رواية مُربي النحل
لم أكن أتوقع أن مجرد اختيار عشوائي لرواية جديدة ممكن يغير مزاجي أسبوع كامل، لكن هذا تحديدًا ما حدث عندما بدأت قراءة رواية (مُربي النحل) و هي ثاني رواية اقرأها بعد رواية (فتاة المستنقع) للكاتبة جين ستراتورن بورتر. من الصفحة الأولى شعرت و كأنني أنا بطل الرواية الذي هام على وجهه هاربًا من حكم قاسي و معاملة المستشفى العسكري له كقطعة خردة من مخلفات الحرب.
كان عليه أن يهرب و ينجو بنفسه من مصير مُظلم و مستقبل قاتم و هو إيداعه في منفى لمرضى الجذام رغم أنه لم يكن يعاني من الجذام اصلاًا!
ففر البطل ذو الدماء الأسكتلندية الحارة هاربًا من مصير مظلم متجهًا إلى آخر مجهول غير عالم ما ينتظره و محاولا بكل الطرق أن يرمم ما بقي منه، مستعيدًا علاقته بنفسه و بربه و محافظًا على ضميره رغم الجرح الغائر في صدره الذي أبى أن يندمل.
تعلمنا هذة الرواية ضرورة المخاطرة في بعض الأحيان و عدم الإستسلام للظروف المظلمة رغم الإنهاك النفسي و الجسدي الذي يصيبنا أحيانًا كما أصاب البطل و حتى لو كان المستقبل مجهول، فماذا لو كانت هناك جنة على الأرض بإنتظارنا؟!
صدرت النسخة الأصلية من الكتاب عام 1925 باللغة الإنجليزية و تمت ترجمتها للغة العربية عام 2022 من قِبل مؤسسة هنداوي و من ترجمة دينا عادل غراب و هي متاحة للتحميل عبر موقعهم على الإنترنت.
مما لا شك فيه أن أسلوب الكاتبة يميل لوصف الطبيعة في كلا الروايتين بشكل جذاب يثير الخيال و يغذي الروح و يجعلك تشعر بأنك سافرت إلى حديقة سحرية تملؤها الفراشات في رواية و النحل في رواية أخرى. و لكن أيًا ما كان فإن (جين ستراتورن بورتر) أصبحت من الكُتاب الأجانب المفضلين عندي و لا يمكنني الإنتظار لكتابة مراجعة جديدة لرواية جديدة لها أو ربما مراجعة لكتاب من كتب الطبيعة التي تعشقها كما أعشقها و تراها كما أراها!
كل ما أعرفه الآن أن هذه الكاتبة إذا كانت من نفس جيلي و مازالت على قيد الحياة لأصبحنا أفضل صديقتين.. بلا شك!



