السبت، 11 مايو 2019

عن السفر و الإستقرار و السعادة

مايو 11, 2019 0 Comments

عن السفر :
حمى حب السفر اللى أصبحت موضة بيسعى ليها ناس كتير فى الفترة الأخيرة خليتنى ألاحظ حاجة مهمة جداً

الناس فجأة ( أغلبهم ) اصبحوا بيسعوا ورا السفر بدون وجود هدف حقيقى زى التعليم أو العمل  ، ناهيك عن الرغبة فى السفر لمجرد الهروب من واقع بلدهم بإعتبار أن البلاد الأخرى جنة الله على كوكب الأرض

هل لازم ندفع مبالغ طائلة علشان نسافر و نتصور فى المطار و نلتقط صور وهمية للتفاخر بيها على مواقع التواصل الإجتماعى؟
هل لازم نسافر فى رحلات شاقة بعيداً عن أهلنا و أصدقائنا لمجرد أننا نحاول نثبت للغير قبل نفسنا أننا نقدر نعمل حاجات صعبة و جامدة و محدش يقدر يغلبنا؟
لقيت ناس بتعمل حاجات غريبة جداً زى أن شخص يلف مصر كلها بعجلة !! أو يلف مدن عالمية بعجلة بردو بإعتبار أن ده تحدى شبه مستحيل ، المهم أنهم يعملوا كل شئ غريب عشان يشعروا بالحرية بس
و بيتصوروا و يشاركوا الصور فى كل مكان على شبكة التواصل و بيحصدوا ألاف الإعجابات و المتابعين و بيعتبروا ده الغذاء الوحيد لروحهم لأنهم بيكونوا وحيدين تماماً
قاطعين أى إتصال بأهلهم إلا في الأوقات اللي يقدروا يتواصلوا معاهم فيها

أنا مش ضد السفر عشان أكتب كلام زى ده بل بالعكس بحب السفر جداً لكن أصبحت ضد حمى السفر بلا هدف اللى منتشرة أيام دى و شايفة أنها بتدمر حاجات كتير زى أن الشباب أصبحوا بيقنعوا بعض بالسفر من أجل التفاخر و الهروب و بيضخموا حجم المشاكل قدام بعض ، هل انتو مش واخدين بالكم أنكم بتضايقوا ناس تانية مش معاها ثمن تكاليف السفر دى كلها؟ أو انكم توصلوا للشباب شعور بالنقمة على أهلهم و حياتهم لمجرد عدم قدرتهم على جمع الأموال الكافية
أما إتكلمت مع أحد الأشخاص اللى اعرفه معرفة شخصية وبيسافر كتير جداً و بيلف العالم
أكتشفت أنه مش سعيد ، و ده طبعا إعتراف جه بعد مناقشة طويلة
يعنى لو كان قصد الناس أنها تسافر من أجل السعادة و الشعور بالحرية كنا هنلاقى كل المسافرين سعداء بلا إستثناء

المشكلة أن أغلب الناس مش واعية أن كل الممنوع مرغوب ، يعنى اللى بيكون عايز يسافر بيصمم على رأيه كنوع من التحدى لأن مش معاه فلوس أو للبنات أن اهلها رافضين
بمجرد سماح الأهل و توافر الفلوس للسفر هيتلاشى فوراً الشعور بإنه شئ عظيم و من أهم الحاجات اللى فى الحياه و هتلاقيه شئ بييجى بظروفه يعنى ممكن اسافر او ممكن لأ ، و هتلاقى أولويات تانية ليك

و اللى أنا ضده حقيقى أن السفر يكون غاية فى حد ذاتها ، أنا عايز أسافر عشان أسافر مش أكتر ، لكن مش علشان السفر مجرد وسيلة هوصل بيها لطموح معين
زى مثلاً : أنا عايز أسافر عشان أتعلم أو أشتغل أو حتى سياحة و ترفيه مش أكتر ( أنا مش ضد السفر لمجرد الترفيه لأن السفر كترفيه ممكن يكون ملائم لطبقةمعينة من الناس )

المهم يكون فى هدف من السفر و الهدف بينتهى بإنتهاء السفر مش مجرد تنقل أبدى بين البلاد بدون هدف حقيقى

عن الإستقرار و السعادة :

الإستقرار بالنسبة لى يعنى الأسرة و العائلة الكبيرة و البيت و الأصدقاء ، يعنى الوطن و النشاطات اللى بحب أعملها و أشاركها مع الأصدقاء و العائلة و الأوقات السعيدة اللى بنستناها كل سنة و الحفلات و الذكريات السعيدة و الحزينة

فى ناس كتير بتعتبر ده روتين ممل للحياه ، و فى ناس بتعتبر أن السفر مع العائلة داخل البلاد من وقت للتانى شئ ممل
و ده بيرجعنى لنقطة بعيدة عن موضوعى و هى أن مفيش ترابط أسرى بين أفراد العائلة من البداية
الترابط الأسرى شئ مهم لدرجة تستاهل التضحيات و يستاهل العمل عليه كل يوم و كل لحظة و مهم لدرجة إنى لازم انميه كل يوم و الاحظ امتى ممكن الترابط ده يبدأ يضيع و ألحق نفسى و أسرتى تانى و أرجع جو الدفء بينهم

فكرة أن الإنسان يكون عنده بيت عايش فيه مع أفراد أسرته  بيشاركهم فى كل المناسبات و بياكلوا سوا و يسافروا سوا و بيفكروا فى البيت على أنه مأوي حقيقى ليهم
مكانهم اللى بيحبوه و بيدافعوا عن إستمراره و بقاؤه حتى لو حصلت مشاجرات بين أفراد الأسرة
و أن الشخص يرجع من شغله كل يوم يلاقى أسرته مستنياه بصدر رحب و يقضى معاهم وقت و يقضى مع اصدقاؤه وقت و يصنع ذكريات فى كل مكان
كل ده شئ عظيم أعظم من أن الكلمات تصفه بدقة
كل الكلام ده مش بيشعر به المسافر لوحده اللى عايز يثبت للناس أنه بطل و بيسافر و حر و بيعمل المعجزات و بيعتبر متابعينه على وسائل التاصل الإجتماعى هم كل ما يملك
المتابعين له هيكونوا فرحانين بيه و بصوره  هيقرأوا عن إنجازاته بس مجرد ما يقفلوا الكمبيوتر أو الهاتف المحمول بيرجعوا لوقتهم مع أسرتهم و يفكر فيهم و يهتم بيهم لأنه جزء منهم

أما عن إختلاف الناس القائم هذة الأيام بين : سافر و متتجوزش و بين إتجوز و متسافرش
فأحب أقول أن المشكلة مش أنه يسافر و لا إنه يتجوز ، لأن دايما بيكون فى خطة للعائلة إذا كانت هتسافر مع بعض أو هتفضل مع بعض ، المهم أنك تفكر فى كل خطوة قبل ما تاخدها و تشوف إيه اللى هيحافظ على دفء قلبك و علاقاتك علشان متلاقيش نفسك فى النهاية زى الذئب المتوحد المهاجر من مكان لمكان بلا ذكريات
هذا إذا كانت الذئاب تسافر !

أفكار تربطك أكتر بأسرتك و تشفيك من حمى السفر بلا داعى :


- جرب تسافر مع أسرتك وتستمتع بكل لحظة معاهم حتى لو كان سفر اليوم الواحد و رؤية البحر لعدة ساعات فقط و استمتع بكل لحظة معاهم ، و خليك مبادر فى أنك تنظم الرحلات اللى زى دى بطريقة جميلة ، زى أنك تحضر معاك أدوات تسلية و ألعاب و تستمتعوا بمنظر البحر سوا

- نمى جواك الشعور بأهمية المنزل كمكان ، البيت بيعنى أشياء كتيرة جداً للناس اللى بتفكر فيه بطريقة مختلفة على أنه مأوى و مكان اللحظات السعيدة بين أفراد الأسرة و مش مجرد حوائط كونت مكان نعيش بداخله فقط

- حافظ دايما على وقت تتجمع فيه الأسرة لتناول الغذاء سواء كان الصبح أو بالليل حسب مواعيد دراسة و عمل أفراد الأسرة

- قرب من أفراد أسرتك بإعتبارهم اصدقائك و افهم مشاكلهم ، هتلاقى فى كلام كتير أنت أول مرة تعرفه و هتتفاجئ ازاى متعرفش كل ده عن افراد اسرتك!

- حدد يوم الاجازة و خليه أفضل يوم للأسرة حتى لو هتقضوه فى البيت بدل التريند اللى موجود على مواقع التواصل الإجتماعى أن يوم الجمعة البيت كله بيقلب خناقات ، خليك أنت مبادر
جرب مثلاً تعمل أكلة جديدة أو شارك حد من أفراد الأسرة بيعرف يطبخ و أعمل طبخة لذيذة أو حلوى و تشاركوها سوا قدام فيلم ظريف
أو  لو الوقت و الإمكانيات تسمح ممكن تخرجوا لأى مكان مناسب و تقضوا وقت جميل

- فكر فى روتين حياتك كل يوم على إنه نعمة ناس كتير مفتقداها ، فى ناس كتير مفتقدة لمة الأسرة و الكلام معاهم  لأنهم سافروا و بعدوا و اصبحوا فى عزلة ، و زى ما فى ناس مفتقدة أسرتها ، فى ناس معندهاش أسرة خالص و بتتمنى أسرة !

- جرب تشترك مع افراد اسرتك فى يوم لتنظيف المنزل و تزيينه سواء بنات أو شباب لأن ده هينمى إرتباطكم بالبيت و ببعضكم كأسرة

ملحوظة مهمة : تقدر تعمل أى حاجة من الأفكار دى حسب إمكانياتك سواء محدودة أو كبيرة لأن اللحظات السعيدة و الذكريات و ترابط الأسرة مش مرتبط بالمال إطلاقاً

السبت، 4 مايو 2019

Going for Gold

مايو 04, 2019 0 Comments

فيلم Going for Gold من الأفلام الدرامية الجميلة ، انتجت سنة 2018 و تم تصويره فى استراليا.
الفيلم بيحكى عن بنت أمريكية ( إيما ) والدها قائد سلاح جوى و والدتها متوفية
إعتادت البنت على التنقل مع والدها من دولة لأخرى نظراً لظروف عمله، وبالفعل يغادرون أمريكا للإستقرار فى إستراليا و تبدأ ( إيما ) بالتعرف على بعض الأصدقاء ولكنها خافت التعلق بهم لأنها تعرف أنها قد تنتقل من المنزل مرة أخرى
يا ترى هتعمل إيه؟ وهتقول لوالدها إيه؟
الفيلم جميل جداً و مبهج ومناسب لسهرة البنات