الأحد، 13 يوليو 2025

لماذا ترجمت كتاب (الشفاء و التطهير العقلي)؟

يوليو 13, 2025 2 Comments

 لم أترجم هذا الكتاب لأنني كنت أبحث عن عمل... بل لأنه وجدني، في اللحظة التي كنتُ أنا نفسي أبحث فيها عن معنى، عن خلاص، عن خيط نور أتبعه في متاهة هذا العالم الثقيلة.


كنت أفتح أول صفحة، لا كمترجمة، بل كمتلقية متعبة. كنت أقرأ عن الشفاء، بينما قلبي ما زال ينزف من أشياء لم أسمِّها بعد. 


وكنت أقرأ عن التطهير العقلي، بينما رأسي مزدحم بأسئلة لا يجيبها أحد. شعرت أن كل كلمة في الكتاب ليست فقط موجهة لي، بل مكتوبة مني، من جزء قديم داخلي يعرف الطريق لكن نسيه.

وفي كل جملة كنت أترجمها، كنت أترجم نفسي من حال إلى حال.

كأن اللغة نفسها كانت طريق عبور، والكلمات مرايا خفية تعكس ما خفي في داخلي.

كنت أكتشف أن الشفاء لا يأتي من الخارج، بل من لحظة صدق نادرة بينك وبين نفسك، حين تعترف بما أوجعك، وتُسلم ما لا تستطيع حمله.

ترجمت هذا الكتاب لأنني أردت أن أكون جسرًا بين الكلمة والمعنى، بين الكاتب والقارئ، بين الروح وما فقدته في الزحام.


ولأنني آمنت — ولا زلت — أن كل من يصل إلى هذا الكتاب، لم يصل صدفة، بل جاء في اللحظة المناسبة تمامًا، التي يكون فيها مستعدًا لبدء الرحلة نحو الداخل.

لم أترجم كتابًا فقط، ترجمت تجربة، ترجمت صمتًا، ترجمت تلك اللمحة التي تسبق الدموع، وتلك القوة التي تتبع الانهيار.


وفي كل هذا، أتذكر ما قاله أوكاكورا كاكوزو في كتابه "الشاي":


"الترجمة تُشبه النظر إلى ظهر قطعة مطرّزة؛ نرى خيوط المعنى، لكنها تخفي عنا الجهة الأخرى، حيث يسكن الجمال الحقيقي."


ولهذا، لم أُحاول أن أنقل الكمال، بل أن أترك مساحة للجمال أن يتسلل — بخفة — بين السطور.

فإن كنت تقرأ هذا الآن، فاعلم أنك مثلي كنت تبحث عن شيء.

وأرجو من قلبي، أن تجد فيه ما وجدت أنا:

أثر الله في الكلمة، وصدى الروح وهي تشفى على مهل.