الاثنين، 16 أكتوبر 2023

قول جلال الدين الرومي على النبي سليمان

 


وصل رجل كريم وقت الضحى، إلى قصر العدل لسليمان و هو يهرول.

كان وجهه شاحبًا من الغم و شفناه زرقاوين، فسأله سليمان :ما الخبر أيها السيد؟
قال: لقد نظر إلى عزرائيل هكذا، نظرة مليئة بالغضب و الحقد.
قال : هيا قل ماذا تريد الآن؟ اطلب
قال مُر الريح يا ملجأ روحي أن تحملني من هنا إلى بلاد الهند، لعل العبد ينجو بروحه إن ذهبت إلى هناك. فهكذا الخلق هارون من الفقر، و من ثم فالخلق لقمة للحرص و الأمل. فخوف الفقر مثال ذلك الرعب، و الحرص و السعي مثال الهند.
و في اليوم التالي وقت الديوان و اللقاء، قال سليمان عزرائيل : لماذا نظرت بغضب إلى ذلك المسلم؟، بحيث فارق اهله و دياره؟
قال: متى نظرت إليه بغضب؟ لقد وجدته في طريقي فنظرت إليه بعجب. لأن الله تعالى كان قد أمرني اليوم، اقبض روحه في بلاد الهند. فقلت متعجبًا : لو كان له مائة جناح، بعيد عليه ان ينتقل إلى بلاد الهند.
و هكذا أنت ايضًا أمور الدنيا كلها، قس ( على هذا النسق) و افتح عينيك فانظر. فممن نهرب؟ أمن أنفسنا؟ يا للمحال، و ممن نختطف؟ أمن الحق؟ يا للوبال!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق