السبت، 31 أغسطس 2019

كيف جرت عملية التحنيط فى مصر القديمة؟



ارتبطت الديانة المصرية القديمة بالبعث و الخلود ، أى أن هذة الحياه ليست دائمة و أن الموت هو بوابة العبور للحياه الآخرة حيث الخلود مما جعل المصريين القدماء يقومون بتحنيط جثث موتاهم لحين العودة للحياه الآخرة 
و فن التحنيط هو فن شديد التعقيد يحتاج للعديد من الأدوات و العقاقير و الأعشاب ، و لأن تكلفته باهظة الثمن كان حكراً على جثث الملوك و النبلاء فقط وليس على عامة الشعب حتى أخترع المصريون طريقة أقل تكلفة يستطيع من خلالها عامة الشعب تحنيط جثث موتاهم كذلك
و بالرغم من التقدم التكنولوجى السائد حالياً ، إلا أن العلماء لم يتوصلوا لكل تفاصيل عملية التحنيط تماماً و لكن بعض الخطوات الواضحة فقط



و لم يقتصر التحنيط على جثث البشر فقط و لكن وجدت كذلك جثث محنطة لحيوانات و حشرات 
و قد تطورت عملية التحنيط من عصر الدولة القديمة للدولة الوسطى ، حيث أن المحنطون أكتفوا فى البداية بإزالة الأمعاء و حشو الجسد بالتوابل و الراتنج و لف الجسد كاملاً بالكتان 
إلا أنه بعد ذلك أصبحت عملية التحنيط أكثر تعقيداً وحوالى 70 يوماً 
وقد تم التحنيط فى معابد خاصة بها حيث وضعت فى هذة المعابد الكثير من الزخارف و الأدوات الحادة و العقاقير المستخدمة فى هذة العملية المعقدة






و تعتمد خطوات التحنيط على الأتى :

1- يقوم المحنطون بغسل جسد المتوفى بالماء و ملح النطرون حيث اعتقدوا أن هذا يساعد على الولادة الجديدة فى حياه الخلود ، و استخدموا لذلك مائدة لغسل الجسد بها فتحة لتصريف الماء الزائد ( موجودة فى المتحف المصرى بالقاهرة )

2- بإستخدام آله تشبه الخطاف مصنوعة من النحاس يتم إزالة المخ عن طريق فتحة الأنف و يلقى بعيداً حيث لم يعتقد بوجود أهمية له و بعد تفريغ الجمجمة تماماً يقوم المحنط بوضع سائل مستخرج من أشجار الصنوبر من خلال إدخاله عن طريق الأنف

3- يتم عمل قطع فى الجهة اليسرى من البطن و إزالة الأمعاء و الرئتين و الكليتين و الكبد و المعدة و وضعها بملح النطرون لمدة لا تقل عن 40 يوماً للتخلص من الرطوبة وبعد ذلك  دهنها بزيت الأرز و لفها بالكتان و بعد هذة العملية يتم إرجاع القلب فقط مرة أخرى لأعتقاد المصريون القدماء أن القلب مركز العاطفة و التفكير و أن المتوفى سيحتاجه بالتأكيد فى الحياه الأخرى



4- بعد تجفيف الأعضاء تغطى جيداً بالكتان و توضع فى الأوعية الكانوبية و يمثل كل وعاء كانوبى إبن من أبناء حورس الأربعة

5- يقوم المحنط بصب سائل أبيض مغلى و هو الراتنج على جسد الميت و يتم حشو الجسم بنشارة الخشب و لفة بالأقمشة و تسد الفتحات المتبقية كالشفتين بشمع العسل و حشو الفم بالكتان و حشو العينين بالبصل لمنع وصول البكتريا
أما فتحتة التحنيط نفسها فأعتقد المحنط أنها مدخل لدخول الأرواح الشريرة فكان يوضع فيها تميمة عين حورس و درزها بخيوط الكتان و إغلاقها بشمع العسل و يستغرق دهن جسد الميت حوالى 10 أيام








6-  يتم لف الجسم بشكل نهائى بحوال من 15 ل 20 طبقة من الأقمشة الكتانية لمدة أسبوعين و يقوم الكاهن بقراءة بعض التعاويذ من  فى كل طبقة أقمشة من كتاب الموتى للحفاظ على الجسد من التحلل

7- يوضع فى النهاية قناع الموت و تلبيس المتوفى الحلى و الباروكات و يتم التكفين و دهن الكفن باللون الأحمر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق