السبت، 6 ديسمبر 2025

رواية مُربي النحل

ديسمبر 06, 2025 0 Comments

                                                   


لم أكن أتوقع أن مجرد اختيار عشوائي لرواية جديدة ممكن يغير مزاجي أسبوع كامل، لكن هذا تحديدًا ما حدث عندما بدأت قراءة رواية (مُربي النحل) و هي ثاني رواية اقرأها بعد رواية (فتاة المستنقع) للكاتبة جين ستراتورن بورتر. من الصفحة الأولى شعرت و كأنني أنا بطل الرواية الذي هام على وجهه هاربًا من حكم قاسي و معاملة المستشفى العسكري له كقطعة خردة من مخلفات الحرب.
كان عليه أن يهرب و ينجو بنفسه من مصير مُظلم و مستقبل قاتم و هو إيداعه في منفى لمرضى الجذام رغم أنه لم يكن يعاني من الجذام اصلاًا!
ففر البطل ذو الدماء الأسكتلندية الحارة هاربًا من مصير مظلم متجهًا إلى آخر مجهول غير عالم ما ينتظره و محاولا بكل الطرق أن يرمم ما بقي منه، مستعيدًا علاقته بنفسه و بربه و محافظًا على ضميره رغم الجرح الغائر في صدره الذي أبى أن يندمل.

تعلمنا هذة الرواية ضرورة المخاطرة في بعض الأحيان و عدم الإستسلام للظروف المظلمة رغم الإنهاك النفسي و الجسدي الذي يصيبنا أحيانًا كما أصاب البطل و حتى لو كان المستقبل مجهول، فماذا لو كانت هناك جنة على الأرض بإنتظارنا؟!

صدرت النسخة الأصلية من الكتاب عام 1925 باللغة الإنجليزية و تمت ترجمتها للغة العربية عام 2022 من قِبل مؤسسة هنداوي و من ترجمة دينا عادل غراب و هي متاحة للتحميل عبر موقعهم على الإنترنت.

مما لا شك فيه أن أسلوب الكاتبة يميل لوصف الطبيعة في كلا الروايتين بشكل جذاب يثير الخيال و يغذي الروح و يجعلك تشعر بأنك سافرت إلى حديقة سحرية تملؤها الفراشات في رواية و النحل في رواية أخرى. و لكن أيًا ما كان فإن (جين ستراتورن بورتر) أصبحت من الكُتاب الأجانب المفضلين عندي و لا يمكنني الإنتظار لكتابة مراجعة جديدة لرواية جديدة لها أو ربما مراجعة لكتاب من كتب الطبيعة التي تعشقها كما أعشقها و تراها كما أراها!
كل ما أعرفه الآن أن هذه الكاتبة إذا كانت من نفس جيلي و مازالت على قيد الحياة لأصبحنا أفضل صديقتين.. بلا شك!

                                                                 Hala Signature

الأربعاء، 3 ديسمبر 2025

ذاكرة الماء

ديسمبر 03, 2025 2 Comments


لقد كان الماء و ما زال من أكثر العناصر التي أثارت دهشة الناس حتى من قبل اجراء التجارب عليها كعنصر أساسي مكون للحياه. إنها ليست المكون الرئيسي لكل خلية في أجسادنا فقط، بل إنها تمس أرواحنا بطرق خفية. 

فللماء تأثير قوي على جسم الإنسان ليس فقط من ناحية المنهج العلمي الذي يتبعه العلماء، هذا المنهج الذي يقول أن الماء مكون من ذرتين من الهيدروجين و ذرة أكسجين. ليس هذا فقط، لكن الماء يؤثر طاقيًا على جسم الإنسان بشكل كبير.

خذ عندك مثلا فترة إكتمال القمر حيث تتأثر البحار و المحيطات بحركات المد و الجذر وقت تمام البدر. هذة الظاهرة تدعو للتأمل و التفكر، فبما أن جسم الإنسان يتكون بنسبة كبيرة من عنصر الماء، فإن جسم الإنسان كذلك يتأثر بشكل بالغ بوقت إكتمال القمر فتهيج اخلاطه الداخلية كأنما بداخله بحر أو محيط!
و هذا كما قلت يدعو للتفكر في سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم في صيام الأيام القمرية. فالصيام في هذا الوقت يساعد الجسم على تقليل وقت الطعام و الشراب و الإكتفاء بأبسط الأطعمة و أقلها تعقيدًا لما في ذلك من محاولة تهدئة أخلاط الجسم التي تتحرك في ذروتها في مثل هذا الوقت.
و من المؤكد أننا عندما نصوم تلك الأيام القمرية.. نفعل ذلك طاعة لرسول الله و اقتداءًا به و لكن عندما نتفكر في الأمر نجد أن الأسباب تتحد معًا لندرك عظمة رسول الله و فطرته السليمة سواء عرفنا الغاية من صيام الأيام القمرية أم لم نعرفها. و ذلك لأن الكثير من البسطاء يقتدون بمعلمنا الشريف أطهر الخلق دون التفكر في (لماذا؟).
و لكن هذا لا ينفي ايضًا أن التفكر و البحث و الاستدلال له فضل كبير و دور في ترسيخ إيماننا بشكل أعمق. فقد توافقت الفطرة مع طاعة رسول الله مع تفكر أولي الألباب... فيا له من دين عظيم!

الأمر الآخر الذي أذكره هنا هو ذاكرة الماء. نعم كما قرأت فللماء ذاكرة.
إن كل شئ في الكون عبارة عن طاقة، أجسادنا طاقة، كلماتنا طاقة، غضبنا و سعادتنا و حزننا طاقة، الكلمات الجميلة و الألفاظ النابية طاقة، حتى الأشياء الساكنة ككتاب على منضدة عبارة عن طاقة و لكنها ساكنة إلى حد كبير ... إلى الحد الذي يعتقد فيه المرء أنها جامدة أو ميتة و لكنها على العكس من ذلك.
و بناءًا على هذا فإن الماء طاقة، و هذة الطاقة تتأثر بأي تردد آخر حولها.
فإذا قرأت القرآن على الماء و خاصة بعض آيات الشفاء و شربها المريض نجده بدأ في التعافي بالفعل تخلل في جسده!
و إذا قرأت كلمات نابية في الماء أو ألقيت نوع من السحر، فيتحول هذا الماء إلى سم قاتل يحطم البدن و يدمر الصحة و قد يؤدي إلى الوفاه.
فالماء بطبيعته كالمادة الخام التي تلتقط إما الترددات المتناغمة النورانية و إما الترددات المدمرة المخالفة للفطرة.

أما من جهة العلم، يقر العلماء بأن الماء شديد الحساسية لبيئته. فبنيته الجزيئية تتغير باستمرار بحسب الحرارة والضغط ودرجة النقاء والاهتزازات المحيطة. وقد أثبتت الفيزياء الحديثة أن الذرات والجزيئات تستجيب للاهتزازات الصوتية، وأن الموجات الصوتية يمكنها بالفعل أن تُحدث أنماطًا وانتظامات مختلفة في السوائل. هذه الظاهرة لا تثبت ذاكرة روحية للماء، لكنها تُظهر كيف أن هذا العنصر قابل للتشكل والتفاعل، ما يجعل الربط الروحي بين الكلمة والماء ذا معنى إنساني وإن لم يكن ذا تفسير علمي مباشر.

ولعل أجمل ما يقدمه لنا الماء هو هذا الدرس الرمزي العميق. فالماء يتغير باستمرار، يتبخر، يتكثف، يتجدد، يتطهر بذاته. وكذلك الإنسان يستطيع أن يُعيد تشكيل داخله مهما مر عليه من تجارب قاسية. وإذا كان الماء يتفاعل مع ما حوله، فالإنسان أولى بأن يتفاعل مع الكلمة الطيبة وأن يحيط نفسه بكل ما يرفع من روحه.

قد يرى العلماء أنه لا يوجد جمع بين العلم والروحانية و لا يجب الخلط بينهما، و لكنني أقول دائمًا بأن العلم الذي لا يهدف للوصول إلى الحقيقة لا فائدة منه. كما أن العلم الذي ينكر الروحانيات و ينكر كل ما لا يخضع إلى المنهج العلمي فهو علم متعصب يسير في الاتجاه الخاطئ، لأن كل العلوم مهما تنوعت و اختلفت تصبو في النهاية للوصول إلى حقيقة الكون، أما تزييف الحقائق لمجرد أنها تتنافى مع المنهج العلمي فهو تعصب أعمى و إغماض للعين عن الرؤية، لأن المنهج العلمي المتعارف عليه الآن من صنع الإنسان الذي هو كائن غير كامل أصلا و من الطبيعي أن منهجهه يشوبه الجمود و يحتمل الصواب و الخطأ بنسبة كبيرة. فالحقائق التي نلمس أثرها بدون سبب مادي هي بالأحرى من يجب أن يوضع لها منهج علمي لدراستها و ليس العكس.


With love


 

الأحد، 7 سبتمبر 2025

الخسوف الجزئي و الكلي اليوم

سبتمبر 07, 2025 2 Comments


في مساء الأحد 7 سبتمبر 2025 تتزين سماء مصر والعالم بظاهرة فلكية نادرة تُعرف بـ خسوف القمر الكلي أو  قمر الدم، وهي من أجمل وأكثر الأحداث السماوية إثارة على الإطلاق.

أما عن مراحل الخسوف ومواعيده في القاهرة فسيتم دخول القمر إلى منطقة شبه الظل للأرض. و هي المرحلة الغير المرئية بسهولة الساعة 6:28 مساءً.

أما بداية الخسوف الجزئي و هو ظهور بداية سواد ظل الأرض على حافة القمر فسيكون حوالي الساعة 7:27 مساءً.

و بالنسبة للخسوف الكلي سيبدأ الساعة 8:31 مساءً. ليصل إلى ذروته أي أقصى تغطية للظل للقمر  نحو 136.2٪ حوالي الساعة 9:12 مساءً.

لتنتهي المرحلة الكلية و يبدأ الخروج من ظل الأرض التام الساعة 9:53 مساءً.

و سينتهي الخسوف الجزئي أي الخروج الكامل من الظل الجزئي الساعة 10:56 مساءً. و ستكون نهاية الخسوف كليًا بتمام خروج القمر من شبه الظل الساعة 11:55 مساءً.

يُشير العلماء إلى أن مدة الظاهرة الكاملة تصل حوالي إلى 5 ساعات و27 دقيقة، منها مدة الخسوف الجزئي حوالي 3 ساعات و19 دقيقة، والخسوف الكلي حوالي 1 ساعة و22 دقيقة.


أهمية الظاهرة وأسباب تسميتها بالقمر الدموي


عندما يدخل القمر تمامًا في ظل الأرض، لا يمنع الغلاف الجوي للأرض مرور الضوء فقط، بل ينكسر ضوء الشمس الأحمر والبرتقالي نحو القمر، مما يكسوه بلون دافئ ومميز، أُطلق عليه قمر الدم. 

هذه الظاهرة ليس لها أي تأثير ضار على البشر، ويمكن النظر إليها بالعين المجردة بأمان تام.


كيف نُصلي صلاة الخسوف؟

تُعتبر صلاة الخسوف سنة مؤكدة عند وجود سببها، فقد فعلها النبي صلى الله عليه و سلم و أمر بها كما في حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عندما قال ( انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد و لا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا الله و صلوا حتى ينجلي).
كما يستحب عند الكسوف أن ينادى: الصلاة جامعة.
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لما كُسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي إن الصلاة جامعة.

تُصلى صلاة الخسوف ركعتان، في كل ركعة قيامان و قراءتان و ركوعان و سجودان. 
يُقرأ في الأولى جهرًا الفاتحة و سورة طويلة، ثم يركع طويلًا، ثم يرفع فيسمع و يحمد و لا يسجد، بل يقرأ الفاتحة و سورة طويلة دون الأولى، ثم يركع ثم يرفع ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يصلي الثانية كالأولى، لكن دونها في كل ما يفعل، ثم يتشهد و يسلم.

و تبتدي صلاة الخسوف من بداية الخسوف إلى ذهابه لقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا رأيتم شيئًا من ذلك فصلوا حتى ينجلي)
فإذا انتهت الصلاة قبل الإنجلاء فلا يعيدها و ليكثر من الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ( فصلوا و ادعوا حتى يُكشف ما بكم)
و إذا تم الإنجلاء و هو في الصلاة أتمها خفيفة و لا يقطعها. و إذا لم يعلم بالكشف إلا بعد زواله فلا تُقضى لأنها مقيدة بسبب و تزول بزواله، و لا يشرع قضائها.

و من السنة أن يعظ الإمام الناس بعد الصلاة و يحذرهم من الغفلة و يأمرهم بكثرة الاستغفار و الدعاء.


                                                         With love

                    Hala Signature

الأربعاء، 13 أغسطس 2025

العلاج بالبرانا... فن إعادة التوازن للحياه

أغسطس 13, 2025 0 Comments


هناك لحظات في الحياة نشعر فيها أن كل شيء من حولنا يمضي بسرعة، وأن أرواحنا تبحث عن فسحة من الهدوء، عن نسمة نقيّة تعيد إلينا توازننا المفقود. في هذه المساحة الهادئة يولد العلاج بالبرانا، ليس كطريقة علاجية فحسب، بل كجسر يربط بين الإنسان وعمق وجوده. البرانا ليست شيئًا يمكن أن نراه بأعيننا، لكنها موجودة في كل نفس نتنفسه، في دفء الشمس حين يلامس وجوهنا، وفي الموجة التي تنكسر على الشاطئ ثم تعود أدراجها في انسجام كامل مع البحر. هي طاقة الحياة التي تسري فينا كما يسري الدم في عروقنا، تغذي كل خلية، وتنعش كل جزء فينا يوشك أن يذبل.

حين نجلس أمام معالج برانا، لا نسمع ضجيج الأجهزة ولا نشم رائحة الدواء، بل نجد أنفسنا وسط هدوء يشبه سكون الفجر قبل أن تستيقظ المدينة. لا يحدث لمس مباشر، لكننا نشعر وكأن هناك يد خفية تعيد ترتيب شيء عميق بداخلنا. في البداية، تُزال الطاقات العالقة التي تراكمت بفعل القلق أو الحزن أو حتى الإرهاق الجسدي، وكأن أحدهم يفتح نوافذ الروح لتتنفس من جديد. ثم تبدأ الطاقة النقية في التدفق نحونا، تدخل من أماكن لا ندركها بعقولنا، لكنها مألوفة لأرواحنا. الشاكرات، تلك المراكز الطاقية التي كانت منهكة، تعود للعمل بانسجام، كفرقة موسيقية صارت أوتارها مضبوطة من جديد.

البرانا لا تحتاج منا سوى القبول، فهي ليست مرتبطة بإيمان أو عقيدة، بل هي قانون طبيعي مثل الجاذبية، تعمل في صمت وبلا ادعاء. والجميل أن أثرها يمتد لما هو أبعد من الجسد، فهي تلمس القلب وتخفف عن العقل ثقل الأفكار، وتزرع في الروح شعورًا بالسلام الداخلي. قد يلاحظ المرء بعد الجلسة أن النوم صار أعمق، أو أن الألم خفّ، أو أن ابتسامة صغيرة عادت إلى وجهه دون سبب واضح.

التجربة ليست علاجًا جسديًا فحسب، بل رحلة نحو الداخل، رحلة تذكّرنا أن الحياة ليست صراعًا دائمًا، وأن بداخل كل واحد منا بئرًا من النور ينتظر أن نزيح عنه الغبار. حين نسمح للبرانا بالتحرك بحرية، نحن في الحقيقة نسمح لأنفسنا بأن نكون كما خُلقنا: متوازنين، منسجمين، ومتصالحين مع ذواتنا. وفي عالم تتسارع فيه الخطى وتعلو فيه الأصوات، ربما يكون العلاج بالبرانا هو تلك اللحظة التي نغلق فيها أعيننا، ونتنفس بعمق، ونعود إلى البيت… البيت الذي نسكنه منذ الأزل، داخل قلوبنا.

                                                            Hala Signature

الثلاثاء، 5 أغسطس 2025

حكاية ترجمتي لكتاب الشاي!

أغسطس 05, 2025 0 Comments

هل من الممكن أن يكتب أوكاكورا كاكوزو - كاتب هذا الكتاب - كتابًا كاملا عن تاريخ الشاي؟
هل الكتاب يتحدث عن تاريخ الشاي في اليابان فقط بما ان الكاتب ياباني؟
هل يحتوي الكتاب على وصفات للإعداد الشاي؟
هذه الأسئلة التي جالت في خاطري عندما رأيت عنوان الكتاب لأول مرة و أخذني الفضول للبدء في ترجمته فورا رغم ما قرأته لاحقا في الكتاب نفسه عن رأي الكاتب في الترجمة كوظيفة أو كعمل بشكل عام!
لقد قال : الترجمة دائمًا خيانة!

"الترجمة، في أفضل حالاتها، لا تكون إلا الوجه الخلفي من قماش مطرز — كل الخيوط موجودة، لكن ليس هناك لا لون ولا نقش."

و هو تعبير عن شخصية كاتب يسعى للكمال و الدقة بشكل مبالغ فيه

و لكن قد يتسائل القارئ... ما الذي يدفع كتاب اسمه (كتاب الشاي) أن يتحدث عن الترجمة، بل و ينتقدها؟!

هذا ما أكتشفته لاحقًا و أنا أطالع سطور هذا الكتاب بعيني، فكتاب الشاي ليس مجرد كتاب يتحدث عن تاريخ الشاي أو طرق عمله أو تقاليد شرب الشاي اليابانية فقط، لقد اتخذ الكاتب من تقاليد شرب الشاي بدءًا من شكل غرفة الشاي و تقاليد إعداده و شربه و الأدوات المستخدمة لتحضيره ، اتخذ من كل هذا شكل مصغر لفلسفة الحياه في اليابان و كيف يراها الغرب و كيف ترى اليابان الغرب بدورها.
لقد أنتقد الكاتب الغرب في الكثير من النقاط التي تخص الحياه العامة بدءًا من الصورة المشوهة التي يرى بها الغرب اليابان وصولا لنظام حياه الغربيين المفتقر للنظام و الاستقرار و الهيبة و اللمسة الفنية الإبداعية التي تعتبر مظهر رئيسي من مظاهر الحياه اليابانية.
لذلك أثناء قراءتك لكتاب الشاي سترى الكثير من الحديث عن الشاي و إعداده و وصفاته و الكثير من الفلسفة اليابانية الأصيلة لتقدير الفن و الزهور و الحياه و الكثير من الكوميديا الساخرة كذلك.

عزيزي القارئ..
يمكنك الآن قراءة و تحميل كتاب الشاي كاملا مجانًا من ترجمتي الخاصة، و الاطلاع على بعض الاقتباسات الشيقة التي اعددتها في صفحة خاصة بكتاب الشاي.
و لا تنسى أن تُعِد بض الشاي أثناء القراة حتى لو لم يكن يابانيًا.

اضغط هنا

Hala Signature

الاثنين، 4 أغسطس 2025

الشفاء الروحي

أغسطس 04, 2025 0 Comments

في عالم يتسارع كل يوم أكثر، حيث تُثقلنا الضغوطات وتتزاحم الأفكار في أذهاننا، بات البحث عن الهدوء الداخلي والاتصال بالذات أكثر من ضرورة. ومن بين أعمق الطرق التي تساعدنا على ذلك، يبرز الشفاء الروحي كأداة فعالة لإعادة التوازن، مدعومًا بمفاهيم الطاقة وممارسات التأمل.

ما هو الشفاء الروحي؟
الشفاء الروحي ليس مجرد علاج نفسي أو جسدي، بل هو رحلة داخلية نحو فهم أعمق لذاتنا، اتصال بالروح، وتحرير من القيود غير المرئية التي تعيق نمونا وسعادتنا.
لا يرتبط الشفاء الروحي بدين أو معتقد معين، بل هو حالة وعي، إدراك، وتحرر.
عندما نبدأ العمل على شفاء الروح، نبدأ بإزالة الطبقات التي تراكمت بفعل التجارب السلبية، الجراح القديمة، الخوف، القلق، والضغوط. هو ببساطة، عملية تطهير داخلي تعيد إلينا النقاء والصفاء الذي فقدناه خلال زحمة الحياة.

الطاقة: المفتاح الخفي للتوازن
كل شيء في هذا الكون مكوّن من طاقة. نحن لسنا فقط أجسادًا مادية، بل نمتلك حقولًا من الطاقة تؤثر فينا وتتأثر بنا. المشاعر، الأفكار، وحتى الذكريات تحمل ذبذبات معينة.
في بعض الثقافات والممارسات مثل الريكي، التشي، والبرانا، يتم التعامل مع هذه الطاقة بوعي، وتحريكها لتنظيف القنوات الحيوية، وإزالة الانسدادات التي تسبب الألم النفسي أو الجسدي.
عندما تكون طاقتنا نظيفة ومتدفقة، نشعر بالخفة، بالإلهام، بالحب، وبالحيوية. أما عندما تُحاصر، نبدأ بالشعور بالضيق، التعب، والارتباك.

التأمل: البوابة الصامتة للشفاء
التأمل ليس فقط لحظات صمت، بل هو لقاء مع الذات، طريقة لتهدئة الضجيج الداخلي، والانفتاح على الحكمة العميقة التي تسكن داخلنا. عبر التأمل، نُعطي أنفسنا مساحة للتنفس، للتأمل، للانفصال مؤقتًا عن العالم الخارجي، والاتصال بالمصدر الحقيقي للسلام.
أنواع التأمل كثيرة، منها:
تأمل التنفس: حيث نركز فقط على حركة الشهيق والزفير.
التأمل الموجّه: حيث نستمع لصوت يدلّنا إلى أماكن سلام داخلية.
تأمل الشاكرات: حيث نعمل على تنشيط مراكز الطاقة في الجسد.
تأمل الامتنان: للاتصال بمشاعر الحب والشكر.
الجميل أن التأمل لا يحتاج أدوات معقدة أو مكانًا خاصًا، يكفي أن نُغلق أعيننا، ونتنفس بوعي، ونترك كل شيء خلفنا لبعض اللحظات.

كيف تبدأ رحلتك نحو الشفاء؟
1. استمع إلى نفسك: أين الألم؟ ما الجرح الذي يتكرر؟ ما المشاعر التي تُخفيها؟
2. نظّف طاقتك: عبر التأمل، المشي في الطبيعة، أو حتى بالاستحمام الواعي بنية التطهير.
3. اكتب ما تشعر به: الكتابة وسيلة رائعة لفهم الذات وتفريغ ما بداخلنا.
4. تواصل مع مرشد روحي أو معالج طاقة إذا شعرت أنك بحاجة للدعم.
5. كن صبورًا: الشفاء الروحي ليس لحظة واحدة، بل رحلة تستحق أن تُعاش بكل وعي وامتنان.

رسالة أخيرة...
في أعماق كل واحدٍ منا نور، سلام، حب غير مشروط، وقدرة هائلة على التغيير والنمو. الشفاء الروحي لا يعني أنك مكسور، بل يعني أنك تستعيد ما نُسي، وتُحيي ما خمد، وتُعيد لنفسك جمالها الطبيعي.
أعطِ نفسك الإذن بأن تُشفى، بأن تُحب، بأن تتنفس بعمق، وأن تعود إلى ذاتك الحقيقية.

                                     Hala Signature





الأحد، 13 يوليو 2025

لماذا ترجمت كتاب (الشفاء و التطهير العقلي)؟

يوليو 13, 2025 2 Comments

 لم أترجم هذا الكتاب لأنني كنت أبحث عن عمل... بل لأنه وجدني، في اللحظة التي كنتُ أنا نفسي أبحث فيها عن معنى، عن خلاص، عن خيط نور أتبعه في متاهة هذا العالم الثقيلة.


كنت أفتح أول صفحة، لا كمترجمة، بل كمتلقية متعبة. كنت أقرأ عن الشفاء، بينما قلبي ما زال ينزف من أشياء لم أسمِّها بعد. 


وكنت أقرأ عن التطهير العقلي، بينما رأسي مزدحم بأسئلة لا يجيبها أحد. شعرت أن كل كلمة في الكتاب ليست فقط موجهة لي، بل مكتوبة مني، من جزء قديم داخلي يعرف الطريق لكن نسيه.

وفي كل جملة كنت أترجمها، كنت أترجم نفسي من حال إلى حال.

كأن اللغة نفسها كانت طريق عبور، والكلمات مرايا خفية تعكس ما خفي في داخلي.

كنت أكتشف أن الشفاء لا يأتي من الخارج، بل من لحظة صدق نادرة بينك وبين نفسك، حين تعترف بما أوجعك، وتُسلم ما لا تستطيع حمله.

ترجمت هذا الكتاب لأنني أردت أن أكون جسرًا بين الكلمة والمعنى، بين الكاتب والقارئ، بين الروح وما فقدته في الزحام.


ولأنني آمنت — ولا زلت — أن كل من يصل إلى هذا الكتاب، لم يصل صدفة، بل جاء في اللحظة المناسبة تمامًا، التي يكون فيها مستعدًا لبدء الرحلة نحو الداخل.

لم أترجم كتابًا فقط، ترجمت تجربة، ترجمت صمتًا، ترجمت تلك اللمحة التي تسبق الدموع، وتلك القوة التي تتبع الانهيار.


وفي كل هذا، أتذكر ما قاله أوكاكورا كاكوزو في كتابه "الشاي":


"الترجمة تُشبه النظر إلى ظهر قطعة مطرّزة؛ نرى خيوط المعنى، لكنها تخفي عنا الجهة الأخرى، حيث يسكن الجمال الحقيقي."


ولهذا، لم أُحاول أن أنقل الكمال، بل أن أترك مساحة للجمال أن يتسلل — بخفة — بين السطور.

فإن كنت تقرأ هذا الآن، فاعلم أنك مثلي كنت تبحث عن شيء.

وأرجو من قلبي، أن تجد فيه ما وجدت أنا:

أثر الله في الكلمة، وصدى الروح وهي تشفى على مهل.