الأحد، 17 نوفمبر 2019

الحديقة فى عصر القدماء المصريين




يرجع إستخدام النباتات فى مصر إلى عهود موغلة فى القدم فقد كان المصريون القدماء يفتخرون بحدائقهم بشكل لا يصدق.
فلم يقتصر إستخدام الأشجار و الأعشاب و الزهور على القيمة الجمالية و الغذائية و العلاجية و للحصول على الروائح الجميلة فحسب
فقد كانت تمثل قيمة روحانية و دينية كذلك حيث شهدت الأراضى المحيطة بالمعابد على زراعات متنوعة و ذو قيمة عالية و كانت مقتصرة على الإستخدامات الخاصة بالكهنة فقط
و قد عثر على كتاب مكتوب باللغة المصرية القديمة من العصر المتأخر يحتوى على اسم النبات و طبيعته و خصائصه الأساسية و الغرض من إستخدامه.
فبخلاف الإستخدامات الطبية ، كانت أجزاء كثيرة من النباتات كالزهور و البذور و اللحاء و الأوراق و الثمار و الجذور تستخدم فى الطهى و صناعة العطور و تزيين المنازل و صنع المستحضرات و المراهم.
و كانت كل حديقة مهما إختلف حجمها تحتوى على بحيرة صناعية تناسب حجم الحديقة بها بعض أنواع الأسماك و تطفو على سطحها زهور اللوتس البيضاء و الزرقاء

على سبيل المثال احتفظ ( مرى رع ) و هو مستشار الملك منتوحتب الثانى بنماذج مصغرة لبيته و حديقة البيت بتفاصيلها تحت هيكله الجنائزى.
فقد احتوت حديقته على أشجار الجميز و النخيل و الدوم و التين الشوكى ، كما أُحيطت البحيرة الصناعية بنباتات عشبية مختلفة و قد تم رسم كل هذا بالتفصيل على جدران مقبرته بالإضافة لتمثال لأمرأة تحمل المؤن و غالباً هى (حتحور) حيث أنها رمز أشجار الجميز المقدسة و هى إشارة إلى انها ترعاه فى الحياه الآخرة.
كما أهتم (إننى) بحديقة داره كذلك و هو مستشار الملك تحتمس الأول و الذى سجل قائمة بكل الأشجار التى تحتويها حديقة قصره ، فقد إحتوت على:
73 شجرة جميز - 31 شجرة لبخ - 170 نخلة - 120 نخلة دوم - 5 شجرات تين - 5 شجرات رمان - 16 شجرة خروب بالإضافة إلى 12 كرمة عنب و غيرهم الكثير.

و كان الشادوف هو الأداه المستخدمة لرى الحدائق البعيدة عن مجرى النيل حيث يتم حمل المياه فى دلاء أما الأراضى القريبة من مجرى المياه فقد تم شق قنوات فى الأرض بحيث تصل المياه لجميع أجزاء الحديقة.
و كان لدى المصريين ولع شديد بالأشجار و التوابل المجلوبة من الخارج كشجرة الرمان التى استفاد المصريين منها فى تزيين الحدائق و استفادوا من ثمارها فى الكثير من الأمور
أما أشجار اللوز و الزيتون فأحتاجت إلى وقت أطول للتأقلم مع جو البيئة المصرية
و قد تحدثت قصيدة غزلية قديمة عن شجرة من أشجار التين التى استوردت من بلاد خارو (سوريا) لتزرع فى مصر كتذكار للحب.
كما جلبت الملكة حتشبسوت جذور بعض أشجار البخور ليتم زرعها فى حديقة معبدها فى الدير البحرى إلا أن المحاولة لم تنجح.
وقد كان لى الشرف شخصياً أن ألتقط صورة لإحدى هذة الجذور فى مدخل معبدها.

و قد كانت الحاجة إلى باقات الزهور غاية فى الأهمية حيث كانت تقدم كقرابين للإله فى المناسبات المختلفة و إنتشرت هذة المهنة بشكل كبير و ازدهرت فى عهد امنحتب الثالث و كان رئيس هذة المهنة يسمى ( نخت ) و هو بستانى القرابين المقدسة لآمون و يعمل تحت يده عدد من البستانيين الآخرين
و نجد فى مقبرته بطيبة نقوش على الجدران و هو يشرف على أعمال البستنة فى المعبد و يرأس العمال الآخرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق