09, 2020 2 Comments
                   
   

 (مقال بالعامية المصرية)


تخيل تكون واقف فى إشارة مرور فى عز الظهر فى الصيف و الشمس شديدة فوقك و الرطوبة مخلياك مش عارف تتنفس و مفيش حواليك غير رائحة العوادم و تعبان و مصدع و جعان !


و الله كان ده إحساسى الفترة الأخيرة لما بقيت بفتح الفيس بوك.



خلينى ابدأ من الأول ...



و أنا فى ثانوى عرفت عن الفيس بوك و عملت أكونت عليه عشان أتواصل مع أهلى و صحابى فى المدرسة و عشان ألعب عليه ألعاب مسلية زى المزرعة السعيدة (كنت مدمنة اللعبة دى)

طبعاً مكنش فيه ساعتها واتس آب و لا أى وسيلة تانية للتواصل غير الفيس و حاجة كدة أسمها ebuddy و هو برنامج قديم جداً جداً للتواصل زى الماسنجر بس بدائى أوى يعنى
و طبعاً ساعتها مكنش فى سمارت فون بردو فكان الفيس بوك مقتصر على الساعة اللى بنفتح فيها الكمبيوتر و خلاص

فضل الفيس بوك عندى شئ أساسى فى حياتى لحد 2017 أما بدأت أتعامل مع ناس كتير جداً و بدأت أحس أنى مشغولة بيه طول الوقت و مش لاقية وقت أنفذ أى خطة رسماها لنفسى خالص
أهملت القراءة و الكتابة و بدأت أختلف مع الناس فى وجهات النظر و بدأ الفيس بوك يفقد قيمته بالنسبة لى كوسيلة جميلة للتواصل و أصبح ساحة معركة
فى السنة دى بدأت لأول مرة أمسح الأبلكيشن من الموبايل ليومين و أرجع أقول لا هرجعه تانى و بعدها بفترة أمسحه لفترة أطول و أرجع أرجعه
و من وقتها بقيت متعمدة أمسحه تماماً وقت أما أكون مسافرة عشان مشغلش نفسى بالكلام و التعليقات و الأخبار و أستمتع بالأجازة كما يجب ، و كنت بهيأ نفسى بشكل سرى أنى أمسحه للأبد
فأول ما حسيت أنى خلاص مش محتاجاه فعلاً ، أعلنت كدة..
طيب ليه أنا سيبت الفيس بوك؟ و ليه كنت بهيأ نفسى لكدة؟

1- الأخبار السلبية و الزائفة

- الموضوع بتاع الأخبار الزائفة ده بيزداد سوء بعد اى مشكلة تحصل أو خبر سيئ ينتشر أو واقعة كبيرة ، و المشكلة أن الناس أصبح هدفها السخرية بشكل أساسى فمثلاً يجيبوا صور مسؤولين كبار و يكتبوا عليها (عاجل) و يكتبوا أى كلام ساخر مستحيل أى طفل فى ابتدائى يقوله أساساً !!
المشكلة أن الناس بتصدق الكلام ده و ترجع تهين المسؤولين بشكل مستفز و فى قمة قلة الأدب
و أنا الحقيقة مش بستحمل أشوف أى إهانة لحد نهائياً و صعب جداً أنى أتجاهل الأخبار أو الصفح اللى بتنشر أخبار متركبة على أساس أنها كوميدية و هى سخيفة و ملهاش أساس من الصحة
و لو تجنبت الصفحات مش هعرف أتجنب الأصدقاء اللى بيشاركوا الكلام من الصفحات فحسيت أن زى ما أكون البحر امامى و العدو خلفى طب أروح فين!!!
ده غير ان رواد الفيس بوك أغلبهم بيحبوا يشاركوا الأخبار الكئيبة و المشاكل بس و لما حد بيشارك أخبار إيجابية بيضحكوا عليا!!
فده من الأسباب الرئيسية أنى حذفت الفيس بوك ، علشان أحافظ على سلامى النفسى


2- الأصدقاء



- زى ما قولت سنة 2017 أتعرفت على ناس كتير جداً و أيام الجامعة كذلك عرفت ناس كتير و هكذا... لكن مش كل الناس أقدر أقول عليهم أصدقاء بالمعنى الحرفى

و علشان أنا قررت أخرج من سوق الفيس بوك ده ،فقررت أنى أعلن صراحة أنى هسيبه عشان أشوف مين من الناس متمسك بصداقتى و مين مش فارق معاه وجودى من عدمه

الحقيقة أنا أتصدمت تماماً ، ناس معرفتى بيها بسيطة لكن محترمين جداً و زعلوا أنى هسيب الفيس بوك و كتبولى أرقامهم على أساس نتواصل على الواتس آب و هو بالمناسبة وسيلة أفضل للتواصل لأن مفيش فيه زحمة و عك و شتايم ، مفيش فيه إشارة المرور اللى أتكلمت عنها فوق دى!

و مع ذلك أكتشفت أن بعض الناس اللى كانوا بالنسبة لى حاجة كبيرة جداً مفرقش وجودى من عدمه بالنسبة لهم ، و أهو بقالى أكتر من شهر معرفش عنهم حاجة و ميعرفوش عنى حاجة ، لكن و الحق يقال ( أنا مرتاحة جداً).


3- التحكم بالعقل والأفكار عن طريق وقف السكرول



- من ضمن الحاجات اللى الفيس بوك بيجبرك عليها أنه - فى رأيى- بيخدر العقل

إزاى؟

دلوقتى أنت شوفت بوست عجبك و عملتله مشاركة

هتسكت؟

طبعاً لأ لأن العقل بشكل لا إرادى هيخليك تعمل سكرول عشان تشوف أكتر و هتفضل تعمل سكرول إلى أن يشاء الله و مش هتعرف توقف نفسك لحد ما الموبايل يفصل أو يسخن أو تضطر تقوم لأى سبب تانى


و ده فى رأيى تحكم كامل بالعقل و أنا برفض أن عقلى يخضع لشئ أنا مش عايزة أشوفه أو أخليه ماشى بشكل آلى زى علب الطعام على خط الإنتاج!!


فده من ضمن الأسباب المهمة بردو اللى خلتنى أمسحه ، أنى هبحث عن اللى أنا عايزة أشوفه فى الوقت اللى أنا عايزاه فى جوجل أو أعرف الأخبار من مصادر موثوقة و رسمية بدون أى تعليقات سخيفة أو إستعراض بعض الناس لحياتهم أو محاولة جذب أشخاص معينة لأنظار أشخاص أخرى لأهداف سخيفة (كلنا فاهمين هاه)


4- رؤية العالم من وجهه نظرى



- أنا بطبيعتى إنسانة إيجابية ، بحب أشوف الحاجات الجميلة و الخير فى كل مكان و عندى أمل فى حاجات كتير جداً تتحقق ليا و للوطن و للعالم كله

الفيس بوك أغلبه ناس سلبية بتدور فى صندوق القمامة على أقذر الأشياء و أتفهها علشان يحطوا عليها دايرة حمراء و تبقى المواضيع دى هى حديث الساعة

طيب هيستفادوا ايه من السلبية دى؟

طبعاً هيستفادوا متابعين أكتر ، لأن الناس بطبعها بتحب تدور على المصايب و تلاقى ناس زيها بتحب المصايب و يقعدوا يعيطوا سوا و ساعتها هيحسوا بالمؤازرة و أنهم مش لوحدهم

أنا دايماً بقول أن الإيجابية بتتطلب مجهود ، عقل متفتح ، ثقة و إيمان بالله و بنفسى ، ود و حب للناس كلها و سلام نفسى . على العكس من السلبية اللى مش بتتطلب أى مجهود غير أنك تمشى مع التيار السائد و تغضب معاهم و تشتم و تلعن معاهم عشان متبقاش مختلف بس!


5- التفاهه هتموتنى



- خلينا نكون متفقين بس الأول أنى مش شخصية معقدة خالص و الناس اللى تعرفنى عارفة أنا أد إيه بحب الضحك جداً و بحب الهزار و المرح جداً و فيما معناه بحب أناكش صحابى جداً

لكن أنا مش مضطرة أفتح الفيس بوك عشان ألاقى واحد بتتباهى بسفرية للخارج و عمالة تذل الناس كلها أنها معاها فلوس (بشكل خفى) و هم لأ و أنها بتشترى حاجات وهمية و الناس لأ و أن أصعب مشاكلها فى الحياه ان القطة بوسى مش عارفة تجيبلها تصريح تسافر معاها باريس

بجد؟!

أو مثلاً تلاقى حد فى جروب منزل طبخة و تقول عايزها تجيب 9483958 لايك يا جماعة

بفتكر طابور العيش بالضبط ، هات بخمسة جنيه عيش و خد صابونة هدية!
طيب هحكيلكم موقف مستفز جداً
كنت فى جروب بتاع الشعر الكيرلى ده اللى بيقدسوا فيه حياه البلسم أكتر من حياه الإنسان نفسه .. آه و الله هو ده
المهم دخلت الجروب بحسن نية و كتبت لأول مرة بوست عن العناية بالشعر الكيرلى بتكون إزاى و حطيت صورة عارضة ميكب و شعر علشان تكون مناسبة للصورة
تخيلوا ايه اللى حصل؟
لقيت 9048950 طلب صداقة من ولاد و لقيت 490895 كومنت معاكسة علنية كدة !!


كتبت كومنت قولت أن دى مش صورتى و دى صورة عارضة اسمها كذا


لقيت فجأة زى اللى حد طفى النور عليه و هو بيستحمى!! الكومنتات وقفت و الطلبات أتحذفت

لا دى طلعت فيك ، نروح نشوفلنا واحدة تانية

انتو متخيلين؟

فى إحساس بالتفاهه و الغباء و قلة الأدب أكتر من كدة؟

هتقولولى ما ياما الناس فيها و فيها؟ طب و أنا مالى ما أنا مختارة ناس شبهى بتعامل معاهم

أنا مالى و مال الناس كلها عشان اتعامل معاهم هو أنا رئيس كوكب الأرض؟!
لو حابين تجربوا مقاطعة الفيس بوك فعلاً ابدأوا الأول بالإنقطاع 3 أيام و بعد كدة 5 و بعد كدة أسبوع و هكذا
و قارنوا نفسكم و حياتكم بين وجود الفيس بوك و عدم وجوده و ليكم القرار!

5- عشان مش عادى

كلمة عادى دى مخيفة أوى و الله !
تخيلوا أنكم بتتعرضوا لكل اللى حكيت عنه ده يومياً و أكتر من مرة فى اليوم الواحد كمان هتبدأ تبص للأمور بنظرة مختلفة تماماً
الشتايم عاااادى ما هو كل الناس بتشتم و الكلمة دى عااادى مهو كل الناس بتقولها و الميمز دى عادى ما هو كل الناس بتشاركها!
و التعليق ده نسخر منه و من صاحبه عاااادى ما كل واحد داخل كاتب تعليق ، ما اكتب انا كمان يمكن اخد لايكات!

عارفين المنشور اللى كان جه عليه وقت إنتشر كدة بيقول :أحن للنسخة القديمة منى ، لقد كانت أكثر غباءاً و لكنها كانت أجمل
فاكرين الكلام ده؟
عارفين النسخة بتاعتنا بتسوء ليه؟
علشان بقينا نشوف كل حاجة عادى و مباحة و مسموح بيها فى حين أن زمان لو كنا سمعنا لفظ من الألفاظ المنتشرة دى كان أغمى علينا من الكسوف!
متمشيش ورا التيار و تقول عادى على أى حاجة ضد الدين و ضد المبادئ الأخلاقية العامة عشان تبقى كوول و تضحك صحابك و تواكب العصر
تمسك بمبادئك هتلاقى النسخة القديمة منك بتتطور فى جوانب معينة للأفضل بس الأصل ثابت.
حالياً أنا بقالى أكتر من شهر من ساعة ما حذفت الأبلكيشن من موبايلى و النتيجة كانت مبهرة للآمانة
- قرأت فى الوقت ده 3 كتب تقريباً و كانوا ممتازين و هنزل تفاصيل عنهم قريب جداً و ليك تحميلهم كمان.
- بحاول أوطد علاقتى بصحابى اللى تمسكوا بيا ، زى ما أكون فلترت الناس اللى بتعامل معاهم و ده رجعنى لأيام زمان (أصحاب معينة، هوايات معينة، حياه معينة )مش سوق الخميس!
- أصبحت بفكر بعمق أكتر و دى حاجة أنا مش عارفة أوصفها إزاى بس حسيت أنى بفكر بنضج و واقعية أكتر و أعمق و صحة مخى أفضل بكتير الحقيقة.
- أصبح عندى سلام نفسى أكتر لأنى بعرف خلاصة الأخبار اليومية بدون تفاصيل أو بمعنى آخر بعرف الحجاات اللى تهمنى بس من غير إهانات لأى حد.
- أهتميت بالمدونة أكتر - إحم عارفة أنى مش بكتب كتير بس استنوا عليا بس- و أصبح عندى مساحة شخصية أقول رأيى فيها من غير سخرية من حد و من غير ما أشوف ناس بتستعرض عضلاتها لأى سبب ، و بعد ما أخلص الموضوع ده هعمل ايه؟
هنشره فى صفحة المدونة على الفيس بوك طبعاً يمكن الكلام يكون بداية لأى حد أنه يعمل كدة.
ما هو أصل إيه فايدة إنى أنشر الكلام ده فى أى حتة ماعدا الفيس بوك و أنا بقول قاطعوا الفيس بوك؟ ما هو لازم أكتبه هناك !!!
- طبعاً المساحة اللى فضيت من موبايلى حملت مكانها حاجات مفيدة أكتر 100 مرة من الفيس بوك
ايه هى الحاجات دى؟
لأ ده موضوع تانى بقى...

الثلاثاء، 7 يوليو 2020

العجوز و البحر (حكمة خفية لم يكتب عنها أحد) + لينك التحميل

يوليو 07, 2020 1 Comments


مثل كل مرة بعد إتمام قراءة كتاب أو رواية أقوم بكتابة رأيى فيها و أوضح ما أثار فضولى و ما لم يعجبنى بشكل عام
و لكن أعتقد أن الأمر مختلف هذة المرة ، فلقد إنتهيت أمس من قراءة آخر صفحة فى رواية العجوز و البحر و هى رواية قديمة جداً للكاتب الأمريكي إرنست همنجواى و قد حصلت الرواية على جائزة بوليتزر عن فئة الأعمال الخيالية

تنتمى الرواية بشكل عام إلى الأدب البحرى حيث يقص علينا الكاتب قصة صياد عجوز عسر الحظ قضى 84 يوماً فى البحر رفقة مساعده الصبى دون إصطياد أى سمكة حتى أمر أهل الصبى أن يترك العمل مع العجوز خشية أن يصيبه سوء الحظ مثله
و لكن فى اليوم الخامس و الثمانون قرر العجوز سانتياجو الذهاب إلى البحر وحده عازماً على الصيد هذة المرة بكل ما تبقى لديه من قوة و صحة
حتى حالفه الحظ فى هذا اليوم الرائع بأن تعلق الطُعم الخاص به فى فم إحدى سمكات أبو سيف الضخمة و الطويلة ، و لكن لم يستمر الأمر على وتيرة واحدة حيث أبت السمكة النبيلة الإستسلام و ظلت تسبح و الطُعم فى فمها ولا تبالى بالألم لعدة أيام و ليالٍ تجر مركب العجوز خلفها من قوة إندفاعها فى الماء
كانت أحياناً تسير عكس إتجاه التيار و عندما تشعر بالتعب كانت تسير فى إتجاه التيار
فكر العجوز أنه إذا صبر على هذا التصرف العجيب من السمكة فيمكنه أن يظفر بها فى النهاية فتمسك بالحبال جيداً طوال هذة المدة حتى تصلبت يداه و فى اليوم الثالث استسلمت السمكة أخيراً وصادها العجوز
و بدأ الإستعداد لرحلة العودة و لكن ما حدث كان غاية فى السوء
فقد هاجمته أسراب من أسماك القرش التى اشتمت رائحة الدم من السمكة و قد دافع العجوز عن نفسه جيداً و نجا بحياته فى النهاية و لكن كانت كل هجمة لأسماك القرش تنال قضمة من سمكته التى اصطادها
و حين وصل إلى الشاطئ فى النهاية أخيراً لم يتبق شئ من سمكته سوى العظام فقط.


الرواية رائعة أعطيها 10/10 ، لأنها ليست مجرد رحلة عادية فى البحر ، ولكنها رحلة إلى داخل النفس الإنسانية كذلك و تحكى عن الشعور بالسعادة و الألم و التفكير فى الماضى و الحاضر و الصبر و عدم الشعور باليأس و القتال من أجل ما يريده الإنسان.

لكن الأمر فى رأيى له منظور آخر غير الصبر و الجلد و التحمل فى سبيل الإنتصار ، و إننى لأتعجب لماذا لم يأتِ أحد على ذكر هذا الموضوع؟
ألا يجب أن يتحلى الإنسان بالحكمة ليعرف المعركة الخاسرة قبل أن تبدأ؟

لقد شعر العجوز بالإرهاق المميت فى سبيل الحصول على السمكة و جرحت يداه من شده تمسكه بالحبال لعدة أيام حتى لا يفقد أثر السمكة و يظفر بها كما انه خسر بعض أسماك السردين الصغيرة التى كان يستخدمها كطُعم فتعفنت نظراً لطول الوقت و قد خسر كذلك دفة المركب و الهراوة و السكين فى سبيل الدفاع عن نفسه ضد أسماك القرش بعد ذلك فى رحلة العودة
و بالرغم من كل هذا فقد إلتهمت أسماك القرش السمكة فى النهاة و رجع إلى كوخه صفر اليدين
لماذا تمسك بالسمكة بعد أول يوم من الرحلة رغم أنه بعد كثيراً عن الشاطئ؟
لماذا لم يفكر فى أهوال رحلة العودة و استمات من أجل الحصول على السمكة؟

هذا ما قصدته بالضبط!
من الجميل جداً أن يتحلى الإنسان بالصبر و روح المثابرة و أن يقاتل فى سبيل ما يريد و لكنه فى مرحلة ما عليه أن يحسب المكسب و الخسارة و يعرف كيف يتصرف و متى ينسحب و يدرك أن حلمه غير مناسب و يجب تغييره
و طبعاً ينطبق هذا على كل مواقف الحياه و القرارات الهامة التى يتخدها الإنسان على المدى الطويل
وقد خالف رأيى البعض فى أن الصيادون بشكل عام يتحلون بروح المغامرة و الإقدام دون التفكير ملياً فى العواقب و لكن كما قلت ، فالصياد هنا مثال على الصراع فى الحياه عموماً لأى شخص أياً كانت مهنته
ما رأيكم أنتم؟
هل ترون أن الإقدام و المغامرة أهم من حساب المكسب و الضرر فى المواقف؟
منتظرة رأيكم..

فى النهاية أشكر الإستاذ حمادة رجب على الترجمة الجميلة للرواية و على توقيعه لى فى جولة معرض الكتاب
و أترك لكم لينك تحميل الكتاب : اضغط هنا