فى الحقيقة فى معنى سائد عن الرفاهية النفسية بين الناس و هو أنك محتاج لوقت مخصص من حياتك اليومية أو من الروتين اللى انت شايفه قاتل بالنسبة لك ، و فى الوقت ده تسافر مكان جديد قد يكون جوه بلدك فى منطقة ساحلية مثلا ، أو بره بلدك تمامًا بحيث أنك تتعرف على ثقافة مختلفة تماما و تحس أنك عملت إنجاز كبير فى الحياه و غامرت بقدر كبير

غالبًا اللى بيعمل كدة بيكون مخنوق من حياته و محتاج تغيير جذرى فى كل حاجة ، و طبعًا السفر وسيلة مش وحشة عشان يعمل كدة.
لكن اللى جاية أقوله النهاردة أن السفر حل مؤقت ، بمعنى لو أنت بتعانى من حياتك أنها مملة أو مفيهاش جديد أو روتينية ، فالسفر ممكن يروح عن نفسك شوية لكن ماذا بعد ما ترجع من السفر؟
هيرجعلك نفس الشعور تانى و ترجع تنتقد حياتك تانى و تحوش مبلغ مالى تانى عشان تسافر!!
و ممكن حد تفكيره يتطور إنه ينقل حياته كلها للمدينة اللى بيسافرلها دى عشان يخلى حياته سعيدة للأبد و كأنه مسافر للأبد.
المفاجأة أنه بعد وقت شهر شهرين هيرجع يحس بالملل و بالحياه الروتينية تانى
قبل ما نقول ايه الحل... المشكلة اصلا جاية منين؟

المشكلة هنا جاية من أن الشخص مش محقق لنفسه الرفاهية النفسية الكفاية اللى تخليه حاسس بالسلام الداخلى فى أى مدينة و أى مكان ، عشان كدة عمره ما هيرضى بأى مكان ابدا للمعيشة و هيفضل دايمًا متخيل أن فى مكان أحسن و حياه أحسن من اللى هو فيها و هيفضل ناقم طول عمره لو مأدركش المشكلة جاية منين.
الرفاهية النفسية بتيجي من إختبار الحياه بكل سليم حتى لو فضلت فى نفس المكان أو المدينة لباقى العمر كله ، و لو اختبرت حياتك (بمعنى عشت خبرات حياتك بشكل سليم ) هتلاقى نتايج خيالية! حرفيًا هيحقق لك رفاهية نفسية أنت مكنتش متخيلها و هتحس أنك مش محتاج أى حاجة تانية ابدًا 
الرفاهية اللى أنت بتدور عليها طول الوقت فى الطريق الغلط و بالإسلوب الغلط. لو قريت المقال لآخره و فكرت فيه و طبقت الخطوات الجاية هتحس بنتايج رهيبة من أول أسبوع بس.
ايه معنى انك تختبر الحياه؟ إزاى ممكن تثنى عليها؟
 دى خطوات ممكن تساعدك تختبر حياتك بشكل أفضل عشان تحقق الرفاهية النفسية :

1- وزع طاقتك بين النشاط الجسدى و النشاط الفكرى و متستهلكش حاجة واحدة منهم على حساب التانية لأن ده المسبب الرئيسى للإكتئاب. فكرة أنك تستهلك كم كبير جدًا من طاقتك فى أفكار ملهاش لازمة أو معنى بتسبب خمول تلقائيًا فى الجسم لأن كل الطاقة اتركزت فى شئ واحد و ده غلط ... و لو عايز تعرف الفرق بين التفكير بوعى كعملية عقلية رائعة و بين الإسهال الفكرى راجع على المقال ده كتبته مخصوص عن نقطة التفكير اضغط هنا

2- خصص يوم فى الأسبوع ، ليكن يوم الأجازة و اتواصل فيه مع الطبيعة 
التواصل مع الطبيعة مش محتاج أنك تروح رحلة سفارى بعيدة زى ما قولنا أو أنك تحوش مبلغ مالى كبير عشان تعمل كدة ، التواصل ده ممكن يتم بأبسط الطرق و هى أنك تتجه لحديقة مثلا قريبة منك أو بحيرة أو نهر أو بحر أيا كان و تقعد فى المكان ده حافى القدمين لمدة معينة
فى الحقيقة الإنسان أصلا مخلوق من العناصر الكونية الخمسة ( الأرض ، الماء ، الهواء ، النار ، الإيثير ) و بعده عن العناصر دى لفترة طويلة ممكن تسببله خلل غير مفهوم بالنسبة له
مثلا أنا لما بعمل جلسات علاج بالطاقة للناس ، غالبا بيكون فى شاكرا أو اتنين من السبعة مقفولين ، كل شاكرا مرتبطة بعنصر من العناصر الخمسة اللى قولناهم، و بعرف من خلال نمط حياه الشخص مشكلته.. هو بعيد عن انهى عنصر 
فى ناس ممكن تروح لأماكن متخصصة تاخد أنواع مختلفة من الحمام للعناصر دى! أيوه زى ما قريت
الشئ الوحيد اللى شائع عندنا هو حمام الماء اللى هو الدش اللى بناخده فى البيت. لكن ممكن ببساطة تاخد حمام هواء عن طريق أنك تقف فى مكان عالى فى حديقة مثلا أو فوق جبل أو صخرة عالية و تخلى الهوا يخبط فيك من كل ناحية ، ممكن تاخد حمام من عنصر التراب زى زمان كان فى ناس تاخد حمام طين عشان يفتحوا مسام جلدهم و يغيروا هالتهم و يجددوا طاقتهم.

3- متحاولش تبعد أى أفكار مش بتحبها عن دماغك!
تخيل معايا لو طلبت منك متفكرش فى كلمة كتاب لمدة 5 دقايق ، ايه اللى هيحصل؟
مخك هيتملى بصور للكتب و مش هتفكر فى أى حاجة غير الكتب نهائيًا. عشان كدة أى حاجة دماغك بتفكر فيها بتتضاعف تلقائيًا و ده سبب كافى يخلينا منحاولش نكبت أى أفكار و نتجاهلها بالقصد لأننا مش هنلاقى غيرها فى دماغنا بالعند

4- خليك ممتن لكل شئ فى حياتك حتى الأمور الصغيرة اللى ممكن تلاحظها بالصدفة خلال يومك لكن مش بتقف عندها زى الشروق و الغروب ، شكل زهرة عجبتك و أنت ماشى فى الشارع ، شكل السما ، انتظام نفسك و فكرة أنك حى ترزق
أثنى على ربنا و أشكره على روعة خلقه بأنك تقدر كل شئ و كل مخلوق حواليك مهما كان.

كل الحاجات دى مش محتاجة لمجهود عشان تعملها ولا محتاجة أنك تسافر أو تكون خارج مدينتك ولا أنك تكون فى مستوى مادى معين و لكن محتاجة أنك تكون فى مستوى فكرى معين و وعى يسمح لك بتقدير كل حاجة حواليك و التفكر فى الخلق و المخلوقات.
و علشان يكون عندك وعى ، بردو مش محتاج لتمارين معينة من اليوجا و التأمل على أد ما أنت محتاج أنك تعمل كل حاجة بوعى  متدخلش فى دماغك أفكار مش هتفيدك ولا هى أفكار حقيقية من الواقع و كلها خيالات ممكن تحصل أو لا.
الوعى هو النقطة الأولى و نقطة البداية عشان تحقق الرفاهية النفسية ، أما تمارين اليوجا و التأمل ليها فايدة عظيمة و لكن بعد ما تنظم وعيك أنت الأول.

أولاً : على المستوى الجسدى هتحس بخمول رهيب ، لأن طاقة الجسم الحيوية أو البرانا بتتأثر و بتفنى إما فى نشاطك البدنى أو العقلى ، و فى حالة إستهلاكك للتفكير دون وعى بكل مفرط ده بطبيعة الحال هيستنزف طاقتك بحيث ميبقاش فى وقت للقيام بأى نشاط
هتحس أنك قاعد فى السرير أو فى البيت و مش قادر تتحرك من مكانك و هتحس أنك مختبرتش اى شئ جديد فى الحياه.
و كل ده ليه؟
عشان بتعانى من إسهال فكرى و أنت فاكره تفكير بالمعنى الصحيح و بعدين ترجع تقول عايز أوقف تفكير!!
علشان كدة لو أنت بتعانى من التفكير الزائد و أقتنعت بكلامى أفتكر النقطتين دول كويس اوى و أكتبهم فى ورقة ملاحظات و علقهم فى مكان واضح قدامك عشان دايمًا تفتكر أنك متستهلكش تفكيرك فى شئ مش أنت أو مش بيعبر عنك .
و ثانيًا أن مفيش حاجة إسمها فكرة إيجابية أو سلبية و أنك انت اللى فى ايدك تعطى للفكرة الجيدة قوة أو تتركها و تنساها.