السبت، 20 يونيو 2020

بعيون مصرية



لا يمكننى إنكار أن هناك الكثير من الحاقدين على مصر و المصريين، فالبرغم من كل الصعاب التى مرت بها مصر على مدار عمرها كله (حتى فترة ما قبل التاريخ) فإنها لا تزال صامدة أمام كل التحديات و تقف صلبة أمام طوفان مشكلات العصر و تنجو فى النهاية بمشيئة الله تعالى.


لأكون صادقة ،لا أجد مقدمة مناسبة لما أريد أن أطرحه فى هذا الموضوع ، لذلك لنتحدث بشكل مباشر

هل جربت أن ترى مصر بعيون غربية؟

منذ عامين بالتحديد جال فى خاطرى أن أرى مصر من نظر بلاد الغرب ، كيف يرونها فعلاً؟
و هذا ما قد حدث
منذ عامين إنضممت إلى إحدى الألعاب الأونلاين و التى تضم ملايين اللاعبين من جميع أنحاء العالم
دعنى أصف لك اللعبة لتفهم ما أقصده ب (مصر بعيون غربية)
اللعبة لا تصف مصر بشكل خاص و لكنها عبارة عن الكثير من الأماكن و البلاد التى تم تصميمها على هيئة لعبة و التى يمكن زيارتها مثل حى هادئ به بيوت عصرية يمكن للاعبين شراؤها ، معبد مصرى قديم ، الفضاء و ما يحتويه من كواكب و أقمار يمكن للاعبين التجول فيها ، شواطئ ، متنزهات ، مدن و بلاد حقيقية ، إلخ...
هناك كل شئ و أى شئ يمكن تصوره و يمكن التنقل بينها بعدما تختار شخصية تلعب بها ، و هذة الأماكن كلها مقسمة بين محتوى عام و محتوى للبالغين فقط!
و نظراً لأننى مولعة بالحضارة المصرية فقد وجدت نفسى أشترى من داخل اللعبة ملابس القدماء المصريين للشخصية البنت التى أخترت أن ألعب بها و أمكث أكثر الوقت فى المعبد المصرى القديم الذى وجدته فى اللعبة عن طريق الصدفة و أقابل لاعبين من جميع أنحاء العالم و الذين لديهم ولع بالحضارة المصرية القديمة أيضاً
و من هنا بدأت أتعرف عليهم و أكون صداقات وأسمع حكاياتهم عن الحضارة المصرية القديمة
كيف يرون مصر؟
بعضهم قام بزيارتها مرة أو مرتين فى الحقيقة و البعض لم يزرها قط و لكنهم يأملون ذلك
و بعد فترة طويلة أكتشفت شئ غريب جداً و هو أن مصر بالعيون الغربية مُخيفة بحق!

كان المعبد الموجود فى اللعبة - و يا للعجب - مصنف كمحتوى للبالغين فقط و السبب سأشرحه حالاً
عندما دخلت المعبد لأول مرة و أخذت أتجول فيه وجدت العديد من الصور للرموز المصرية القديمة كأنوبيس و إيزيس و حورس و غيرهم الكثير ،وجدت أنهم عاريين تماماً و بعض هذة الصورة مُخلة جداً ولا يمكن وصفها!
كذلك وجدت ركن فى هذا المعبد عليه صور لأشخاص يرتدون ملابس ممزقة و يبدو عليهم الشقاء و عندما سألت المصممين عن هذا قالوا أن هذا المكان مُخصص للعبيد!
عبيد؟!!!
و بناءاً على ذلك إنتقلت إلى معابد مصرية أخرى فى اللعبة عسى أن أجد شيئاً طبيعياً فى هذا كله و أعتبرت أن هذا المصمم إما مُخرف أو أنه يتعمد الإساءة إلينا
و كانت المفاجأة أن كل الأماكن (sims) المصرية فى اللعبة مُصنفة كمحتوى للبالغين و تحتوى أكثرها على نفس الأشياء بتصميمات مختلفة !!
 و لقد سألت نفسى و ما زلت اتسائل لماذا يتم تصنيف واحدة من أعظم الحضارات فى العالم كله بهذا الشكل؟ لماذا يتم تشويهها إلى هذة الدرجة؟ مع العلم أن بعض من صمموا هذة الأماكن فى اللعبة يحبون مصر و الحضارة المصرية إلى حد عظيم و لكننى متأكدة أن ما وصل إليهم من مصر يشوبه الكثير من التشوه الفكرى إلى الحد الذى جعلهم يتخيلون مصر كملهى ليلى تقام فيه حفلات مُشينة و محرمة !

و من هُنا أخذت على عاتقى فكرة توضيح الأمر بالنسبة لهم و قد إندهشوا أنه لا يوجد عبيد فى مصر القديمة أصلاً و أن العلاقات بين الرجل و المرأة فى مصر القديمة تتم خلال رابط مقدس يسمى الزواج و أى شئ خارج هذا الإطار يعتبر جريمة و لعنة !
و ما زلت حتى اليوم أقوم بالتوضيح و التعديل بشكل لطيف على كل أفكارهم و أحمد الله على أنهم استجابوا لكلامى و بدأت اللعبة فى التطوير بعيون مصرية وقد أجريت بالفعل العديد من التغيرات حتى أنهم طلبو منى كتابة مقال صغير مختصر باللغة الإنجليزية عن طبيعة الحياه فى مصر القديمة ليتمكن كل الزائرين من معرفة الحقيقة التى يحاول أعداء مصر طمسها و يصدقها الجاهلين 
 و معرفة الحقائق التاريخية التى غيروها لتصبح كوارث و جرت الأمور بشكل رائع و صرت قريبة من هؤلاء المصممين و أصبحت جزء منهم و بيننا الكثير من الثقة
هل تريدون معرفة الحضارة المصرية القديمة من وجهة نظرى؟

إنها كيميت (مصر) تلك الصحراء التى تحولت إلى جنة خضراء بفعل نهر النيل ، شريان الحياه المقدس الذى وهبه الله لمصر و للمصريين
نعم ، أستطيع أن أعود إلى خمسة آلاف عاماً للوراء 
ها أنا على مشارف مدينة طيبة العاصمة الجليلة
فى الحقول المصرية أرى الفلاحون يزرعون القمح و الشعير و الخضراوات الطازجة
أرى المناحل التى يستخرجون منها العسل المقدس ليتم توزيعه فى كافة أرجاء البلاد لإستخدامه فى الصناعة و التجميل و الطعام
أرى الصيادون يرتدون الملابس الكتانية و يشقون بمراكبهم مياه النيل النقية التى تطفو زهور اللوتس على سطحها بينما الهواء العليل يلفح وجوههم
يضعون أطواق من الزهور حول رؤوسهم بينما يتضرعون للإله لينالوا المزيد من الرزق
أرى الملوك النبلاء يخططون لحماية أرضنا من هجمات الشرق و الجنوب و اللذان يٌعدان أخطر الجهات كما قالت الملكة إياح حتب أم الملك أحمس
أستطيع أن أرى الفتيات يتجملن و يضعن الكحل و العطور التى تم صُنع الكثير منها للإستعداد للإحتفال بعيد الربيع ، أراهن يرقصن و يتمايلن و يصفقن.
أرى الزوجة و هى تلف يدها فى حنان و إحترام و إجلال حول الزوج و بجانبهم يجلس أطفالهم فى مشهد يبين مدى الإحترام و التماسك فى الأسرة المصرية
أرى الملك رمسيس الثانى و هو يأمر العمال و البنائون بإحضار الأحجار اللازمة لبناء العديد من المعابد له فى الشمال و الجنوب مع وعد بنقل المؤن لهم و لأسرهم حتى يشعروا بالأمان
أرى الكاتب المصرى و هو ينظم الأشعار و القصص و يٌنشئ الأدب المصرى القديم الذى أعتمد على الغزل و الطبيعة و الفخر 
أرى الأطباء المصريون و هم يعدون الأعشاب و يعالجون جميع الأمراض تقريباً
أغير زاوية رؤيتى لتشمل مناظر أكثر ، و أرى المصريون كشعب واحد كبير يحترم الصغير و الكبير و يقدر ذوى الإحتياجات الخاصة 
أرى المصريون الموحدون!
نعم المصريون الموحدون الذين إعتبروا حابى (النيل) و سوبيك (التمساح) و حورس (الصقر) و رع (قرص الشمس) دلائل على وجود الخالق الواحد وليسوا هم آلهه فى حد ذاتهم و قد تم ذكر كل هذا بالتفصيل فى البرديات دون أن ينتبه إليه أحد
أنتظر أن يمر الزمان حتى أرى أحدهم يترجم كلمة (نتر) بمعنى إله على الرغم من معناه الحقيقي ( قوة إلهية عظمى أو دلائل على وجود الإله) و التى أدت ترجمتها إلى التأكيد على أن المصريون القدماء لم يكونوا موحدين!

أرى مصر الحقيقة بعيون مصرية

فى النهاية أقول أنه يجب على كل مصرى و مصرية أن يكون خير ممثل لبلده أمام الأجانب لأنه فى وجهة نظرى إذا كان جيشنا العظيم يقوم بحماية أرضنا من هجمات الأعداء فى الماضى و الحاضر فنحن ندافع معهم عن أفكارنا ضد هجمات الحاقدين.

هناك 4 تعليقات: