صناعة العطور فى مصر القديمة |
إشتهرت مصر فى عهد القدماء المصريين بصناعة الروائح و العطور و بالأخص فى مدينة مندس و هى إحدى مدن الدلتا حيث كانت هذة المدينة تنتج العطور بكميات كبيرة و هى معروفة بجودتها و قوة ثبات العطر و احتفاظه بألوانه الطبيعية و هو ما تفضله النساء
و يبدو أنها أيضاً كانت صالحة للتخزين لوقت طويل دون أن تفسد أو تتغير مكوناتها
و كانت العطور فى هذا الوقت عبارة عن دهان معطر للجسم حيث أنه لم يكتشف الكحول فى ذلك الوقت حتى القرن الرابع قبل الميلاد
و من أهم المكونات الرئيسية اللازمة لصناعة أى عطر (الزيت ، و النبات العطرى)
لذلك كانوا يستخرجون العطور من النباتات أو الزهور أو عروق الأخشاب العبيرية و بعد ذلك يقومون بغمرها فى الزيت
و بعد ذلك كانت الخامات توضع فى قطعة من القماش و تعصر عصراً تاماً لإستخراج أخر قطرة من الأريج و كانت المواد العبيرية تغلى بعد ذلك فى الزيت و الماء بالتبادل حتى يتم إستخراج الزيت فى النهاية
و من أكثر النباتات المستخدمة فى لإنتاج العطور:
- اليسار
- الهجليج ( كان أقل الزيوت لزوجة لذلك فهو أفضلها)
- الخروع
- بذور الكتان
- السمسم
كما تم إستخدام زيت اللوز و زيت الزيتون بدرجة أقل
و كانت إضافة المكونات العبيرية تتم فى إطار تسلسل صارم بحيث تكون أقوى المواد رائحة هو آخرها فى الإضافة.
و السر فى تفوق المراهم المصرية القديمة هو البراعة فى الإختيار و تحديد لحظة إضافة كل مكون من مكوناتها و درجة الحرارة المناسبة لذلك
و من المكونات الأساسية التى تدخل فى صناعة أى عطر (النبيذ الحلو) حيث أنه استخدم لنقع الأعشاب العبيرية فيه أولاً و كان يستخدم أيضاً لتخفيف تأثير العطر إذا كان قوياً أكثر من اللازم.
و من المراهم العطرية التي كان لها شهرة شديدة في ذلك الوقت مرهم عطر السوسن و قد استُخدم لتعطير الجسد و استُخدم كذلك كمدفئاً و مهدئاً.
و من المكونات التي تدخل في تحضيره زهور السوسن و الهيل و القرفة و الزعفران و النبيذ و العسل و الملح.
سيدة مصرية تضع القمع المعطر على رأسها |
و قد فكر المصريون القدماء فى طريقة أخرى لتعطير الجسم تختلف عن الزيوت و المراهم كدهان
و هذة الطريقة تتلخص فى إعداد كتلة شحم يابسة معطرة مثل شحوم الحيوانات و يعطر بالأعشاب و العطارة و يشكل فى هيئة قمع يركب فوق الرأس أثناء الإحتفالات و المهرجانات و لكنه سرعان ما كان يسيل على الرأس ليلوث الثياب و الجسد.
و هناك سبب وجيه فى إختيار الجرار المصنوعة من المرمر لحفظ المراهم فيها كالجرار التى وجدت فى مقبرة الملك توت عنخ آمون و السبب ببساطة هو قدرة المرمر على حفظ المراهم لمدة طويلة و بهذة الطريقة تتحسن صفة المراهم مع الزمن و لم يخطر ببال أحد أن تستمر للآلاف السنين حيث أن المراهم التى وجدت فى مقبرة توت عنخ آمون ما زالت محتفظة بقوامها إلا أن رائحتها اليوم لا تمت إلى رائحتها الأصلية بأي صلة لما طرأ على مادتها الدهنية من تحلل عبر آلاف السنين.
و استخدم الكهنة المصريون مادة عطرية أخرى بلغ من أهميتها أنه تم تسجيلها على جدران المعابد و تسمى (الكيفى) و لم يكن يستخدم لتعطير الجسد و لكنه كان يحرق كالبخور فى المعابد و يعطي رائحة ذكية جداً.
و كان زيت الكيفي يُضاف كذلك إلى المشروبات في العصور القديمة و يدخل في صناعته النعناع و القراصيا و المر و ثمار العرعر و الزبيب و العسل و القرفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق